هناك سؤال تقليدي ومتآكل يحاصر تجربة المرأة الادبية والابداعية وكثيراً ما نصادفه عبر المقابلات والقضايا التي تتطرق إلى أدب المرأة، وهذا السؤال الممل هو: هل هناك فرق بين أدب الرجل وأدب المرأة؟؟ وإن كان هناك فرق ماهي ملامحه؟
ومن خلال السؤال السابق تستشيط الردود حماساً وحمية، لترد بأجوبة تكرس لتقليدية السؤال ومنطلقاته،
فالغالبية تصيح: أبداً,, ليس هناك أي فرق، بل إن أدب المرأة يوازي أدب الرجل ويماشيه، حيث تختفي الفروقات ويظل الأدب الإنساني نبراساً عبر الدهور,,, الخ.
وفي الجواب السابق مثالية طفولية منقطعة عن واقعها، فهي أولا:
تجعل أدب الرجل هو المقياس والمرجعية التي ترجع إليها في تحديد حجم النجاح والجودة للأدب المنتج من قبل المرأة.
وهي من ناحية أخرى تغفل محورين رئيسين يتحكمان في العملية الابداعية لدى المرأة وبالتالي ينعكسان بصورة جليلة على انتاجها الأدبي والإبداعي.
المحور الأول:
هو التباين الكبير بين طبيعة التجربة اليومية المعاشة بين الرجل والمرأة وحجم المساحات وحدود المواقع التي يشغلها كل منهما في خريطة يومه من الساعات الصباحية الأولى إلى أطراف المساء سواء في المنزل أو الشارع أو مواقع العمل.
المحور الثاني:
هو اختلاف ايضاً في الخصائص النفسية والعقلية لكل منهما فالشبكية المؤنثة تستقبل العالم حتماً بوقع مغاير تماماً لاستقبال الرجل له, ولعل أهم هذه الاختلافات هي النبرة العاطفية المرتفعة والمتوسطة دائماً بأمومة لا تذبل، والانضباط في غرفات الخجل، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة دون العموم,, وسوى ذلك من مربات تكون نفسية وفسيفساء الأنثى, بقي من هذا ان تعي المرأة المبدعة والأديبة هذه الفروقات وتتحسسها وتعبر بها ولها ومن خلالها,, لا ان تسعى لنيل رضا النماذج الذكورية في الكتابة، تلك النماذج التي حتماً لاتشبهها,, ولن تشبهها.