إقبال الميمني سفير للفن وسفير للإبداع ومحبة الآخرين * قراءة ومطالعة: عبود سلمان العلي العبيد الرياض |
استطاع الفنان التشكيلي العماني اقبال الميمني خلال فترة زمنية وجيزة أن يثبت وجوده على الساحة العربية التشكيلية عبر حروفياته التي تميزت تراكيبه التشكيلية بابحار في عالم لا متناه من الفضاء التشكيلي وعالم الألوان والمقرصانات الشرقية وطابع المعمار الشرقي في العمارة الشرقية لشرق الجزيرة العربية وخاصة ما حملت العين والذاكرة من رؤى وابداعات تميزت بعالم البيئة الأولى لحياة الفنان حيثما يعيش بتراثه الخالد والمعاصر مع معطياته الفنية الحديثة عندما يحاول الاستمرارية في المشاركة في بناء حضارة الانسان ودونما انقطاع، ليشكل علامة فارقة في مسيرة وجوده مع زملاء له هم كل الأمل والرجاء في حقل الفن التشكيلي العماني والذي هو الآن لما بين التأسيس والتألق.
حيث استفاد هذا الفنان من عالم الجمال المحيط به في اماكن عديدة تعتبر هي من مراكز التواصل الحضاري وخاصة مع تلك الطبيعة التي حملت معها عمارة القلاع التاريخية وثقافة الانسان القديم وهو المتغلغل في نسيج هذه الشواهد الحية على قدرة فناننا العربي في اقتحام ميادين الفن كافة,, ليصبح مع اعماله كإحدى العلامات البارزة في مهنة الابداع والحضارة وقوالب الآفاق الابداعية المعاصرة وهي التي تشهد له ولأسلافه ومعاصريه على منهجية تقليدية مقامة بحسب الروح الساعية الى تأسيس الرؤى والاشارات الخفية والرموز أو مع كل ما يشير به الفنان في تفكيره وما هيأت طموحاته وكيف يحلم أو يقول أو مع كل هذا وهو القادر على ترسيخه في ذاكرته البصرية بالدرجة الأولى والشيء الآخر عمله الفني المبدع الذي هو واقعه الحالي وما مدى تعامله مع المحيط الذي قد يتلاءم مع الجماعة والأهل والأصدقاء والأمكنة والهواء النقي الطاهر والنظيف الطلق الى رحاب الآفاق الأوسع والتي تحمله فناناً في منظومة الحرف العربي وهو الذي عرف البادية والموروث البدوي العربي من خلال رسومه الأولى التي امتدت حين وعي الذات الى كل رموز الواقع البدائي المخلص للعفوية وفصاحة الألوان وهوى ضربة الريشة بالألوان الزيتية والأحبار المائية بعدما حملت روح الموضوع المرسوم بدقة الملبوسات والمنسوج الصوفي للمرقوم والزربية في اشارات خفية وعلنية على مراحل تدعيم الأفكار الأولى في اللبنات الأولى لهذه التجربة التي أخذت تتأصل دون تكلف أو هشاشة أو سرعة,, وقد سحرته الحكاية اللونية عبر عالم فرح ومرتب ونظيف وشاعري أومن خلال الخط الملون بتدرج وانسحام وقد توزع من ايقاعاته الرومانسية المرهفة الحس والعواطف بالرغم من سياق منهجية العقلاني البارد وهو: ما يظهر لهذه التكوينات المتداخلة والقريبة من تداعيات التعبير الواعي عندما يرسم لوحته التي تظهر قربه من أجواء البيئة العربية وعناصر التراث والمعمار ومشكلات الحضارة العربية الاسلامية عندما يريدها الفنان ليعزز مفهوم الهوية العربية للفن وقد عمل على ذلك في تجربة لافتة أخذت امتدادها العربي والعالمي في حضور مدهش يستضيفه القلب والعين كأغنية لونية محببة تعرف غبار المتعة وهي التي تحاور المكان والزمان وخفقات الابداع العمانية في الرؤى الطامحة لحوار سري بين العيون والابعاد الانسانية العميقة,, مع تلك الطقوس الابداعية والتحولات ورحلة البصر والصمت المشحون بتلاطمات الاحاسيس الفياضة على السفر الدائم في حضور الفن المقدس الذي يحمل عبق الماضي بأصالة مفرداته وألق ألوانه وعوالم ثقافته المعرفية والبصرية,, مع تلك التحولات للحرف العربي في لوحة الفنان اقبال الميمني,, وهذا ما استفاده الفنان في تجربته التي تمنحنا في كل محطة أو مفترق طرق دفقاً في العواطف ومساحة في مرمى البصر وارتكاب اللذة خارج اسوار الوهم وبقايا الهواجس المبعثرة على ثمة مشروع في البحث التشكيلي العماني وثمة حضور مدهش ولافت للنظر وبحاجة ماسة الى المشاهدة والتقييم والاجتهاد والصياغة,, مع مزيج تجارب هؤلاء المبدعين في دائرة الحظ والطراوة وقسوة حدود المطلق والخلود والانارة ومجاورة مناطق الضوء والظل وسطح اللوحة التي حملت ابداعات انور بن سوينا ورابحة محمود ونادرة وسليم البلوشي ومحمد الصايغ وحسين الحجري وأيوب البلوشي ومحمد الحسني وناصر الحنيني ومحمد فاصل وحسين عبيد ومحمد مهدي وصالح الشكيري ومبارك المعشري وصالح الهريفي وزكية البرواني ورشيد البلوشي وخالصة الحارث وثريا البلوشي وبدور الرياض وادريس الهوتي وسعاد السليمان وسليم الخالدي وسليم بن سخي وسيف العامري وشميم بنت محمد وطلال الزدجالي وعالية الفارسي وعبدالله الريامي وعبدالمجيد بن حكيم وعبدالناصر الصايغ وعبير الموسوي وعلي المرشودي وغصن بن الريامي ومحمد الفارسي ومدني البكري ومرتضى ناجواني ومريم الزدجالي ومنى العامري وموسى الزدجاني ومنى البيتي ونوال عتيق ووفاء الموسوي وهدى الرواحي وياسمين بنت محمد ويوسف الفوري ويونس الرئيسي,, وسيف بن ناصر وابراهيم بن سعيد ومحمد المحروقي وسعود البحري وآخرون تزدهر بهم الجمعية العمانية للفنون التشكيلية في معارضها السنوية التي ترتقي في تشكيلاتهم ايماناً منها بهذا الفن المبدع وهذا الاهتمام الرائع نحو من عشقوا هذا النوع من الحياة الصعبة وهذه الجماليات الفنية التي واكبت رفقة الانسان والبشرية منذ القدم وحتى يومنا هذا,, رغبة في بناء حياة جديدة تقوم على أساليب البلد الأصيل عندما يبتكر تراثه العريق وأمجاده التليدة سعياً دائماً الى مزج روح الحداثة بالاصالة التاريخية,, لتكون منبراً للتطورات الجديدة في الفنون الحديثة والمعاصرة والتي ستتيح فرصة طيبة للناس والجمهور على تذوق قيمة العمل الفني وتربية الذوق العام.
|
|
|