الجنادرية وردة أينعت على أغصان الوطن، زهرة تفتحت في جنباته، وأحلام تحققت سنة بعد أخرى, الجنادرية موال جميل لا نمل سماعه، وعزف منفرد لايعرف النشاز، احساس يتنامى وعشق يترسخ في الأذهان, الجنادرية مزاوجة دائمة بين التراث والمعاصرة ونوافذ مضيئة في جدران الوطن نطل من خلالها على اشكال الموروث الشعبي والوان الثقافة الجديدة والأصيلة الحديثة والقديمة,الجنادرية قضايا فكرية وعطاءات انسانية تستحق الدعم والمتابعة,ومع حبنا لهذا المهرجان وهو يحتفل بدورته الخامسة عشرة لا شك اننا في غاية الشوق له لما يحمله من فرص متكررة للالتقاء بالآخر والتواصل مع رموز الثقافة المحلية والعربية والعالمية ولكننا لانزال في حاجة ماسة الى التلوين والتنويع والدقة في اختيار الاسماء المشاركة ومحاولة الابتعاد عن الأسماء المكررة التي نراها كل عام وربما لاترتقي لسمعة ومستوى المهرجان وريادته على المستوى العربي,ولابد من الاشارة الى ان الشعر العربي وهو ديوان العرب يحتاج الى مزيد من الدقة والتنوع في اختيار الاسماء المشاركة ومضاعفة عدد الأمسيات، وحبذا لو كانت هناك لجنة للشعر العربي كما هو حاصل في الشعر الشعبي للارتقاء بالاسماء والمستوى وبالتالي الجمهور المتابع,ويمكن مستقبلا كما يحدث في المسرح على سبيل المثال ان تقدم عدد من الجهات والمناطق أمسية شعرية لزيادة المنافسة ودعم الأسماء وعدم التركيز على أشكال وأسماء مكررة,وبقدر ما نحمله من حب وتقدير لهذا المهرجان والقائمين عليه فإننا نتمنى له المزيد من التوفيق والنجاح ومواصلة خدمة الثقافة والتراث والفكر والفنون وبخاصة على المستوى المحلي، وإعطاء الشباب الفرص المتعددة لاثبات وجودهم وتقديم ما لديهم,وربما تكون الاقتراحات عديدة ولكن المجال لا يسمح لها في مثل هذا المجال.
محمد عابس