يحظى بدعم من الأمير متعب بن عبدالله أعمال وأسماء جديدة في المعرض التشكيلي بالجنادرية هذا العام |
*الرياض - محمد المنيف
الجنادرية ومهرجانها الثقافي,, والتراثي,, عالمي الشهرة عالمي العناصر محلي الروح والجسد,, اصبح موعداً سنوياً للابداع والمبدعين,, من مفكرين وادباء وفنانين ومنها الفن التشكيلي الذي لا يمكن فصله عن بقية الفنون بل انه اقربها للعين وللوجدان فهو فن بلغة عالمية لا تحتاج لمترجم او محلل,, هذا الفن له نفس الموعد ونفس الاهتمام,, وزاد هذا الحضور له ما حظي به من تقدير ودعم حتى وصل الى مرحلة هامة الشكل والمضمون,, وتحقق له ايضاً موقع رائع اسس وصمم ليتناسب مع ما يقدم فيه من لوحات واعمال فنية,, فأصبحت تلك القاعة,, ملتقى للمتذوقين ومحبي الابداع بأشكاله واساليبه التشكيلية, عمر الفن التشكيلي في مهرجان التراث والثقافة يتوازن مع خطوات هذا المهرجان فقد بلغ هذا العام سن الخامسة عشرة ورغم ان هذه السن توحي بالبدايات الا ان ما وصل اليه من نجاح يعادل الخطوات السابقة موازياً بدايات ولادته التي تبلغ الان ما يزيد عن الخمسة وثلاثين عاماً تألق فيها محلياً وعالمياً.
واذا عدنا لهذا الفن وارتباطه بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة فاننا نجد العلاقة كبيرة وعريقة فالتراث هو المنطلق والقاعدة ومصدر الالهام لأي ابداع كان مسموع او مرئي وهو بكل مافيه من شكل من اشكال الصناعات كان او عبر قصيدة تقال او قصة تروى يشكل في مجمله ثقافة لحقبة من حقبات تاريخنا العظيم,, وشاهد لا يحتاج لتزكية لأصالة هذا المجتمع العريق,, وعندما تضاف كلمة ثقافة فهذا يعني الجانب المعاصر وما نحن في حاجة ماسة له,, وهو معرفة شيء من كل شيء, واهم من ذلك معرفة ابعاد هذا الموروث الثقافية والفكرية ومن ثم تحويلها الى فعل متجدد ينتقل بنا الى مرحلة قادمة اكثر معاصرة دون خوف او شك في ما سيأتي من هناك,, من الثقافات الاخرى وعلى مختلف الوسائل الحديثة التي اخترقت كل الحواجز,, اقول رغم هذا كله فان مثل هذا المهرجان سيكون دعماً كبيراً لتأصيل الانتماء لكل ما في هذا الوطن,, وفي مقدمتها ارثه الديني العظيم الذي يحفظه ابناء هذه الارض ويتمسك به.
ومن هنا وباعتبار الفن التشيكلي يشارك الابداعات الاخرى التأثر والاستلهام ويساهم في اثراء الثقافة فقد اخذ المسؤولون في الحرس الوطني والمعنيون بهذا المهرجان وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان والذي اعرفه عن قرب وما يوليه هذا الرجل المثقف للابداع بمختلف تخصصاته ومنه الفن التشكيلي من دعم ويكفي هذا الفن شرفاً تشريف الامير متعب وافتتاحه للمعرض العام الماضي وتسليمه الجوائز للفنانين اضافة لمعرفتي التامة لما يمتلكه هذا الانسان المسؤول,, من نظرة ثاقبة لابعادالعطاء الفكري والثقافي الذي تشكله مختلف الفن المرئية والمقروءة والمسموعة فكان لها كل المواقف والدعم.
اعمال من مختلف المناطق
ومعرض هذا العام في جنادرية 15 ليس ككل المعارض السابقة بقدر ما يضيف جديداً سيكون مفاجأة لكل الحضور ويتناسب بل يوازي ما يحمله الحضور من وعي بهذا الفن وخصوصاً ضيوف المملكة اولاً وضيوف الرياض على وجه الخصوص الذين قدموا للمشاركة في فعاليات احتفائية الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000,, اذاً فالمعرض التشكيلي في الجنادرية 15 بمثابة بطاقات ملونة تحمل في مجموعها جملة ترحيب بكل هؤلاء وغيرهم ممن اصبحت الجنادرية هاجساً وجدانياً وطنياً ينتظرونه كل عام.
في معرض هذا العام تفاعل تنافسي اعاد للفن التشكيلي في الجنادرية شكلاً من اشكال التواجد القوي والمعاصر بصور ونماذج تكشف للجميع ان الفنان التشكيلي السعودي,, لا ينفصل عن العالم بل ينافس ويقف بشموخ,, ويمكن لنا ان نذكر هنا ان سياسة المسؤولين عن هذا المهرجان الكبير في معناه والعظيم في اهدافه يبحثون عن سبل التطوير ومسايرة واقع الحركة الديناميكية النشطة للعقول والتي يتمتع بها ابناء الاجيال القادمة يقدمها المهرجان ممزوجة ومؤطرة بالتمسك بالاصالة ووضعها نصب اعيننا,, وهذا يعني ان ما تشاهده ويشاهده الكثيرون من اشكال الموروث الملموسة او المسموعة حلقات متصلة ومتواصلة,, لربط واقع انساني سابقا الى واقع انساني حاضر سيكون لها مردود على بناء حضارة الوطن.
واذا كان معرض الجنادرية 14 قد حقق نجاحاً لا يمكن نسيانه دعماً وأداء وحضوراً ونوعية اعمال فإنه في هذا العام لا يقل بأي حال وإنما يؤكد الكثير من الإضافات شكلاً ومضموناً.
|
|
|