عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
هناك تفاوت في الخطة الدراسية بين مدارس التعليم العام ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة، حيث زيدت حصص مادة القرآن الكريم حفظا وتلاوة، وخفضت حصص بعض المواد الأخرى بموجب التخصص وأصبح عدد حصص مادة الرياضيات بمدارس تحفيظ القرآن 4 حصص في الأسبوع بينما عددها في مدارس التعليم العام هو 5 حصص، بنقص حصة واحدة في الأسبوع وبنقص 16 حصة خلال الفصل الدراسي الثاني الحالي، وقد تم تعميم الموضوعات المقررة في مادة الرياضيات في المرحلة الابتدائية لمدارس تحفيظ القرآن كما هو الحال في مدارس التعليم العام باستثناء الصف الأول الابتدائي الذي ورد تفصيل بشأنه.
ان مادة الرياضيات مادة علمية بحتة، تحتاج من المعلم إلى الوقت الكافي لشرح الدرس والتركيز على المفاهيم الأساسية للموضوع، وحل وتنفيذ التطبيقات التي تثبت وترسخ هذه المفاهيم لدى التلاميذ, كما تحتاج من التلميذ إلى تنفيذ معظم التمارين والتطبيقات بأفكارها المتنوعة حتى يستوعب الموضوع بأكمله، وهذان شرطان ضروريان لفهم هذه المادة، إلا أنهما لا يتوفران لطالب مدارس تحفيظ القرآن بسبب هذا النقص الهائل في عدد الحصص، فأين الوقت الكافي للمعلم لإنهاء المنهج؟ وهل يستطيع الطالب الذي خفضت الحصص له ولم يقابل ذلك تخفيض لدروس الكتاب ان يستوعب تلك المادة؟ إن معلم الرياضيات بهذه المدارس توقع خلال الفصل الدراسي الأول الماضي ان يتم تعديل هذا الوضع, إلا ان الفصل الدراسي الثاني قد بدأ ولم يظهر في الأفق بوادر حل لهذا الاشكال القائم الذي يعاني منه المعلم ويعاني منه الطالب وولي أمره, إن مدارس تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة تأمل من وزارة المعارف أن يتم تعميم ما كان مطبقا في مادة الرياضيات على هذه المدارس في العام الدراسي الماضي وما قبله من تخفيض لبعض الدروس التي لا تمس جوهر المادة ولا مفاهيمها الأساسية ولا يؤثر حذفها في المنهج، تخفيضا يراعي عدد الحصص المقررة ويراعي ما تتطلبه هذه المادة من وقت واهتمام.
وبالله التوفيق.
حمد بن صالح العبيِّد
مرشد طلابي بريدة