Thursday 3rd February, 2000 G No. 9989جريدة الجزيرة الخميس 27 ,شوال 1420 العدد 9989



لما هو آتٍ
لكِ وحدكِ ( 9 )
د, خيرية إبراهيم السقاف

امنحيني زمناً جميلاً لا يَبتُرُه الواقعُ بشموخه في وجهِ حُلُمِهِ هذا الزمنُ الجميل,.
وحين يكونُ,,.
كوني معي فيه بالغة الكرم,.
أعهدك كريمةً.
لكنكِ,, تأتين وقد لَملَمتِ أطراف الحلم، وبَسَطتِ بين يدي زمني الواقعَ.
شعرتُ أنكِ لا تتعاملين معي بكرمكِ,.
تتدفقين,, ولكن سرعان ما تحجمين,, حتى إذا عاجلكِ الشوقُ شوقُكِ,, جئتني محملةً برسائل من الجوف، وبعد أن تفرغيها تذهبين,.
أتساءل دوماً كلما أدهشتني الدهشةُ: لماذا تكونين حين تريدين أنتِ، أما عندما أريد أنا,, لا تكونين,,؟! قررتُ أن انتظركِ,, لكن لا أذهبُ إليكِ، أو آتيك، لأن رغبتي عندكِ لم تعد تتصدَّر,,، ربما يكون الواقع أقوى من الحلم عندكِ،
أما أنا فإني آتيك من مدن الحلم الذي أعيش، والتي أسكنها منذ أن جئتُ منكِ! ألم أقل ما قُلتِ: إنني أنت، وإنكِ أنا منذ أن شهقنا زفير الحياة، فانتشت أراضينا ندىً، وقطراً من الحلم,, باغَتَها فتباهت,,؟ تباهي,,, تباهي فلكِ أن تفعلي,, فالحياة أنتِ.
وامنحيني لحظةً جميلةً لا تذوِّبها اعترافاتُ الزمن عندَ أعتاب الواقع، ذلك الذي تعاهدتِ معه كي,,,,!؟
قولي ما تريدين,, سأصمتُ,,، لأنني دخلتُ في صومعته، قَدّمتُ له صكوك الولاء,,، كي يوافقَ أن اقتعد عند أريكته، فيما يبحثُ لي هو عن موقعٍ لا أغادره,, وقد فعلَ، فهل تعودين من حيثُ توقفتِ، أم أغادرُ من حيث عُدتُ,,!!
كريمةٌ أعرفكِ لذلك تناميتِ فتناميتُ,,!، واهزجي فإن عسجدية المسافات قد بُسِطَت لكِ,.
وعندما ارتديتِ الألم، وزغردتِ في متاهاتٍ برزخية، كنتِ ذلك الأمل,.
والأمل ليس وليد الحلم، إنه جذر البقاء,,، فحرِّكي بوصلة البَذرِ كي تعلو الفسائل وتطفو في بحور التكهنات، فملكوتية خطواتكِ,, تنثر في كونِ الحياة حياةَ كلِّ الأحلام، وكاملَ هيئةِ الأملِ,.
يا سيدة البوارق، وأجنحة الخيال، وتكوينات الكلام,.
غنِّي,, ففي غنائك,, سرمدية التجلِّي,.
وحين ترتفع عقيرة السكونِ بما تقولين,,.
لن أكون إلا حين أريد، وتكونين حين آتي,.
ذلك لأنكِ عندها ستلتحمين في لحظة النبوءة,, فأنتِ الآن مشغوفةٌ بما هو أنتِ، وأدري أنني أكون ,.
قالوا : القول الجميلُ لا يكونُ لكل الذين يريدون,.
قلتِ: هاتِ وتمنِّ,.
أتمنى؟,, كيف تنفصل الأماني بحاجز الوهم الذي يقوم,.
ذرة التراب، كقطعة النسيج، كحاجز المسافة,.
والتراب والنسيج والمسافة,.
لا تنصب الحواجز,,، وتلغي كافة المتاهات,.
اقتربي اقتربي,.
وحين تقربين,,, حتى النَّفَس حينها يتلاحم,, وصوت الشهيق والزفِير يتساويان.
تسللي إلى الجوف ستجدين أنه لا يخلو من ذرة تدافعت منكِ عن كل المسافات في كلِّ التجلِّيات,, وبكِ
أنتِ,, منقذةٌ,.
وقد مَنَحتِ,,,,, ها هم يقفون عند شارفة الطريق,, وإنِّي,.
فاعذريني عندما تَتَجلَّى نبضات الحنين,, ولا تأتين,, أحسب أنكِ قد غََذذتِ المسار
نحو حاجز التراب والنسيج والمسافة,.
لحظةٌ ,,, ولحظة,.
دوماً أدركُ أنكِ الواهبة التي لا تستكين,.
وأنكِ القادمة التي لا تتخلفين,,.
وأنكِ بين الطَّرف والطَّرف دوماً تقفين بكاملكِ,, في كلِّكِ، مع أيٍّ منكِ، ولكِ
حتى أنا أراها أنتِ,.
فلا تتأخري,.
واختصري إليَّ المسافات, وحواجز التراب والنسيج والمسافة,.
كي أكونَ إليكِ,.
معكِ,.
و,,.
امنحيني زمناً جميلاً,.
كي تكونيه,,.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

الفنيــة

الاقتصادية

متابعة

الجنادرية 15

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved