خذل لاعبو الهلال جماهيرهم يوم أمس وجماهير الكرة السعودية قاطبة بعد ان رسبوا جميعاً في اجتياز واحد من أسهل وأبسط الاختبارات الكروية, وكان الرسوب بامتياز للاعبي الخطوط الأمامية الذين تسابقوا في اهدار كل الفرص وقتل كل أمل ممكن ان ينفذ منه فريقهم نحو كأس بطولة مجلس التعاون.
لم يكن التعادل السلبي يوم أمس أمام الاتحاد القطري هو الذي تسبب في خسارة الهلال لبطولة مجلس التعاون السابعة عشرة فقد خسر الهلال البطولة منذ رفض حسم المواجهة التي جمعته بمنافسه على الكأس فريق القادسية الكويتي الذي كان يومها منكمشاً في معلبه متكتلاً أمام مرماه خائفاً من اسم كبير اسمه الهلال, وكان من خيبة الهلاليين ان ذلك الفريق الذي ارتعدت فرائصه مرعوباً من اسمهم هو الذي فاز بكأس البطولة, فأي خذلان فعله لاعبو الهلال بجماهيرهم!
والغريب ان الذي قاد الهلال للمنافسة والصدارة منذ بدء البطولة عبدالله الجمعان كان موقوفاً طيلة الأشهر الستة الماضية وبعد خروجه مصاباً مع بدء الشوط الثاني لمباراة فريقه أمام القادسية الكويتي صام الفريق الهلالي عن التسجيل وعجز هجومه بقيادة سامي الجابر ونواف التمياط عن استثمار أي من فرص التسجيل التي كانت تنهمر امامهم كالمطر خلال آخر مباراتيه في البطولة بما في ذلك ضربة الجزاء التاريخية أمام الاتحاد القطري.
واذا كانت الخسارة مسؤولية جماعية فان الاخفاق الخليجي يتحمله ثلاثة لاعبين بصفة مباشرة لسوء تعرفهم بالكرات داخل الملعب وبالأخص حول منطقة الجزاء في مباراتي الحسم أمام القادسية الكويتي والاتحاد القطري وهم سامي الجابر ونواف التمياط ومحمد لطف.
فسامي كانت شجاعته التهديفية تظهر من خلال تسديداته من خارج منطقة الجزاء اما داخل المنطقة وقرب المرمى فيفتقد تلك الشجاعة ويحاول التخلص من الكرة بالبحث عن أي زميل آخر يمرر له الكرة حتى لو كان في موقع لا يؤهله للتسجيل.
اما نواف التمياط فيبدو ان هناك مخططاً للقضاء عليه من قبل القائمين على جائزة افضل لاعب في المباراة حيث منحوه الافضلية في ثلاث مباريات متتالية فاستطاعوا تحييده فنياً عندما ادخلوا في نفسه شعوراً مخادعاً بأنه يقدم افضل المستويات فغاب تماماً خلال مباراتي الحسم,اما ثالث الأثافي الهلالية في البطولة محمد لطف فعكه الكروي على الجهة اليسرى هو الثمن الذي ظل الهلال يدفعه منذ أكثر من موسمين بعد غياب الظهير الايسر الأصيل خالد الرشيد شفاه الله فلا تغطية دفاعية جيدة ولا مبادرات هجومية مفيدة, فكان لطف يقضي على كل الكرات الهلالية بألعاب بدائية فتعطلت جبهة الهلال اليسرى وأصابها لطف بالشلل التام.
ورغم ان اللاعبين كانوا قادرين بقليل من المهارة الفنية وكثير من الجدية والحماس والشجاعة ان يحققوا لقب البطولة إلا ان ذلك لايعفي ابداً الجانب الاداري من مسؤولية فحاجة الفريق الى مدافع ولاعب وسط ايسر كانت قائمة منذ أكثر من موسمين وظلت الادارة تماطل بسلبية غريبة في تلبية هذه الحاجة كما ان حاجة الفريق ايضاً الى رأس حربة تقليدي مواطن كانت ماثلة منذ لايقل عن سبع سنوات ولان على قدر اهل العزم تأتي العزائم فقد عمدت الادارة على حل مشكلة الهداف بضم مهاجم العيون بسام الهلال الذي لم يلعب منذ حضوره قبل سبعة اشهر سوى خمس دقائق فقط.
أما ثالثة المسؤوليات الادارية فكان التأخير في تغيير الجهاز التدريبي حتى اقتربت بطولة مجلس التعاون رغم وضوح فشل الجهاز الفني السابق بقيادة مدرب البنادول لوري, فكانت البطولة بمثابة تعارف بين المدرب الجديد يوردانيسكو واللاعبين.
لقد احبط الهلال جماهيره الغفيرة التي تكبدت مشقة السفر الى الكويت لمساندته او التي ظلت قلوبها معلقة معه تتابع خلف شاشة التلفزيون فقد كانت البطولة من اسهل البطولات التي يمكن ان يكسبها فهل بعد ان فرط فيها وخذل جماهيره يمكن له ان يحقق ماهو أصعب وأقوى؟!
فهل اصبح في صدور الجماهير الهلالية بعد ذلك الخذلان أي متسع من قبول لأي وعد بالتعويض يمكن ان يطلقه لاعبو الصدمة واداراتهم؟!
عبدالعزيز الهدلق