هل يسعى الفنان التشكيلي العربي إلى التغريب؟ هل ينسلخ من موروثه وبيئته ومكتسباته الثقافية وأصالته وتراثه ويهرول بقوة نحومفرزات الثقافة الغربية وهيمنتها الاقتصادية والتكنولوجية المتقدمة جداً ومعطياتها الحياتية المختلفة هل يرمي عباءة الاصالة التي تتدثر بها أطروحاته وتوجهاته التشكيلية وتستمر مقوماتها منها, هل ينسلخ من موروثاته المختلفة؟
كل هذه الاسئلة الحائرة التي تحاصر الذاكرة وتشمل اللحظة المتلهفة لماهيات الاجابة اقول كل هذه الاستفزازات ان جازت التسمية استيقظت في مخيلتي وانا أطالع الحوار الذي أجراه الزميل خير الله زربان في ملحق الأربعاء الاسبوعي بجريدة المدينة مع الفنان التشكيلي السوري/ علي الكفري والذي تطرق فيه من واقع التجربة الى البيناليات العربية المختلفة وأعطى مثالا لذلك بينالي الاسكندرية وبينالي الشارقة الدوليين للفنون التشكيلية وقال ان لجان التحكيم في هذين البيناليين تندفع وبقوة نحو الأعمال المغربنة كما يقول الفنان علي أي الأعمال التي استلهمت واستمدت بناءها ومضمونهاوفكرتها وعناصرها ومفرداتها وايحاءاتها وكافة تفاصيلها وتقنياتها وكيانها من الثقافة الغربية الحديثة ومعطياتها, وبالتالي فإن الاعمال العربية الاصيلة التي لاتزال تحافظ على خصوصيتها العربية وروحها وانتمائها الاصيل وكافة بنائياتها المختلفة فإن هذه الأعمال تكون بعيدة جداً عن المراكز الأولى والجوائز المتقدمة لأن لجان التحكيم لاتعيرها أي اهتمام أو تعطيها أدنى عناية وعليه فإن جوائز البيناليات ومراكزها المتقدمة يذهب نصيب الأسد منها لصالح الأعمال المغربنة كما ينعتها التشكيلي السوري علي الكفري .
ومن خلال معلوماتي ومتابعتي التي أتمنى ان تكون جيدة اجدني مندفعاً للانضمام الى صف الفنان الكفري فيما يقول لأن هذه البيناليات تستدعي لجان تحكيم أغلب اعضائها من الدول الأجنبية الغربية وعليه فإن هؤلاء الحكام سيندفعون بشكل أو بآخر الى التعاطف مع الأعمال التي تتوافق مع معطياتهم الثقافية وتوجهاتهم الفكرية ومدارسهم وتجاربهم على الرغم من أن هذه الأعمال قد تحمل تجارب غير ناضجة أو أنها تفتقد الى الكثير من مقومات النجاح والابداع ونحن هنا لانعارض الاستفادة من المدارس الغربية الحديثة وتجاربها المصقولة واساليبها الناجحة ومعطياتها الابداعية المتألقة لكن يجب ان تكون هذه الأستفادة واعية وهذا التأثر تأثراً مدروساً وتمت دراسته وتجربته وممارسته وإتقانه ليكون الفنان مزوداً بالخبرة والالمام بكافة تفاصيل وتقنيات هذه الأساليب وهذه المدارس الجديدة على ان يظل للاعمال العربية بصمتها وانتماؤها ونكهتها التي لاتأتي الا بحرص الفنان العربي نفسه على الا ينسلخ من موروثاته وتراثه الفني والثقافي العربي الأصيل.
فاصل لوني:
يظل توقيت إقامة المعرض وتوقيت موعد افتتاحه نقطة هامة جداً وجديرة بالاهتمام من قبل الجهات المنظمة للمعارض التشكيلية سواء كانت هيئة رسمية أو مؤسسة خاصة أو معرضاً شخصياً لفنان ما.
لأن توقيت المعرض واختيار الوقت المناسب لافتتاحه كفيل بتهيئة الاجواء لحضور اكبر عدد ممكن من الجماهير المتذوقة والمتابعة, وكنت أتمنى من الجهات التي تفتتح معارضها في الفترة الصباحية ملاحظة ذلك لأن الحضور الجماهيري هو العامل الأهم في نجاح مثل هذه الفعاليات,.
وللجميع خالص الود