لقد كان تعيين معالي الفريق اسعد بن عبدالكريم الفريح مدير الامن العام خبراً ساراً ومفرحاً لكل مواطن مخلص ومنظم في حياته,, نظراً لما عرف عن الفريق الفريح من اخلاص وتفان في العمل ونكران للذات,, ولقد اختار صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية فأحسن الاختيار ووقع على اكفأ الرجال,, وقد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب,, فالعسكرية دائماً ترتبط بالصرامة,, ولكن الفريق اسعد قد جمع الصرامة والابتسامة,, فهو دائماً الابتسام جم التواضع,, جمع هيبة العسكري ووقار الاديب والشاعر والكاتب جمع العسكرية وحسن الادارة والتنظيم لقد كسبه قطاع الامن وكسب قطاع الامن,, ولعلنا نذكر تجربته في الجوازات حيث اصبح استخراج الجواز في عهده يستغرق بضع ساعات وربما اقل من ذلك, أليس ذلك مقياسا على نجاح الرجل وكفاءته,, اختفى التذمر من مراجعي الجوازات واختفى الروتين والبيروقراطية وتعطل الاعمال واصبحت الاعداد الهائلة من المراجعين تجد من ينجز اعمالها خلال ساعات وحل التعامل اللبق والمنظم محل العمل غير المنظم ودخلت الاساليب الادارية الحديثة في التعامل وانجاز المعاملات,, وانني تعشم في الرجل وبعد ان تولى قطاع الامن العام بأكمله ان نرى النجاح في قطاع مهم له صلة وثيقة بحياة المواطن، وقد عانى هذا القطاع من مشاكل وويلات عديدة انه قطاع المرور وما ادراك ما المرور انه يعني الحوادث والمآسي والسرعة الجنونية وقطع الاشارات والجمال السائبة,, اننا ننتظر من هذا الرجل الكفء والقدير ان نرى لمساته المبهرة على هذا القطاع واتوقع ان ينجح الرجل في تنظيم هذا القطاع وانجاحه كما نجح في الجوازات,, ومع مئات الآلاف من المتخلفين في البلاد.
فهو فريق يتمتع بروح الفريق ويعمل كما لو كان فريقاً من عدة اشخاص, ونحن نسعد اليوم باختيار اسعد الفريح مديرا للامن العام, نسعد ايضاً بتقديم عدد من الآراء والمقترحات اليه وكلي ثقة في ان اتطلع وارى اجابته عليها على صفحات الجزيرة:
1 بالنسبة لأفراد المرور او الدوريات الامنية فان عليهم مسؤوليات عظيمة وهم الذين يطبقون نظام المرور على الواقع وعلى الارض,, ويجب اختيارهم بعناية فائقة وتدريبهم على الاتيكيت في التعامل مع قائدي السيارات والناس عموماً واختيار اصحاب الاخلاق العالية والمهذبة,, ذوي الثقافة والمهارة والمعرفة بقواعد وقوانين المرور,, وعدم اختيار المتعالي فبعض من قابلتهم من افراد المرور وخصوصاً غير المتعلمين يتمتع بقدر لا بأس به من التعالي والتكشيرة حيث يتعامل مع السائق بجفاء سواء كان مخالفاً او غير مخالف مما يولّد في نفوس الناس انطباعاً سيئاً عن رجل الامن عموماً,, وعلى هذا فانني اقترح ان يكون هناك جرد عام لجميع هؤلاء والابقاء على الاصلح فقط,, الابقاء على الفرد الامين والنزيه والاحتكاك مع هؤلاء الافراد في الميدان من قبل ضباط مؤهلين ومراقبة تصرفاتهم,, وفتح المجال لابداء الملاحظات عليهم من قبل قائدي السيارات,,, فهم يتصورون ان جميع السلطات بأيديهم وان من حقهم ايقاف اي شخص مهما كان واستفزازه او اهانته,, في مرة من المرات اوقفني فرد من افراد المرور وذلك عن طريق التكبيس بالنور ووقفت بجانب الطريق امتثالاً لذلك لانه يقود سيارة رسمية ووقف خلفي لبرهة من الزمن ولم ينزل من سيارته وبدأ يرسل ابواقاً مزعجة من السيارة وينادي بصوت عال ان انزل ولم انزل حتى امتثل هو ونزل لانه هو من طلبني ونظام المرور يقول ان فرد او رجل المرور هو الذي ينزل الى السائق بسيارته ويحادثه ويا لشد مادهشت حين قال ان هناك سيارة عليها تعميم مثل هذه السيارة واقول أليست السيارة المعمم عليها يعرف رقمها وبطاقة صاحبها والا كيف عمم عليها,, ان مثل هذه التصرفات تدل على عشوائية رجال المرور وعدم اتباعهم للتعليمات والتصرفات الحضارية الراقية التي تعطي صورة رائعة عن رجل الامن لدينا,, ومن هنا وجب اختيار هؤلاء بعناية فائقة جداً,, بل اعطاؤهم دورات مكثفة في كيفية التعامل والاخلاق العالية وفي قوانين المرور نفسها.
2 مدارس تعليم قيادة السيارات,, بحاجة الى إعادة نظر في مناهجها التعليمية وفي طاقمها التعليمي,, فهذه المدارس تعلم تعليماً نظرياً لا ميدانياً, ويجب تأهيل هذه المدارس بمعلمين وطنيين والاشراف عليها من قبل جهاز الامن العام مباشرة بدلاً من المؤسسات ,, بل التدريب على القيادة الميدانية في الشوارع وداخل المدن والطرق ومعرفة كيفية تصرفات السائق مع المفاجآت المختلفة,, ومع اشارات المرور الارشادية,, فالمدارس لا تتجاوز تعليم فن التلبيقة وكأن هذه المهارة هي اهم مهارات القيادة,.
3 يجب التنسيق مع هيئة المواصفات والمقاييس في فرض شروط معينة للسيارات التي تستورد من الخارج مثل ضرورة وجود حد اقصى للسرعة في طبلون السيارة لا يتجاوز 120 كلم/ ساعة,, فالسبب في السرعة الجنونية وعدم ضبطها هو وجود سيارات تسير بسرعة جنونية هائلة، ونسبة كبيرة من الحوادث حدثت بسببها اكثر من 50% ,, كذلك تحديد حد اقصى لارتفاع السيارة,, حيث انه كلما زاد ارتفاعها زادت حوادث انقلابها,, وعدم استيراد السيارات ذات الانوار المبهرة والتي تصيب قائد السيارة المقابلة بالعمى المؤقت وكذلك منع استيراد السيارات ذات الابواق المزعجة.
4 إيجاد حل لمشكلة الابل السائبة التي حصدت الارواح حصداً وحوادثها في تزايد مستمر تزداد مع تزايد استهتار اصحابها,, في كثير من الطرق نرى هذه الابل تقف في عرض الطريق, وصاحبها جالس في سيارته بعيدا عنها لانه امن العقوبة ومن امن العقوبة أساء الادب,, يجب وضع وسن عقوبات صارمة لهؤلاء وليس للابل السائبة فعملهم يشبه القتل العمد .
5 ايجاد اقسام متخصصة لهندسة المرور وذلك لان كثيراً من الطرق تفتقر الى المعايير الهندسية المرورية الصحيحة,, مثل الدواارت التي تنفذ لشكلها الجمالي فقط,, ومثل اللوحات الارشادية التي توضع دون فهم لها,, ومثل المرتفعات والمنحنيات الخطرة في الطرقات الطويلة,, وكل ذلك يحتاج الى دراسة هندسية مرورية,.
هذه بعض الرؤى والملاحظات التي اثق ان الفريق أسعد الذي نسعد اليوم بتعيينه في هذا المنصب المهم سيلتفت لها,, ويعطيها من وقته الخاص.
عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع