اهديت بعضاً من اصدارات دار القاسم ودار الوطن عمرها الله بالتقوى، وكان من بينها ديوان شعر بعنوان مليكة الطهر من اصدارات دار القاسم، هذا الديوان من نظم الاديب محمد المقرن الذي سخر موهبته لخدمة قضايا دينه، وعبر بشعره عن عاطفته تجاه اخته المسلمة خصوصاً ودافع عن قضيتها وأشعرها انها ليست في المعركة وحدها, هذا الديوان مثال على ان من يحمل هم الاسلام في أمتنا كثيرون تناول الاديب محمد قضية المطلقة وعاش آلامها في قصيدة فريدة، وطلب في اخرى من الفتاة المسلمة المحتشمة ان تسمعه فيقول:
اسمعيني يا اخيه صرخة النفس الابية اسمعيني العز شدواً يطرب النفس الشجية ما شجاني ما اراه من لحوم عربية تقتل الطهر جهاراً وترى الستر قضية |
وارسل رسالة الى فاتنة الاسواق التي طالما رئيت وكأنها في حفل زفاف,:
ما طاب الحسن من امرأة ترميه بوحل الاسواق بل حسن المرأة حشمتها يكسوه جمال الاخلاق |
ويتكلم عما حدث لعائشة رضي الله عنها التي سماها مليكة الطهر وتفاعل مع مشاعرها بنفسية المؤمن الذي ارتبط بتاريخه وبرموزه وربط بين الارجاف في ذلك العهد الذي استهدف المؤمنات بالارجاف اليوم الذي يريد بالمؤمنات تقليداً للمرأة هنا او هناك، وكأنه يقول لبنات هذا الجيل دونكن عائشة فكنّ مثلها في الثبات والثقة بوعد الله والالتزام بأوامر الله والتوكل عليه, ويتعرض في قصيدة اخرى لرسالة عتاب مبكية حقاً فرت لها دمعات من عيني بنت لابيها لانه فرط في مسؤوليته وادخل القنوات الفضائية بيته فحصل ان تأثرت البنت بما فيها من تزيين للرذيلة وارتكبت الجريمة المرة، يقول على لسان هذه البنت الجانية المجني عليها:
ابي هذا عفافي لا تلمني فمن كفيك دنسه الحرام زرعت بدارنا اطباق فسق جناها يا أبي سم وسام نرى قصص الغرام فيحتوينا مثار النفس ماهذا الغرام نرى الاغراء راقصة وكأساً وعهراً يرتقي عنه الكلام |
انها مأساة تتكرر كل يوم في بيتنا ضحيتها ابناؤنا وبناتنا، فمن لهم ينقذهم من محنتهم والفتن تتقاطر عليهم من كل جانب؟ولا ينسى الشاعر امه فيخصها بعطاء ينم عن بر وصلة، كما لا ينسى المعاق من ابيات تشد من ازره وتعلي من معنوياته، ويختتم هذا الديوان الرائع برثاء لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه فيقول:
رحلت وكلنا والله راحل رحلت وحبكم في القلب نازل لمن ستبث يا قلبي التعازي وكل حامل ما انت حامل كأن الناس اخوان بحزن عليه وان تفرقت القبائل |
وهكذا ننتقل مع الشاعر من هم الى هم ومن مشاعر الى مشاعر تعكس فكراًمرتبطاً بقضايا امته الكبرى في صياغة ادبية رائعة متدينة، وحقيقة لقد استمتعت بهذا العطاء الذي يملأ القلب راحة وسعادة، وعندما اقارن هذا الشعر بالانتاج الرمزي الحداثي الفقير من التوهج الايماني والهزيل في غاياته واهدافه الذي لا يحكي الا آهات عشق ووله اصحابه، والذي لا يتناول الا فكراً منحرفاً فانني ادرك عظمة هذا الدين الذي يسمو باصحابه ويحلق بهم عالياً عن دنو الارض وثقل الطين,وكم اتمنى ان نرى انتاجاً منشوراً لشاعراتنا المجيدات المصلحات والذي طالما سمعناه في مناسبات الخير، هذا الانتاج الذي اظن انه حبيس الادراج يمنح الثقة بالنفس حين اخراجه، واخرى ضيق المساحة الصحفية المتاحة للانتاج الجاد في بعض الملاحق الثقافية, انها دعوة لكل شاعرة ان تمد الساحة بانتاجها المفيد لعله ان يسد الفراغ في ساحتنا الثقافية من الشعر النسائي المبدع.
* المديرة العامة للتوجيه التربوي بالرئاسة العامة لتعليم البنات