مدير إداري منيرة الغامدي |
امتداداً لطلب سابق للكتابة عن المدير المتسلط كتبت بناء عليه مقالي السابق المدير وصندوق الشاي ذلك الطلب الذي كان من قبل تلك الشخصية الرائعة التي ذكرت أن من عرفها لا يستطيع إلا ان يحبها وتلك حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها، وذكرت بأن تأثيرها شمل أكثر من المحيطين بها,, تلك الشخصية التي طلبت مني أن أكتب عن المدير المتسلط، وأشارت إلى أنه موجود في الكثير من المواقع الإدارية,, وطلبها يدل على انها فعلا على علم ودارية بما يدور في المحيط، وتلك حقيقة أخرى.
وعليه وتحقيقا آخر لذلك الطلب الغالي طلبت أنا أن يترك لي مساحة غير ثابتة لالتزاماتي المتعددة لتنثر عليها أحرفي نثرا!! فكل حرف منها يعرف ان يتجه ومع أي حرف آخر يتحد في كل أسبوع أو كل شهر او كل يوم ليكون قصة او مقالا او خاطرة,, او ليسمى ذلك التجمع ما يكون,, وفعلا كان أن نثرت الأحرف على مساحة العمود فتشكلت.
وكان ذلك الفلان على خلق عال شهد له القاصي والداني كان يرفض المناصب الإدارية بشدة، رغم خبرته الطويلة في عمله، كان يعيد ويزيد بأنه إنسان مسالم لا يرغب سوى أن يمشي جنب الحيط وليس له في الزيطة والزمبليطة ووجع الرأس الإداري!!
وفي يوم من الأيام,, في عام من الأعوام,, وفي دورة من الدورات غير الدموية، والإعصارات الأكثر من سنوية، نودي عليه: أنت يافلان!!,, اصفر وأخضر وأحمر,, ابتسم مع تخوف وقال من؟؟ أنا؟؟,, نعم أنت!! ولا سواك,, فقد اخترناك لتكون أحد الحماة في هذه الجزيرة الإدارية!! ولك أن تقول شبيك لبيك!! ولكن أيضا لك أن ترفض!!
بعض الألوان أحمر مصفر أو أخضر مزرق!! أما هو فكان مفرح متخوف!! وبتمتمة غير المتأكد من نتيجة الاختيار والاختبار وافق على مضض أو هكذا يقول!!
ومرت الأيام!! ودارت الأيام مابين بعاد وخصام وبقدرة قادر تغير الحال! تمتمته أصبحت صراخا سمع في الداخل والخارج!! زملاؤه يتأففون!! وموظفوه يولولون!! ورؤساؤه من الفوضى يتشرهون!!!
تشبث بالمكان حتى أصبح صومعته الخاصة وصار الكرسي رغم بساطته بساط الريح!!
يُرثى لحاله المسكين!! أصدقاؤه كثر وكانوا يحبونه,, ويرغبون في توجيهه لكنه في الحقيقة لم يعد يعني اي شيء لأي أحد، وهو لن يستمع على كل حال، فصرير عجلات الكرسي غطى على كل الأصوات!! فما عاد الأصدقاء بالنسبة له سوى صدى للريح في بقايا أطلال! بعد ان جعل منهم كباري للعبور الى الضفة الأخرى.
كان بإمكانه المشي بخطوات واثقة فالطريق المستقيم اقصر من الصعود على ذلك الكبري المرتفع المكلف الذي يستدعي المرور به دفع ما يسمى في الدول الأجنبية بالتور ,, الفرق أنهم هناك يدفعون مبالغ مالية تصرف على صيانة الكباري وما شابه,, بالاضافة إلى أن هذه الرسوم مهما ارتفعت يمكن تعويضها، اما ذلك الكبري الذي لم يكن مجبرا على استخدامه فثمن العبور شيئاً من مبادئه وكثير من مثالياته وبجمركة بعض من أخلاقه!! فهل يمكن له تعويض ذلك؟ هل يمكن؟؟ لا أعلم!! بل لعلي ولعلكم!!
بدأت أحرفي تتراقص وتتراقص وتتراقص على مساحة العمود وكأنها على سطح صفيح ساخن! وتجمعت أمامي مكونة عبارة قرأتها فإذا هي (اللي على رأسه بطحا يحسس عليها!!).
|
|
|