مستقبل الصراع بين الهلال والنصر

بصفقة الغشيان دخل الهلال والنصر منطقة صراع جديدة لم يعهدها الفريقان.
فالصراعات السابقة يمكن أن نقول أنها كانت محدودة الآثار وكانت تقوم على توازن كبير بحيث لا يسمح بالمساس بجوهر وجود أي من الفريقين, فأي من الفريقين لا يملك القدرة على تقويض الفريق الآخر فالفريقان يتصارعان في الملعب وهذه هي قوانينها كما أنهما يتصارعان على صفحات الجرائد وهذه تأثيرها تحجيمي لا تدميري.
ان صفقة الغشيان كما قلت يوم الأمس الأول ستجعلنا نعيد النظر في علاقتنا بالنوادي الرياضية وطريقة ارتباطنا بها وأهمها اخراج اللاعب من وجداننا المتعلق بالنادي.
فاللاعب اليوم أصبح شيئاً متحركاً لا منتمياً, فلن يكون هناك ماجد عبدالله في النصر والثنيان في الهلال وعبدالجواد في الأهلي, وفي الوقت نفسه فان أدبيات الرياضة في المملكة علمتنا أن عنصر اللاعب هو أهم عنصر في الفريق وبدونه لن يكون هناك فريق أصلاً,,؟
ترى أي من الفريقين أكثر استعداداً لقبول هذه المعادلة الصعبة وتحمل تبعاتها.
خصوصاً ان اللاعب الآن لم يعد يتحرك مدفوعاً بعواطفه وحبه لهذا النادي أو ذاك, ففريقه هو الفريق الذي يدفع أكثر وتصريحات الدعيع قبل تسجيله في الهلال شاهد على ذلك, وكما سبق أن أوضحت فالنصر بكل ما يملكه من قوة يفتقر لما سميته عنصر الجماهير النوعية وهي تلك الجماهير التي هزمته في صفقة الدعيع, فالهلال والنصر وكل الفرق السعودية تعتمد ميزانياتها على تمويل محبي النادي ومؤيديه والطامعين في المجد من خلاله, فالنوادي السعودية لا تستطيع أن تؤمن بنفسها ولو قدراً ضئيلاً من احتياجاتها المالية, لذا حرصت في كل المقالات أن أؤكد على أهمية وخطورة الجماهير النوعية تلك الجماهير التي أهملها النصر بسبب الجمود الاداري الذي يعاني منه منذ سنوات طويلة, وهو الآن يواجه ما يترتب عليها من خطورة حاسمة لربما مست وجوده كله, فكما قلت فصفقة الغشيان أعلنت نظام الاحتراف وبالتالي أعلنت نوعية الصراع الذي سيجري بين الهلال والنصر, فالقضية الآن ليست انتاج لاعبين وتدريبهم على اللعب مصحوباً بتكريس روح الولاء في أرواحهم حتى أن بعض الأندية كانت تطلب من اللاعب أن يطأ على شعار الفريق الخصم لتعزيز روح العداء.
ان نظام الاحتراف جرَّد النصر من أهم عنصر من عناصر قوته لذا سيبقى النصر مجرد ادارة وجماهير مدرجات في مواجهة خصم يملك كل شيء، ولكن أرجو أن يسارع محبو النصر الى تحويل النصر من مؤسسة فردية إلى مؤسسة مفتوحة تستطيع ان تجتذب إليها القوى والفعاليات الاجتماعية اذا أرادوا مواجهة الظروف الجديدة ففوز النصر بالغشيان هو في الحقيقة الاذن للهلال بانتزاع لاعبي النصر دون احساس بتأنيب من ضمير, ولسان حالهم يقول لقد سبق ان سلبتم الغشيان أليس كذلك,,؟