Tuesday 1st February, 2000 G No. 9987جريدة الجزيرة الثلاثاء 25 ,شوال 1420 العدد 9987



للفضول وجه آخر,,!؟
علي بن سعد الزامل *

بمجرد أن يرد على أسماعنا أن فلانا موظف فضولي يتبادر الى الذهن انه يتدخل فيما لا شأن له به! أو ذاك الذي يجوب ردهات الادارة وأقسامها طمعا في سماع خبر جديد! مهما كانت أهمية هذا الخبر أو مصداقيته ليصنع منه أو قل ليخرجه بصورة سيناريو يبثه لجميع موظفي الادارة ولا غرابة فتلك متعته وأي متعة!؟ قصر الكلام دعونا نغادر هذا الحيز وننتقل للوجه الآخر للفضول ألا وهو الفضول الصحي المفيد؟! قد يتساءل البعض ما هي أهم ملامح هذا الفضول وكيف يمكن التفرقة بينه وبين سابقه السلبي ؟ والجواب ان من ابرز ملامح هذا الفضول الصحي هو الطموح المتصاعد فهو الموظف يتوسل أي معلومة أو فكرة جديدة هنا أو هناك يمكن ان تضاف لرصيده المعلوماتي بمعنى أنه يستثمر وقته وجهده في كل ما من شأنه ان يشبع طموحه الفكري والوظيفي معا بعيدا عن الانشغال بالأحاديث الكروية وبرامج الفضائيات الى آخر القائمة؟! ومن دون تفصيل ممل أو اختصار مخل يمكن القول ان هدف هذا الموظف وغايته هو الارتقاء والتطوير لذاته وللادارة التي يعمل بها أو هكذا يجب أن تكون الغاية!؟ واعتقد جازما ان الفرق بدا واضحا جليا بين وجهي الفضول ولكن لا يجب ان يغيب عن الذهن ان الفضول الصحي يخضع لجملة من الشروط لكي يستحق ان تطلق عليه تلك الصفة وبالامكان ايجازها بالآتي:
1 يجب على الموظف بادىء ذي بدء ان ينجز عمله على أكمل وجه دونما تقصير أو تأجيل ولا بأس تاليا من الاستئناس بمعلومة أو خبرة جديدة بمعنى الا تأتي الاستزادة في المعلومات على حساب واجب العمل مهما كانت المبررات.
2 يشترط في المعلومات والخبرات المراد اكتسابها ان تكون ذات صلة بمهام العمل ولا تخرج عن دائرته بغية تطويره واثرائه وخلاف ذلك تصبح الفائدة أحادية الجانب للموظف ؟! وهذا يتنافى مع الغاية الأساسية وهي تحقيق الارتقاء للموظف وعمله في آن.
3 يجب على الموظف عند الاستعلام عن أمر أو أخذ معلومة ان يستأذن من مصدرها زملاء العمل فمن غير الجائز ولا من المنطق ان تؤخذ دون علم أصحابها! فذلك لا ريب يتنافى وأبسط أبجديات منظومة العمل.
4 تجنب الحاق الضرر أو الحرج لزملاء العمل لمجرد الرغبة في تعلم خبرة أو مهارة! واذا كان ثمة بد فليكن في أوقات فراغهم وعن طيب خاطر والجدير بالذكر هنا ان من أهم مقومات الطموح أو الفضول الصحي اذا جازت لي هذه التسمية! هو التحلي بحسن الخلق واستقامة التفكير بوصفها بطاقة الدخول لعوالم المعرفة من أوسع ابوابها وبالطبع قبل هذا وبعده الرغبة في التعلم ويبقى السؤال ما هي الفائدة المباشرة من هذه النوعية من الموظفين؟ يكفي ان نقول ان هذا الموظف يسد عجز الادارة ولا عجب فهو من خلال تعلمه واحتكاكه بالأقسام الأخرى اكسبه خبرات في أغلب الأعمال اذا لم نقل جميعها ويبرز ذلك في حال تغيب موظف أو أكثر فيكون هو البديل الأمثل وهذا أقل القليل بالنسبة لحجم الخدمات التي يمكن ان يقدمها مثل هؤلاء الموظفين والتي يصعب ذكرها في هذه العجالة من هنا لابد من الاشارة بدور المدير في اكتشاف هذه الصفوة الطموحة من الموظفين والأخذ بأيديهم وتذليل كل ما قد يواجههم من مصاعب عوضا عن توفير كل ما من شأنه اشباع فضولهم.
وختاما نقول هانحن قد دخلنا عام 2000 بكل ما يحمله من تحديات وحمى التسابق المعلوماتي فما احوجنا لهؤلاء الموظفين لمواكبة هذا العصر لخدمة وطنهم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا.
* أمانة مدينة الرياض

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved