أستاذ دراسات اجتماعية لـ الجزيرة سنحتفل يوماً بدكاترة تحت سن العشرين |
* حوار : رياض العسافي
توقع الدكتور عبدالإله بن سعد بن سعيد الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الاجتماعية في كلية الآداب بجامعة الملك سعود أن يأتي يوم نجد فيه لدينا من ينال شهادة الدكتوراه وهو تحت العشرين من العمر خاصة مع تقدم العلم والاهتمام المتزايد في العلم والتحصيل وأشار الى أهمية التعاون بين المدرسة والبيت من خلال تفهم كل طرف الدور الذي سيقوم به من أجل رعاية جيل الغد محذراً في نفس الوقت الضغط على ذوي الذكاء المتوسط من أجل التفوق والابداع رغم محدودية قدراتهم,, وقد أجاب د, عبدالاله على اسئلة الجزيرة بكل أريحية وتعاون من خلال الحوار التالي:
* ما أهمية الاكتشاف المبكر لعلامات التفوق ,, ؟
لاشك بان بروز علامات النبوغ والتفوق لدى الأطفال أولاداً وبنات في المراحل الأولى من العمر له دور كبير في لفت انتباه الوالدين أو حتى المدرسين في المدرسة مما يستوجب العناية الخاصة بهذه القدرات المبكرة لدى التلاميذ, وكلما كان الاكتشاف مبكراً أمكن الاهتمام بهذا التفوق من خلال التشجيع المعنوي والمادي ومساعدة النابغة الصغير في تلمس طريق العلم والاستزادة منه بشتى الوسائل والعمل على ارضاء واشباع ميوله, كما ان الاكتشاف المبكر ايضاً يحدد المسار العلمي والاكاديمي للمتفوق.
المتفوق بحاجة إلى معاملة خاصة
* كيف يتم التعامل مع الابن المتفوق أو الذي لديه قدرات كافية للتفوق؟
طبيعة التعامل مع الابن المتفوق تحدده عوامل داخل الأسرة ويتطلب ذلك من الوالدين الانتباه الشديد لوضع الابن المتفوق في الأسرة ووسط اخوانه الآخرين، فمثلاً إذا كان الابن المتفوق هو الابن البكر او الوحيد في الأسرة فان طبيعة التعامل معه والاهتمام به وزيادة التركيز عليه قد تخلق اشكالات أقل مما لو كان الابن المتفوق في اسرة متعددة الأفراد وفيهم من هو اقل قدرات منه، وطبيعي أن يخلق التفوق الغيرة وسط الاخوان الآخرين خاصة اذا كان هناك احساس بأنه يجد معاملة خاصة ، لهذا فان الأمر يتطلب التوازن تجنباً لمثل هذه الآثار، لكن في نفس الوقت يجب الانتباه الى ان الابن المتفوق يحتاج بالطبع الى معاملة خاصة مثل التشجيع والإطراء والحرص على تأمين احتياجاته ودفعه الى مزيد من التفوق، لهذا فقد يكون من المناسب توضيح الأمر لبقية الأشقاء واشعارهم بطريقة ودية بان أخاهم يحتاج الى هذه العناية الخاصة .
الدعم الأبوي مطلوب
* مادور الأب في توفير احتياجات الابن المتفوق؟
الأب هو عائل الأسرة طبعاً بعد الله سبحانه وتعالى وهو المنوط به توفير احتياجات أسرته وهذا الدور لايستطيع احد آخر القيام به اللهم إلا في حالات خاصة, فوجود الأب مع الاستطاعة المادية من العوامل المهمة في استقرار وضع الابن المتفوق فذلك يساعد بشكل كبير في بلوغ الغايات وتحقيق تطلعات التفوق لدى الابن,
اما في حالة غياب الدعم الأبوي فان وضع الابن المتفوق لابد ان يتأثر ويضطرب وقد لايكمل مشواره الدراسي.
راعوا قدراته الذاتية
* ما مخاطر التحفيز على التفوق من خلال المقارنة بأبناء الأقارب او الجيران ,,, ؟
لاشك بان التعرف على القدرات الحقيقية للأبناء يعد في غاية الأهمية من الناحية التربوية والسلوكية، وأعتقد بان الآباء لديهم قدرات كبيرة في التعرف على مكونات أبنائهم النفسية والذهنية لما يتوفر لهم من المتابعة اللصيقة بأبنائهم منذ الصغر، فاذا كانت قدرات الابن متوسطة او دون المتوسط فمن العبث الضغط عليه للتفوق ومطالبته بالبروز أسوة بابن الجيران او احد الأقارب فهذا قد يأتي بنتيجة عكسية تماماً، ومن الافضل في مثل هذه الحالات ان تكون الأسرة موضوعية وتعامل ابنها وفقاً لقدراته المتاحة وتأخذ بيده قدر الامكان فلا افراط ولا تفريط.
رعاية لضمان استمرار التفوق
* ماسبل حماية الأبناء المتفوقين من المعوقات او المخاطر التي قد تحول دون استمرار تفوقهم؟
الابن المتفوق يحتاج للرعاية والعناية بتفوقه لضمان استمراره حتى يقف على رجليه ويعتمد على نفسه ويواصل مشواره، وهذه الرعاية هي من واجبات رب الأسرة في المقام الأول، لكن اذا تعذر ذلك فإن مؤسسات المجتمع قد تكون هي البديل المناسب بشرط توفر الأُطر التي من خلالها يتم العناية بالمتفوقين، فالمدارس والجامعات والجمعيات الخيرية يمكن لها اذا كانت الصورة واضحة والنوايا سليمة ان توفر للمتفوق الرعاية والعناية وسبل التحفيز اللازمة لمواصلة تفوقه من خلال الدعم المادي والاهتمام والمتابعة وتذليل العقبات التي تعترض سبيل المتفوق، أما اذا كان الأب موجوداً وقادراً على تأمين الرعاية الكافية لابنه المتفوق فان من أكبر سبل حماية هذا التفوق الحرص على توفير الدعم المعنوي والمادي والمتابعة الرصينة وتهيئة الجو الاجتماعي السليم المتفوق حتى يجني ثمار هذا التفوق.
التنسيق مطلوب بين الأب والمدرسة
* ما صيغة التعاون الواجبة بين الآباء والمدارس لرعاية الأبناء؟
اعتقد بان التعاون المستمر بين المدرسة والبيت من شأنه ان يأتي بنتائج طيبة على دراسة الأبناء وهذا التعاون يجب ان لايكون فقط في حالات وجود المشاكل او التقصير من جانب الأبناء بل يجب ان يشتمل على رصد دقيق وموضوعي للمسار الدراسي للابناء، كما يجب ان يكون هناك تحديد واضح للأدوار بحيث لا تميل المدرسة الى تحميل الآباء لما يجب ان تقوم به هي وكذلك يجب على الآباء ان لايتخلوا عن دورهم للمدرسة .
الدكتوراه لتحت العشرين
* هل يتقبل المجتمع السعودي حصول طفل عمره 15 سنة على درجة الدكتوراه مثل مايحدث في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية؟
لا يخلو أي مجتمع من وجود النوابغ والأفذاذ فيه لكن ذلك محمول على الندرة اذ لايمكن ان يكون المجتمع كله متفوقاً، إلا ان المجتمعات تختلف في سبل رعايتها للتفوق والاستفادة منه، فالأُطر التعليمية السائدة حالياً مثل المراحل الدراسية والشهادات الجامعية من ماجستير ودكتوراه وطريقة التدريس كلها أُطر غربية نشأت وتطورت أولاً في الغرب ثم أخذتها الدول الأخرى وطبقتها في بيئاتها لذلك فإن الغرب قد سبقنا في التعليم بشكله الحالي ونحاول نحن اللحاق به رغم فارق الزمن إلا انه رغم ذلك فان العمر الذي ينال فيه الطالب شهادة الدكتواره لدينا تقلص هو الآخر ففي السابق كان كثيرون لدينا ينالون شهادة الدكتوراه بعد سن الخامسة والثلاثين فما فوق أما الآن فان هناك من ينالها وهو في العشرينيات من العمر، ولا أستبعد ان ينالها بعض المتفوقين في أقل من ذلك .
|
|
|