وسميات قلق الآباء راشد الحمدان |
كم لديك من الأبناء والبنات,, إذا كانوا عدد أصابع اليد أو أكثر من ذلك أو أقل، فإن المهمة بالنسبة إليك غالباً ماتكون صعبة، لأن مسألة التوجيه والتربية تتطلب منك جهداً كبيراً وصبراً وجلداً,, خصوصا في هذا العصر الذي اتسعت كواه,, وتعددت منافذ الشر فيه, وأصبح طميه أكثر من مائه,, لكل واحد من هؤلاء نظرة وتفكير ورؤى لذلك وجب أن يكون لدى الوالدين مقدرة على ايجاد الزوايا المختلفة والاطلال منها إلى أولادهم ومعرفة ميولاتهم وتفكيرهم الذي يكون شخصياتهم ويقودهم في مسار حياتهم.
وقد لاينجح الوالد أو الوالدة المتعلمين بقدر ماينجح أنصاف المتعلمين أو الذين لم يتعلموا ولكن من لديه عقل راجح ونظرة ثاقبة، فإن في أنصاف المتعلمين ومن لم يتعلم أصلاً، فيهم من يتمتع بذلك العقل الراجح وتلك النظرة الثاقبة خصوصاً أصحاب التجربة والمراس , إن مصادمة الأولاد وفرض السيطرة الأبوية عليهم قد يكون تأثيره مؤقتاً، لكنه بصداه العنيف يكسب الابن تفكيراً مختلطاً غير متوازن ويقوده بعد حين الى التمرد والخروج على قوانين واخلاقيات الأسرة وهذا محسوس ومشاهد لذا وجب التوازن في التعامل والنظر الى توجيه الأبناء من زوايا مختلفة كل حسب تصرفاته ورغباته، خصوصا إذا علمنا أن بعض تصرفات الأبناء وقتية إذ هي بمثابة نزق طفولي تقليدي فإذا وجد التوجيه المناسب والمطابق تلاشى وحل محله تصرف آخر وهذا متأصل في النفس الإنسانية المتوازنة لأن من طبيعة هذه النفوس حب التجارب وتغيير التصرف وتقليد الآخرين ومجتمعنا أمام هذا الانفتاح العريض تلاطمت فيه امواج عاتية, وهبت عليه رياح متلونة, والشباب أمام هذا وذاك في دوامة فكرية، إذ غالباً مايكون ركوب الموجة إنما هو نوع من المغامرات المحببة إلى النفس البشرية, ومازلنا نتذكر في أيام شبابنا كيف كنا نمارس هوايات خطرة, ونذهب مذاهب متعددة، رغم ضآلة ما نحس به وما يحوطنا في مجتمعنا الصغير المغلق من منبهات ومشهيات, ولذاذات, لكن في هذا الزمان الإلكتروني أصبح كل شيء مخيفاً وخطراً، ولذلك نجد أن الآباء يكونون أكثر قلقاً على أولادهم , لكن المراقبة والتوجيه الحسن ومحاولة اختيار الزوايا التي ينطلق منها النور لتوجيه هؤلاء الأبناء يساعد ذلك كله في اختصار كثير من المشاكل والمآسي.
ولاشك أن هناك عددا من الشباب يقدمون على مايخاف منه بدون حذر ولاروية, وهذا هو الخطر الذي يقلق كثيراً من الآباء, لكن يظل عدد كبير من شبابانا يدركون بجزء كبير يقظ من عقولهم نوعية المخاطر التي تعترضهم فيحاولون الوقوف عند حد معين من المغامرات والتصرفات التي لا تحمد عقباها.
|
|
|