حزمة ضوء دعوة للكتابة خالد الطويل |
** أحمل أقلامي وألهث هنا وهناك لأعود وأكتشف أنني لازلت ألهث بين بطينين لقلب واحد، جميل أن تلهث ثم لا تشعر بالتعب عندما يكون لهاثك هو ملامسة لداخلك ثم طرحه ليقرأه من هو في الخارج.
بدأت الكتابة كحمى صغيرة اجتاحتني ثم اكتشفت أن هذه الحمى تحولت إلى فيروس ليس منه فكاك ظل يلاحقني كظلي، الكتابة هي أيضاً فيروس صغير يشبه فيروسات كثيرة منتشرة مثل فيروس الحب أو فيروس الكراهية أو فيروس الكمبيوتر أو فيروسات الخشونة الكروية، ورغم أن الفيروس الكتابي يثقل نخاعي ويجتاح مفاصلي إلا أنني أجد نفسي أحياناً في استراحة يعمل فيها الفيروس بداخلي دون أن يكون هناك رجع صدى على الورق عندها أصل إلى حالة أتنفس فيها بعمق ورفاهية بعيداً عن الكتابة وفيروسها المدمر.
** أكتب في الصحافة الرياضية، والصحافة الرياضية يقرأها الشباب بكثرة، إذاً الكتابة هي للشباب من منظور أوسع، وهو ما يثير سؤالا صعبا اظل اطرحه دائماً هو:
لماذا لا نكتب للشباب ضمن مفهوم أكبر يلاحق عوالمهم الخاصة ويدخل غرفهم المغلقة محاولاً ملامسة اهتماماتهم وآمالهم وتطلعاتهم بلغة جديدة تلامس وجدانهم في عصر فضائي رهيب يظل يلفظ كل شيء وسط قرية كونية صغيرة أصبحت تعمل عن طريق الكمبيوتر والإلكترونيات؟؟؟؟، سؤالي السابق له بقية لا أجد لها إجابة: هل نستطيع مخاطبة الشباب بعيداً عن يوسف الثنيان وفهد الهريفي وبعيداً عن احتمالات فوز الأهلي ببطولة الدوري أو فوز التعاون على الرائد؟؟؟.
الصحافة الرياضية في المملكة نجحت لاشك في خلق تجربتها على مدى السنين الماضية بحيث احتلت مساحات كبيرة من اهتمامات القراء والمعلنين ورؤساء التحرير، وهذا النجاح لايعني الوصول إلى الأمثل بل هو خطوة يجب أن تكون في سياقه من أجل إعطاء الصفحات الرياضية عمقاً شبابياً أكبر نكاد لانراه، عمقاً يتعامل مع الشباب بعيداً عن الكرة بجميع أسمائها ويكون قريباً منهم بمختلف اهتماماتهم، لا اقول هنا اننا لا نحتاج إلى الطرح الكروي أو الرياضي بصفة عامة فهو مهم ومطلوب ولكننا نحتاج أيضاً إلى عمق أكبر يرافقه يهتم بالشباب بكافة فئاتهم السنيّة فالرياضة والشباب إسمان يصعب فصلهما، الطرح يجب أيضاً أن يكون رياضيا بعد أن اصبح كرويا وهو الأمر الذي يجب أن يدعو الصحافة الرياضية إلى طرح اعمق حول قضايا كثيرة مثل التطوع والاحتراف في المجالين الفني والإداري بالأندية السعودية، ومثل ضرورة تدعيم النشاطات الرياضية بعيداً عن محيط النادي إلى محيط أكبر كالمدرسة أو الحارة، هناك أيضاً قضايا مهمة يجب طرحها مثل العناية باللاعبين في مختلف الألعاب، وتنمية العمل الاستثماري كداعم للموارد المالية في الأندية، بل إن الطرح يجب أن يشمل قضايا متعددة مثل تطوير الإطار التنظيمي الذي من خلاله تمارس الأندية والاتحادات دورها، وكيفية تنمية وتدعيم الكوادر التي تشرف على العمل الإداري في الأندية والاتحادات، ناهيك عن قضايا أصغر ولكن لها أهميتها مثل تنمية مهارات العاملين في الصحافة الرياضية.
** أعود للكتابة في ملحق الجزيرة الرياضي في هذه السنة التي تحتفل فيها المملكة العربية السعودية بكأس غالية تحمل اسم البطل المؤسس المغفور له إن شاء الله الملك عبدالعزيز، وأنا لا أدري ماالذي جمع بين الرياض العاصمة وبين الجزيرة الصحفية، هل هي الأصالة والعراقة ؟؟؟، أو المكان والزمان؟؟؟، أم جميعها معاً؟؟؟؟، اعود إلى الجزيرة وأحمل اقلامي واكتب.
|
|
|