لا وقت للصمت مشروع فضيحة! فوزية الجارالله |
ثمة قضية يتكرر طرحها على بساط البحث والنقاش بين الفترة والاخرى,, تلكم هي قضية تفريغ الأديب دون التوصل الى حل مناسب,, فبعضهم يرى بان الحاجة ماسة الى تبنيها ووضعها موضع التنفيذ,, وبعضهم يرى عدم ضرورتها وانه من الافضل ان يمارس الأديب عملاً آخر ويجعل من الأدب هواية فقط!
وقد كان آخر هذه الآراء رأيا قرأته لاحد الكتاب وادهشني جدا اذ يبدو الكاتب متفائلا جدا بوضع الأدب لدينا وبتقدير الآخرين من كافة الشرائح والطبقات له,,!
يرى الكاتب ان يمارس الأديب عملا ما,, لا بأس بذلك (في القطاع العام غالبا,, فهو المجال الأكثر انتشارا والاكثر امانا) ثم يتم تفريغه في حالة رغبته في انجاز عمل ادبي هام (رواية مثلا) ,, يتم تفريغه هكذا مجانا من خلال منحه اجازة تفرغ ادبية يكتب فيها كيف يشاء دونما تنغيص من احد؟!
وفي اعتقادي انه من المستحيل وضع مثل هذا الرأي موضع التنفيذ,, حيث ان الكثير من البيروقراطيين ,, ان لم يكن معظمهم لا يرحبون بالكاتب ولا يعاملونه معاملة خاصة ولا يرون فيه تميزا,, بل ربما تكون كتابته امرا يؤخذ ضده اذ يرون انها تشغله عن ادائه في العمل لانها تأخذ جل تفكيره,, بل يصل الأمر لدى بعضهم انهم لا يستمرئون وجود كاتب بينهم فهم يرونه بحد ذاته قنبلة موقوته او مشروع فضيحة متحركة!
اذاً من اين لنا ان نطرح مثل هذا الرأي ونحن نرى انه من المستحيل تنفيذه؟!
لنجد حلا اولا للارواح المعتمة والعقول المغلقة ذات التفكير الاحادي ثم نفكر بعدها بقضية تفريغ الادباء!
{ (للتو اكتشفت الحقيقة، ولا استطيع ان افهم لماذا الناس غير تواقين لسماعها).
عبارة وجدتها بين صفحات كتاب لابد لي من العودة اليه يوما.
|
|
|