المخدرات ,, الداء الذي يهدد الأمم ,, كيف السبيل إلى حصار آثاره على صحة شبابنا |
أقوى من الحب
بالله ثم بالأطباء جميعهم ومرشدي الادمان والاخصائيين والمدمنين المتعافين كبير, وأسأل الله ان يثبت خطاي وأصبح كالآخرين ثم أجهش بالبكاء .
* هل حاولت ان تبني علاقة طيبة مع أسرتك؟
نعم ,, لدرجة انني اخذت شقة عزوبية لأتعاطى بها الكحول (خميس وجمعة) لآتي لأمي السبت وبقية الاسبوع, وكثيرا ما وضعت أمي نصب عيني لكن المخدرات كانت اقوى من الحب الذي بداخلي,, لأن دمار المخدرات فتت كل ما بداخلي من احساس ومشاعر.
* من كان يوصل لك هذا السم,, ومن هم ممولوك؟
أنا كنت آتي به بنفسي من بعض الشباب,, ويوما من ايام رمضان ذهبت افطر عند ابن عمتي,, فرحب بي ولكنه كان متضايقا متوتراً فسألني ان كان معي فلوس فقدمت له 500 ريال فذهب واشترى بودرة لم أكن اعلم انه يتعاطى ولم اكن انا قبلها قد جربتها,, فأعطاني اياها واخذتها منه,, وكان عندي البواسير وقتذاك وعندما ادخل دورة المياه وأخرج منها لا استطيع الجلوس من شدة الالم ولم اذهب للمستشفى جهلا مني لانني كنت اخجل من نفسي ورآني وأنا عنده اجلس متمايلا فقال لي خذ قليلا من هذه البودرة ستريحك,, وفعلا تناولتها ولأول مرة اجد نفسي اجلس بعد خروجي من دورة المياه,, فأعجبت بهذا السم الذي كنت اجهل خطورته وبدأت ابحث عنه وراء بعض الجنسيات حتى ادمنتها ولم اكن اعلم شيئا عن كيفية استخدامها فكنت انتظر ولد عمتي ليحرقها لي ويعبئها لاستخدمها وكنا نتمول منها عشرة غرامات نأتي بها من بعض الجنسيات.
الإشاعة القاتلة
* ماهي معاناتك الآن والتي ارى ملامحها في دموعك وأنت تجهش بالبكاء؟
والله واقسم بالله ان ما هدني وحطمني هي اشاعة اخي عني واتهامي زوراً بالايدز رغم انني احب اخوتي جميعهم وواحد منهم مات في حادث سيارة وهو يوصل زوجتي وبناتي وابني على طريق الهدى فأودى هذا الحادث بحياتهم جميعا,, معاناتي كبيرة فأطلب من الله الرحمة والغفران وأطلب رضا أمي التي اتمنى أن أكلمها وأقول لها ان ولدك الذي كان يخبئ البودرة عندما تفتشين غرفته يضع البودرة تحت وسادة جدته اصبح اليوم يبحث عن العلاج ليرضي ربه ويرضيك ويعيد ثقة اخوانه الذين لم يعيروه التفاتا منذ بداية ادمانه.
* هل لك مطالب شخصية معينة تتمنى الموافقة عليها؟
قبل دخولي المستشفى كنت انوي السلام على أمي وأهلي وبعدها اهرب إلى الشمال ومن يسألني عن اهلي اقول كلهم ماتوا حتى أموت وانتهي بعيدا عنهم ولكن اليوم وبعد ان رجعت لي الثقة بنفسي وبدأت العلاج والكشف كان خاليا من مرض الايدز الذي اشاعه اخي عني,, أتمنى ومطلبي بعد العلاج ان اتمكن من وظيفة وسكن قريب من المستشفى ومعاش يغطي احتياجي.
الإدمان,, موت للمشاعر
كما التقينا م,س, من متعافي مستشفى الأمل بالدمام وسألناه:
* ما سر ادمانك,, حدثني عن نقطة البداية وتجربة مررت بها وتجربة خرجت منها وتجربة تعيشها الآن؟
العفضولية والتقليد في السن المبكرة هو الذي قادني لأتبع خطوات الشيطان، ونقطة البداية كانت من حوالي خمسة عشر عاما في المنطقة الغربية وبين حواري جدة,, أما التجربة التي مررت فيها فهي تجربة الادمان موت المشاعر وتبلد الاحاسيس,, والتجربة التي خرجت منها هي تحدٍّ وارادة وعزيمة على ترك المخدرات,, والتجربة التي اعيشها هي تجربة التعافي من الادمان بمساعدة المولى التي شدت عزيمتي ثم مساعدة الفريق العلاجي المتكامل بمستشفى الامل بالدمام,, الذي هداني إلى طريقه بعض الاخوة المتعافين فالنية بترك المخدرات كانت تراودي دائما ولكن كيف اتركها كان هذا سؤالا مبهما بالنسبة لي حاولت اخيراً ان ألملم شتات نفسي وبدأت الصورة تتضح لي وبدأت أصحو لنفسي وأنظر حولي وأنا ارى نفسي انه ما دام باستطاعة احد مساعدتي والخروج بي من دائرة الادمان المظلمة فلماذا أبقى عضوا فاسدا ومزهرية مشروخة لماذا لأ اصبح عضوا فعالا له حقوق وعليه واجبات بعد ان خسرت رضا ربي ومبادئ ديني وأسرتي ومجتمعي ووظيفتي,, لماذا لا أحاول اصلاح نفسي وبناءها مرة اخرى من جديد على التقوى والاخلاق الفاضلة، ومن هذه النقاط بدأت الصحوة,, وبدأت البحث وطلب المساعدة وكان مستشفى الامل يفتح قلبه وذراعيه بفريقه العلاجي الكامل ويساعدني على تخطي الازمة التي تردت بحياتي اخلاقيا ومعنويا ودخلت في جدة 4 مرات المستشفى ولم استفد وكان الامل بالدمام مميزا.
* من المسؤول الاول في نظرك عن ايذائك نفسيا وأخلاقيا؟
طبعا بحكم سني الصغيرة حاولت الانضمام إلى رفقة وكانت هذه الرفقة منحلة اخلاقيا ونفسيا واندفعت بتقليدهم حتى وجدت نفسي احد هؤلاء المدمنين,,, دون ان ادرك وكنت اجاملهم على حساب نفسي ولم أدرك حجم المشكلة وخطورتها إلا بعد فوات الأوان.
طفولة الحرمان
* ما هو الدافع الرئيسي لمعاناتك؟
ربما طفولة الحرمان من الوالد الذي انفصل عن الوالدة وانا في احشائها فخرجت للدنيا لا أجد من يحسم اموري ويتفهم اوضاعي بحبه وحزمه وحنانه,, ومهما تكن الام ملمة بتربية الولد هناك امور لا تحسمها عواطف الام, فربما فقداني لرعاية الاب جعلني عشوائيا في امور حياتي حتى قادتني هذه العشوائية إلى التقليد والفضول الاعمى الذي كان الادمان خلفه يترصدني دون رادع يردعني.
* هل حاولت تكوين علاقات اجتماعية صحيحة؟
نعم ولكن بشكلي السابق كان المجتمع يرفضني لان خطواتي كانت مهزوزة أما اليوم الحمد لله مختلف والنظرة لي أيضا اختلفت.
* هل حاولت تكوين علاقات طيبة مع الاسرة ومع الآخرين؟
نعم حاولت ولكن لم استطع التوفيق بين علاقتي بأسرتي الذين يرفضون ادماني وبين تعاطي المخدرات فكانت المعادلة صعبة علي وكان الادمان على المخدرات قد بلد مشاعري نحو عائلتي وجرفني الى هوته السحيقة المدمرة,, ففضلت المخدرات على اي شيء والعياذ بالله.
* هل جربت ان تساعد نفسك وتسترد ذاتك لتعمل تغيرات في نفسك حتى تتمكن من تحمل المسؤولية تجاه مشكلتك؟
نعم والدليل وجودي هنا بهذا المستشفى عندما انتشلتني رحمة الله من براثن هذا العدو المدمر حاولت ان استنجد بالكثيرين الذين حاولوا مساعدتي سابقا وكنت ارفضها لانني مغمض العينين سقيم القلب متبلد لا مبال,, ولكن الله اراد تخليصي من هذه المخالب المتشبثة بكل جزء من اجزاء جسمي, قمت ونفضت عن نفسي كل حب زائف لكل هذه المغريات المدمرة,, وبفضل من الله افقت على رحمته بالعباد وتذكرته وعزمت الا أعود لذلك الماضي السحيق بعون الله ثم بمجهود المستشفى بأطبائه ومسؤوليه وإخصائيي النفسية والاجتماعية وستكون هذه المرة ارادتي من حديد.
* من الذي كان يمولك لتوفير هذا السم القاتل؟
اليد الاجنبية من بعض الجنسيات كانت خلف الممولين المحليين من اطفال وشباب.
* مدمن المخدرات يتعود على جرعات يومية فمن اين لك ثمن هذه الجرعات وانت فاقد الوظيفة؟
في البداية كنت اتمول وأحصل على جرعاتي وعندما نفدت المادة بدأت امول المدمنين لاحصل على ثمن لجرعتي.
الأماكن المهجورة,, مقر التعاطي
* في أي الاماكن كنت تتعاطى المخدرات؟
في أماكن مهجورة وأماكن القمامة والنفايات، واحيانا ننام مع النفايات,, بعيدا عن الانظار وخوفا من الاصطياد لدرجة انه إذا توفي احدنا لا نبلغ عنه لانه في حالة الجرعة الزيادة يصبح هو غريم نفسه فنلقيه بالقمامة دون اي مشاعر او خوف من الله لان مشاعرنا وأحاسيسنا معدومة اتلفتها المخدرات فكان الواحد منا رخيصا مثل السلع الفاسدة مردها النفايات.
* من ثمرات الخوف انه يقمع الشهوات فتصبح المعاصي المحبوبة مكروهة هل شعرت بالخوف من الله يوما قبل ان تتعاطى هذا السم وهل تذكرت انك خليفة الله على الأرض؟
نعم حين قمت بدفن ميت وقفت داخل القبر حينها فكرت بالله كثيرا ولكن ادماني كان يحول بيني وبين الله ومن هنا صحوت.
* ما هي غايتك التي كنت تنشدها سابقا وما هي آمالك التي تحلم بتحقيقها الآن؟
غايتي سابقا كانت البحث عن ايجاد جرعتي من المخدرات وأما اليوم ان ارضي ربي وارضي نفسي وأطلب لها الستر واكمل علاجي.
مدمن في عمر ال13 !!
* أما المتعافي س, (مدمن متعافي) مستشفى الأمل بالدمام، فقد التقيناه وبادرناه سائلين:
* ما السر الذي دفعك للادمان؟ وكيف كانت نقطة البداية؟
بدأت الادمان في سن صغيرة (سن 13) وفي البداية لم أكن اعرف ما هو السر الذي دفعني للادمان لانني كنت طفلا غير مدرك ولكن عندما جئت للمنطقة الشرقية وسرت على البرنامج العلاجي وتابعت المستشفى بدأت الرؤيا تتضح لي,, فاتضح لي انني قد نشأت في اسرة تجهل التربية السليمة، فكنت في شدة من الوالد ودلع من جانب الوالدة ولانني وحيد أهلي على خمس بنات فقد كان الدلال هو السبب الذي دفعني للمخدرات والشارع كان له الدور الرئيسي في مشكلتي لانني كنت وحيداً والجأ لهذا الشارع وكنت اقلد فلانا وأريد ان اصبح مثل فلان وكان عندي حب استطلاع كبير جدا,, وهكذا تولدت الاسباب في التعاطي.
* تجربة مررت بها وتجربة خرجت منها، ،تجربة تعيشها الآن؟
أكذب لو قلت انها لم تكن تجربة مريرة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى والحمد لله، فأنا اليوم تعلمت ان اي شيء كان سلبيا بالنسبة لي اليوم اتعامل معه بايجابية,, وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى الذي اراد ان اجيء إلى المنطقة الشرقية وأزور المستشفى ثم بفضل الاطباء الموجودين وبفضل الشباب المتعافين الذين شدوا من عزيمتي لاني قد وصلت في الادمان ان اتعاطي الحقنة واتمنى ان تكون هي آخر حقنة بحياتي، فكنت اريد ان المخلص نفسي ولو بأي شيء المهم أخلص من ان اقوم وأحضر مخدرا وأضرب ابرا وأنام وأحلم كيف آتي بالمخدرات وأنا في الحلم.
* كيف كنت تأتي بهذا السم القاتل؟
كنت آتي به بأي طريقة وكنت اعمل في احد القطاعات فلم استطع ان اوفق بين العمل وتعاطي المخدرات وفصلت وكما ذكرت انني كنت وحيدا والاسرة مقتدرة ماديا ولم يكونوا على علم بما أفعله حتى وعندما عرفوا أعطوني حتى لا اتجه لاحد وآخذ من أحد,, وهذا ما يسمونه الادمان الصاحب لان الادمان اصبح مرض الاسرة,, فكان تصرفهم نوعا من التمكين وبعد فترة احسوا أنني كل يوم ازيد عن السابق فبدأوا يشدون معي حينها اتجهت للسرقة فاصبحت اسرق اي شيء من البيت فسرقت ذهب امي وأحيانا كانت تخلع ذهبها لتعطيني اياه فقد كان كل همي ان اشتري المخدرات.
* ولماذا تعطيك؟ فهي هكذا تدفعك لترتكب كل يوم جريمة في حق نفسك وان كانت تخاف الفضيحة فلماذا لم تلجأ لعلاجك مثلا؟
مثلما قلت لك الادمان الصاحب يقبل ما مثله من لوم واسقاط وتبرير وكذلك العائلة يخرج منهم تمكين وتبرير واسقاط فهذا كان نوعا من انواع التمكين لانها لو لم تعطني فأذهب وأسرق وأدخل السجن او ادخل واحداً بيتنا وأتعاطي معه سويا فكانت تتحاشى وتخجل وأريدك يا أختي ان تسأليني أين كان ضميري واحساسي لاقول لك ان المخدرات تعمل غشاوة على الضمير وتبلد المشاعر والاحاسيس والحمد لله بفضل ربي وبفضل هذا المستشفى زالت عن ضميري هذه الغشاوة وهذا التبلد الذي حظم احاسيسي نحو ربي وأمي لدرجة انه كنا نلتم نحن الشلة والعياذ بالله ونتعاطى المخدرات,, وحصل ان مات واحد من هؤلاء الشباب بسبب جرعة زائدة فأخذناه وخرجنا من الشقة وذهبنا بعيدا عن العمران والقيناه في الزبالة ومشينا (ولا حنا حاسين بشيء),, من شدة وطأة المخدرات علينا كان يموت الواحد منا كأنه (حاجة خايسة) نجرها ونقذف بها بالقمامة دون خوف أو رادع من الله.
مرض أمي أيقظني من الضلال
* متى نويت اللجوء إلى المستشفى وكيف كانت الصحوة؟
دخلت المستشفى 8 مرات في جدة والرياض ومرة في الشرقية وهذه الثانية ولكن السبب الذي ايقظني سبحان الله ان امي عندها السكّر والربو, صحوت يوما من النوم فوجدت أمي تشير لي وهي مختنقة لا تستطيع ان تتكلم وطلبت مني ان اسعفها وآخذها إلى المستشفى فقلت لها الحين عندما آخذ الحقنة كي استطيع ان اقوم هذا ان استطعت فاتصلت بزوج اختي واتوا وأخذوها وجاءت البيت وأنا مازلت ابحث عن عرق واضطررت ان اترك امي التي كادت تموت واتضح لي ان المخدر اصبح اغلى وأهم من امي فأحسست انه يجب علي ان اقف مع النفس وأبدأ التحدي لهذا السم المدمر الذي سيفقدني اغلى الناس وكان هذا خامس يوم العيد واليوم اكمل عاما من التعافي واشتريت لأمي هدية ذهب لاعوضها عما سرقته منها والعياذ بالله وأحمد الله على كل ما انا فيه وسأشتري سيارة وحصلت على وظيفة والحمد لله.
أحلى تجربة في حياتي
* هل أنت نادم على ما فعلت؟
نعم والحمد لله، واني أعلم ان التوبة النصوح الخالصة لوجه الله تجبُّ ما قبلها وان الله سبحانه وتعالى رحيم واليوم امتلك تجربة استفدت منها الكثير وان شاء الله سأدرك كيف لي ان اتعامل مع ابنائي عندما اتزوج وأنجب وسآخذ هذه التجربة عبرة لي ولمن بعدي ولن يؤثر علي اي مؤثر خارجي بفضل الله.
* هل لك مطالب شخصية تتمنى الموافقة عليها؟
أنا عندي مطلب واحد من الله سبحانه وتعالى ان يتوفاني وأنا تائب لوجهه الكريم,, هذا مطلبي الوحيد الا أقرب المخدر مرة اخرى.
* ما هي مشروعاتك؟!
البحث عن التعافي المثمر من خلال الرعاية اللاحقة, وأنا أشكر جميع القائمين على نجاح هذا المستشفى والله مع الجميع.
مشكلتي,, الصورة المهزوزة!!
أما م,م, مدمن (متعافي) مستشفى الأمل بالدمام، فقد سألناه عن نقطة البداية فقال:
كان الوالد رحمه الله شديدا علينا ولكنه كان يتعاطى امامنا الشراب,, وكنت في المدرسة من الاوائل لغاية صف خامس ابتدائي وفي هذه السن المبكرة لي فقدت والدي وبدأت اقلد بشربه فكنت اذهب برفقة طلاب المدرسة الذين يشفطون البنزين ولكني كنت اشرب ولم (اشفط بنزين) وبدأت دراستي بتدهور وبدأت الاحق بائعي الشراب ومن ثم بائعي الحشيش وبعدها تطور إدماني إلى الهيروين البودرة.
* من المسؤول عن تدميرك نفسيا وأخلاقيا؟
نشأتي في عائلة كانت فيها صورة الأب مهزوزة.
* هل حاولت تكوين علاقات طيبة مع الأهل؟
لا,, لأني كنت مرفوضا وحطمت اسرتي ودمرت سمعة اخواني وأختي الكبيرة مرضت بسببي وولدها ايضا توفى بسببي.
* كيف توفى بسببك؟
أولا : عندما يتعاطى المدمن يموت كل ما بداخله وهو مخدر لا يعرف احدا فكنت حينما اتعاطى لا اعرف حتى اسماء اخواتي او ابنائهن فعندما سجنت بعدما فصلت من الوظيفة وبدأت اخذ البودرة من المروجين الاجانب وأروجها خرجت من السجن وعلمت ان ابن اختي يتعاطى المخدرات فحاولت ان منعه فلم استطع وبدأنا نتعاطى معا وذات مرة سرق حاجات من امه فطردته وهرب وعندما ذهبت إليه كان في حالة سيئة في احدى الخرابات فطلب مني هيروين فاعطيته وذهب وأخذ مع الهيروين حبوبا فتوفي في خرابة وجاني الاهل ليخبروني انه مات فقمت وتعاطيت هيروين ولم اصح منه إلا ثاني يوم وعزيتهم وأنا لا أعلم شيئا عما يدور حولي فالقلب ميت والضمير عليه غشاوة ثقيلة لا استطيع تمييز الاشياء.
* من ثمرات الخوف انه يقمع الشهوات ويكدرها فتصبح المعاصي المحبوبة مكروهة هل شعرت بالخوف قبل ان تتعاطى مرة واحدة وانت خليفة الله على الأرض؟
والله كثيرا ما خفت، رغم الاحساس المعدوم ولكن كيف السبيل الى الخروج من هذا المرض، كان صعبا علي حتى مجيئي إلى الشرقية كان هروبا,, كنت شاردا فسمعت عن المستشفى ورأيت بعض من كان معي اصبحوا متعافين فقررت ان ادخل المستشفى ورحمة الله سبقت قراري,, ودخلت وها انا بعون الله احد المتعافين بعد ان فتحت عيني ورأيت من كنت اتعاطى معهم على شارع واحد وعلى رصيف واحد يتمتعون بالتعافي فقررت ان اكون مثلهم وعندما خرجت من المستشفى بدأت اراجع الرعاية المستمرة واحضر الندوات الدينية والارشادية والمحاضرات وصممت بإذن الله ان انفع نفسي وأهلي ووطني واكون عضواً فعالا بالمجتمع وفرح اخوتي بي عندما اتصلت بهم عبر الهاتف وشجعوني وقالوا انهم في انتظار عودتي متعافى بإذن الله وهذا بفضل ربي ثم بفضل الاطباء الاكفاء والفريق العلاجي المتكامل وإن شاء الله لن انظر للماضي وسأعتبره صفحة وانتهت.
نريد السكن
* هل لك مطالب شخصية من جهة معينة تتمنى الموافقة عليها؟
نعم السكن في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات طمأننا المسؤولون ان هنالك مشروع بيت وكانت هنالك ندوة عن مساعدة المريض فحضر اكثر من شخص من رجال الاعمال ومن قسم السعودة بمكتب العمل ووعد اكثر من مريض بايجاد وظيفة وبالفعل وجد عدد كبير من الوظائف لبعض المدمنين المتعافين ولكن ما يتعبنا هو السكن وربما كان السكن سببا في انتكاس المدمن,, ونحن علينا ان نراجع المستشفى بعد خروجنا منه لمدة ثلاثة اشهر دون عمل, فهنالك سكن مؤجر لنا بمبالغ رمزية من صاحب عمارة فاعل خير ولكن المواصلات ترهقنا وليس بيدنا حيلة.
العلاج المبكر
* ووجه كل من (م,س)، (م,م)، (س, متعافي) نداء وأمنية راجين تحقيقها وقالوا:
هنالك نداء نود ان نعلنه على الملأ بأكمله, وهو من كان يوجد في اسرته مدمن فليحاول ان يوجهه الوجهة السليمة فإن افضل النتائج في العلاج المبكر فلا تترددوا باستشارة ومراجعة مراكز ومستشفيات العلاج المتخصصة لسلامة صحتكم,, وسلامة وطنكم وصلاح دينكم.
وأخيراً
قد تكون الاسرة هي المسؤولة عن دفع الابناء الى الادمان، فالحب الزائد او الاسراف في التدليل او القسوة الزائدة والحرمان المفرط غالبا ما تفرز للمجتمع شخصية المدمن وغياب الاب وانشغاله وعدم وجود القدوة الصالحة والنزاعات الاسرية وضعف الوازع الديني وانفصال الوالدين وعدم تصحيح السلوكيات الخاطئة,, وتعويض الحرمان العاطفي بإغراق الاموال على الابناء وانعدام الرقابة كلها عوامل تؤدي بالابناء إلى الادمان وإلى هنا نجد بأن المخدرات هي نهاية كل فرد استعذب طعمها والعلاج هو بداية مرحلة جديدة من التحدي في حياة ذاك الفرد ومقاومته لذلك التيار المضاد للنفس السوية بارادة قوية وعزيمة ثابتة ,, فحينما نتسلح بالقيم السامية ونحتاط بدرع الفضيلة والاخلاق نسخر من جميع الهفوات وتحتويها بثقة حتى تتوهج ارواحنا بمباهج روحية,, أروع من كل لذات الحس المادية,.
|
|
|