كثيراً ما أعود أدراجي الى الوراء لألملم ذكريات تومض في حاضري حيث يتراءى أمامي إبداع تلك الجلسات الحانية مع والدي,, كنت لا أرغبها احياناً فبعض لحظاتها تسطو على خصوصيات وقتي,, لكن التلبية الإجبارية تتفرسني حتى تشعرني بالرضا عندما ارى نصائحه اللامباشرة تتساقط منهمرة من صوته المبحوح فتتقاذف إلى جدران رأسي الصغير,, ماتلبث ان تستقر بلطف لتكوّن بصمة للزمن الآتي فأتذكرها الآن.
منحت ذاكرتي فرصة كي تسترجع حديثاً مضى عن قصة جارنا الكسول حيث لايعمل,, لم تكن الأبواب موصدة أمامه، إلا انه لم يطرقها,, نزف السنين قرع أجراس الخطر متأخراً ففجر النهاية,, رجل يصارع الإرادة إلى خريف العمر بلا عمل.
وضع والدي نقطة أنهى بها القصة,, لكنه استرجع فزعا بإيماءة إلى احترام العمل فقال:
الانسان قزم,, بعمله عملاق ,.
ذاب سكون الاشياء إلا سكون الذاكرة.
بدر العبدان