عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة,,,, وبعد:
الحديث عن ما يسمى بالعولمة يجب ألا ينتهي شأننا في ذلك التذكير ليس الا، فنحن مجتمع تترسخ فيه العقيدة الاسلامية السمحة، والعادات والتقاليد العربية الاصيلة، لا يضيرنا الغزو سواء أكان في مجال التكنولوجيا التي سخرت لتوجيه رسائل الغرب او ما حملته وتحمله هذه الرسائل من مضامين يكاد يكون اهمها الاقصاء بالفرد عن الجماعة لسهولة الانفراد به.
وهذا النهج الذي سلكه الغرب في غزوه لم يكن وليد اللحظة ولكنه بدأ منذ حقبة زمنية مرت وتمثل ذلك في ابسط مظاهر الحياة اليومية التي تمس الفرد وهو الغذاء.
فما انتشار مطاعم الوجبات السريعة الا إقصاء للفرد عن مائدة الجماعة العائلة والابتعاد به عن تلك الجلسة وما يتخللها من احاديث ومن طرح لهموم ومشاكل الفرد والتشاور في مستقبله وايجاد الحلول لما يواجهه من مستعصيات الامور.
وهذا التوجه لم يكن ذا اهمية لانه لم يخاطب المجتمع بفكره وإنما بعاداته التي قل ما يمكن التأثير فيها آنيا.
اما التوجه الآخر فيخاطب المجتمع في فكره هذه المرة وقد حشد لهذا التوجه احدث ما توصلت له التكنولوجيا من وسائل اتصال مباشر او غير مباشر ومنها الإنترنت .
فقد استطاع منتهجو هذا الاسلوب الحديث في الغزو التغرير بالفرد عن طريق ما يسمى بالحرية والاستقلالية الشخصية من بث هذه المفاهيم على انها الاسلوب الامثل للدخول في القرن الواحد والعشرين، بل هي الحضارة والرقي في نظرهم لسرقة الفرد من الجماعة العائلة مرة اخرى وتحديدا من الجلسة العائلية والانزواء به الى مغرياتهم عبر بعض ما يبث عن طريق الإنترنت لساعات قد ينسى الفرد نفسه معها وبالتالي واجباته سواء نحو اسرته او مجتمعه او دينه.
وهنا يأتي دور المجتمع المسلم للحفاظ على الفرد ومن ثم الجماعة العائلة وبالتالي المجتمع، وتقع المسئولية في هذا على المجتمعات العربية ككل، وعلى الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000 هذه المدينة العريقة بموروثها الحضاري العربي,, الاسلامي الهوية والتطلع، في ممارسة دورها في التحصين الفكري للشباب المسلم من هذه الاهواء التي تعصف بضعافهم وتجرّهم الى الانصهار في ثقافات تتنافى مع ديننا وعقيدتنا وعاداتنا وتقاليدنا.