يستفيد بعض المسؤولين من مواقعهم العملية بفرض انفسهم كتاب زوايا في بعض الصحف والسؤال لماذا يكتبون,, ومتى يكتبون بحيث تجد ان بعضهم اكثر ظهورا وفي اكثر من مطبوعة من اي صحافي او كاتب مقالة محترف.
هل يكتب المسؤولون في الدوائر هذه المقالات المنافسة حقا في وقت العمل؟ ومن يساعدهم في ذلك؟ وما الهدف من كتابتها؟ ولماذا لا يتفرغون للعمل لجعل انجازاتهم تترجم لاخبار بدل اللهاث وراء الشهرة الفارغة.
هذا لا يعني انه ليس هناك مسؤولون لهم ثراء التجربة الخاص ولهم ابداع ولهم قيمة فكرية ولكن تحولهم الى راقصين في عالم الحرف والظهور لا يعطيهم القيمة العملية كما يتوقعون بل قد يسيء لهم لان من يكتب في كثير من الاحيان هو من يكثف حاله للملأ.
لا اتكلم هنا عن عمل العلاقات العامة في الدوائر التي جعلت من بعض المديرين الحكوميين مشاهير لكثرة ما توزع صورهم لتلحق بأخبارهم (سفرا وعودة مرضاً وصحة) وهي اخبار شخصية جدا لا تهم الناس فقط يعلقها موظفوهم المجاملون على ابواب المكاتب مع انهم من مديري الظل احيانا.
اقول,, (1),, لو كنت مسؤولاً لما كتبت لكم هذا العمود وكنت في الحقيقة اتمنى ألا اكون مضطرا لكتابته لان لدي عملاً غيره,, (2) لو كنت مسؤولا لعاقبت اي موظف يتملقني بما كتبت عن نفسي او كتب عني لان المجاملين يخفون اغراضا متربصة (3) ولو كنت مسؤولاً لجعلت اعمالي تتحدث عني بدل الحديث عن نفسي في مقالات تدبج وانشر اسمي عليها ببنط عريض.
لا تقلقوا,, في الغد لن تفقد الجرائد زوايا من يكتبون للحضور الاعلامي والوجاهة وتلميع انفسهم,, بل لو صدر قرار يمنع الموظفين الرسميين من الكتابة لوجدتم من يستقيل من اجل زاوية واحدة لان الامر يتعلق بالوجاهة,, وهو جواب لسؤال لماذا,, أما متى يكتب المسؤول وكيف؟ فهذا امر آخر.