ان الاهتمام الكبير الذي توليه حكومتنا الرشيدة بالتراث والثقافة شيء درجت عليه قيادة هذه البلاد منذ عهد المؤسس جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فأولت هذا الجانب الهام الكثير من الرعاية والاهتمام لنحافظ بذلك على موروثنا الشعبي وقيمنا وتراثنا الاصيل والمستمدة من الشريعة الاسلامية السمحة ولننمي الحركة الثقافية بمختلف اوجهها لتواصل بذلك مسيرة الثقافة التطور والازدهار شأنها في ذلك شأن جميع اوجه الحياة في هذا البلد الكريم.
فقد حرصت هذه القيادة الحكيمة بتوفير كل المقومات والامكانيات لنجعل من هذا البلد وطناً للتراث والثقافة ولتحكي مسيرتها فيه مسيرة تاريخ عظيم وتراث اصيل، وحافظت بكل قدراتها على العادات والتقاليد الاسلامية والتي يتميز بها هذا الوطن الشامخ عن غيره من سائر بلدان العالم فأصبح مضرباً للامثال في هذا المجال.
وما المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الامين وسمو سيدي النائب الثاني حفظهم الله كل رعاية واهتمام والذي عهد للحرس الوطني الاعداد والتنظيم له كل عام على ارض الجنادرية الا اكبر دليل واوضح برهان على ما تحظى به الحركة الثقافية والتراثية من دعم ورعاية كريمة حتى اصبح هذا المهرجان منتدىً ثقافياً عالمياً يحظى بالمتابعة والمراقبة من قبل المراقبين والمتابعين والمهتمين بالجانب التراثي والثقافي في جميع انحاء العالم.
ولعله من يمن الطالع ان يأتي المهرجان الوطني للتراث والثقافة ونحن نحتفل بعرس ثقافي كبير وهام الا وهو مناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية 2000م، والذي جاء بناء على قرار وزراء الثقافة العرب والمنظمة الدولية للتربية الثقافية والعلوم اليونسكو كتقدير عربي ودولي للدور الثقافي الرائد الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في مسيرة الثقافة العربية والعالمية.
واننا في منطقة نجران ونحن نشارك في هذا المهرجان بدعوة كريمة من المسئولين بالحرس الوطني، فقد دأبنا بكل حرص على المشاركة الفعالة في جميع المهرجانات السابقة والمساهمة مع اخواننا في مناطق المملكة العربية السعودية الاخرى في ابراز تراثنا الشعبي وموروثنا وابراز شواهد التنمية وما تشهده مناطقنا من تطور وتنمية في مختلف المجالات بفضل الدعم اللامحدود من قيادتنا الرشيدة والتي جعلت بلادنا تضاهي ارقى دول العالم تقدماً وتطوراً، وسنعمل بكل جد على تفعيل هذه المشاركة من خلال مهرجان هذا العام والمهرجانات القادمة باذن الله ونحن نعتزم باذن الله توقيع عقد انشاء قرية منطقة نجران التراثية بالجنادرية والتي تضم بين جنباتها نماذج للمنازل الطينية بطرازها المشهور بمنطقة نجران وسوق شعبي لعرض الحرف اليدوية التي تشتهر بها المنطقة ومتحف شعبي لعرض اثار وتاريخ المنطقة وبعض المقتنيات التراثية ومكان لطريقة حصاد الحبوب والمزروعات قديماً ومسجد ونموذج مزرعة بالاضافة الى المواقع التراثية الاخرى.
وفي الختام لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر والتقدير للمسئولين عن المهرجان بالحرس الوطني وعلى رأسهم سيدي صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان وصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الجهاز العسكري بالحرس الوطني قائد كلية الملك خالد العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان على الجهود الكبيرة، والعظيمة التي تبذل من قبلهم لاخراج هذا المنتدى الثقافي بهذه الصورة الفريدة مما جعله احد اهم مهرجانات الثقافة العربية والدولية سائلاً المولى القدير ان يوفق الجميع لخدمة هذا البلد الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* أمير منطقة نجران