الاستشراق، وكما يعرف الجميع، يعني ببساطة دراسة الشرق والذي يعني ببساطة أخرى نحن ، حيث وفد على الشرق الأوسط وفي أوقات متباينة تاريخياً الكثير من علماء الانسانيات الأوروبيين، إضافة إلى مبعوثي استخباراتهم المتقنعين! تحت أسماء علمية وذلك من أجل دراسة النفسية! العربية وعاداتها وتقاليدها ونقاط قوتها وجوانب ضعفها,, لغرض السيطرة عليها,, ونجحوا ويا للأسف أيما نجاح!, أتى هؤلاء المستشرقون وتلقوا أسمى آيات الترحاب والضيافة من الشرقيين! فمنهم من عمل أدلاء لهم ومنهم من قام بواجب الضيافة الغذائية! ، ومنهم من قام بحراستهم ليكملوا! مهماتهم التي أوكلت إليهم! حدث هذا كله بالطبع عن حسن نية وجبلة كريمة جبل عليها هؤلاء الشرقيون! مع أن العقل وكما قال معاوية بن أبي سفيان مكيال ثلثاه الفطنة وثلثه التغافل .
أخذ هؤلاء المستشرقون ما درسوا إلى معامل استخباراتهم وقاموا بإضافة المزيد من التحليل للنفسية! الشرقية وعرفوها حق المعرفة وبالتالي سيطروا عليها أيما سيطرة سواء من خلال الاستعمار المباشر، الذي تتضح أبعاده بدولة اسرائيل المستعمرة، أو من خلال الاستعمار الاقتصادي والجلية أبعاده باستيراد العرب من الغرب غالب حاجياته، أو من خلال ما يعرف بالاستعمار الجديد أو Neo Colonialism المتمثل بالسيطرة السياسية والاقتصادية من بعد! .
حدث ويحدث هذا في وقت صمت ويصمت فيه الشرق بل ويطول صمته إلى درجة تبعث على الاستغراب والتساؤل! , هذا على الرغم ما لا ح من أمل ومحاولات! لدراسة الغرب لعل وعسى أن يكف! من شره وسيطرته الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية,, أقول حدث هذا من خلال محاولات سميت بما يعرف بالاستغراب والمتمثلة بدراسة الغرب كما درسونا وفهم عقليتهم وعاداتهم وتقاليدهم التي بامكانها تمكيننا من ردعهم! بل والسيطرة عليهم في حال فهمنا لهم,, ولكن ويا للأسف الشديد لم تلق تلك المحاولات لدراستهم الدعم العلمي اللازم الذي لقيتها محاولاتهم لدراستنا, ففشلت بالطبع تلك المحاولات الاستغرابية واقتصرت على جهود دعوية لا شك في صلاح نيتها مما بالتالي أثر على جهودنا الدنيوية! لمجابهتهم,, الحرب خدعة وعلم! والعلم دنيا وآخرة.