* موسكو جروزني الوكالات
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي عن قلقها العميق ازاء تردي الأوضاع في مدينة جروزني وغيرها من مناطق الجزء الجنوبي من باقي جمهورية شيشانيا بسبب استمرار الحملة العسكرية الروسية على هذه المجموعة القوقازية.
وذكر بيان وزعه المقر الاقليمي للجنة الدولية في القاهرة أمس ان الآلاف من السكان قد شلت قدرتهم على الحركة في جروزني بسبب القتال الدائر في الوقت الذي أعلن فيه عن مقتل واصابة مئات الآخرين.
وأعربت اللجنة عن مخاوفها بشأن عواقب هذا الوضع من حيث سلامة المدنيين الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن الخروج من مناطق النزاع خصوصا جروزني بسبب احتدام شدة القتال في الوقت الذي يواجه فيه السكان الباقون في المدينة ظروفاً خطيرة ومهلكة ولا تتاح لهم سوى امكانيات محدودة للغاية للحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية والكهرباء.
وقال البيان: ان اللجنة الدولية تخشى على وضع 8000 شخص معظمهم من المسنين وضعاف الحال المعرضين للخطر الذين كانوا يستفيدون من مساعداتها حتى شهر أكتوبر الماضي فضلاً عن العديد من الأشخاص المحتجزين الذين تقطعت بهم السبل.
وعلى صعيد آخر للأزمة الشيشانية نقلت ايتار تاس ووكالة المعلومات العسكرية أي في ان عن هيئة اركان القوات الروسية ان المعارك كانت متواصلة حتى أمس الاربعاء في العاصمة الشيشانية غروزني التي تحاول مجموعة من المقاتلين مغادرتها.
وأضاف المصدر نفسه ان معارك تجري في وسط غروزني ولا سيما في حي زافودسكوي وفي محيط القصر الرئاسي.
وأكد الروس انهم يتقدمون في أحياء أخرى من العاصمة ولا سيما ستاروبروميسلوفسكي شمال غرب واوكتيابرسكي جنوب شرق ولينينسكي شرق ، لكنهم أشاروا أيضاً الى استمرار المعارك.
وأفادت هيئة الأركان الروسية ان المقاتلين الشيشان يحاولون مغادرة المدينة من خلال عبور الخطوط الروسية وسط معارك تؤدي الى خسائر لدى الجانبين.
وكانت القوات الروسية صدت مساء أول أمس محاولة نفذتها مجموعة من المقاتلين للخروج من المدينة في اتجاه الخان قلعة جنوب غرب .
وزعم الروس أن أكثر من ستين مقاتلاً شيشانياً قتلوا في الساعات ال24 الأخيرة.
وذكرت هيئة الأركان أخيراً ان العمليات العسكرية تتواصل في جنوب البلاد.
وقال المسؤول الشيشاني مولادي اودوغوف أول أمس ان المجاهدين الشيشانيين غادروا غروزني وانه لم يبق في العاصمة سوى مجموعات صغيرة متفرقة.
وفي موسكو قالت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت أمس الأربعاء ان استمرار العملية العسكرية الروسية في الشيشان يشجع على التطرف.
وقالت اولبرايت في كلمة القتها امام جامعيين ودبلوماسيين طالما أن المعارك مستمرة فإنها ستشكل عامل جذب للتطرف الذي يمكن أن يعرض يوماً استقرار كل المنطقة للخطر .
واضافت: ان عملية السلام في الشرق الأوسط التي نجحنا في التقدم بها بمثل هذا النجاح في موسكو تعطينا درساً مهماً ، موضحة ان الالتزام بحل سياسي يعطي سلطة لصانعي السلام في حين ان العملية العسكرية تشجع المتطرفين .
والقت اولبرايت هذه الكلمة قبل لقاء أمس مع الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين في الكرملين.