Tuesday 1st February, 2000 G No. 9987جريدة الجزيرة الثلاثاء 25 ,شوال 1420 العدد 9987



لا تكن ثانياً!!
سعد عيسى العقيل *

الادارات العامة بالأجهزة الحكومية وفروعها عادة ما يشتمل هيكلها الاداري على مدير عام ومساعد أو نائب والأول يقال له الأول بالادارة والثاني يقال له الثاني حسب التسلسل الاداري.
يقوم الثاني بأعمال الأول في حالة غيابه لأي سبب بجانب الأعمال التي يقوم بها وفق التنظيم الاداري داخل الادارة.
بعض مديري العموم يختارون الشخص الثاني بحيث يناسب تطلعاتهم من بين موظفي الادارة إما الأفضل المتمكن من العمل أو الأضعف.
في هذه الحالة يتوقف الاختيار على طبيعة أسلوب المدير واتجاهه ان كان جادا أو مخلصا فسوف يختار الأصلح المشهود له من الغير بحسن الأداء والنزاهة في العمل وان كان عكس ذلك لا يريد لغيره النجاح والتدرج الوظيفي فسوف يختار الاضعف من بين الموظفين حتى لا يبرز تفوقاً أو نجاحاً يكشف سلفه عندما يكلف بالقيام بالعمل لصاحب الصلاحية ومن ثم يعاد النظر في ترتيب الوضع وهذا مالا يريده.
والمدير الناجح الذي لا ينسب الأعمال لنفسه وانما يعدل في قوله وعمله ويشيد بالمخلصين ولاسيما ساعده الأيمن يزيد من مكانته واحترامه وتقديره, في عالم اليوم الذي اصبح فيه الجميع على وعي وادراك صغير الموظفين وكبيرهم وحتى المراجع اصبح يقيم الموظف من خلال تعامله.
والثاني في الادارة عندما يرأسه مدير غير موفق لا يحب الخير لغيره يواجه موقفا صعبا عندما يكلف بالعمل خلفا لرئيسه فإن وفق بالانجاز وسلامة الاجراء أو لسمعته الطيبة فقد يراها الأول المدير سهاماً ضده وكشف مجهول كان عليه ستره.
وخلاف ذلك قد يتخذها الأول ضد الثاني من حيث العجز وعدم القدرة على القيام بما كلف به من أجل الظهور بأنه الأوحد في الادارة ويكون الثاني في موقف لا يحسد عليه إما رضا رئيسه أو ارضاء الآخرين وما تمليه المصلحة العامة فهو خاسر في احدى الحالتين إما منصبه وهو الأرخص في نظر المخلصين أو ما عند الله للمخلصين فأيهما يختار.
لا أحد يختلف ان ما عند الله خير وأبقى.
أما المدير الناجح الواثق من نفسه فالانجاز الذي يتحقق في غيابه ما هو إلا امتداد لجهوده وزملائه ويحقق مصلحة عامة هي الهدف الذي تنشده الادارة ويعطي الثاني ثقة تدفعه الى الابداع وتعطي زملاءه دعما معنويا لوجود قدوة حسنة على رأس الادارة.
قيل ان أحد المديرين في احدى الادارات منح اجازة عادية وارد ان يكبل الادارة بقيود وكذلك موظفيها, واعد بيانات لجميع الأعمال التي تتطلب الانجاز وعدم التأخير وابلغ الثاني بأن ما ذكر لا يجوز البت فيه حتى عودتي.
فاصبح الثاني مجرد مستخدم يفتح مكتبه في الصباح ويغلقه في المساء وعمله الرد على المراجعين بأن عودة المدير العام بعد,.
ولكن لا يصح إلا الصحيح حيث وجه الثاني بممارسة كامل الصلاحيات بدون استثناء وعمل وأنجز ووفق وحقق ما عجز عنه مديره واصبحت العلاقة بينهما غير مناسبة للعمل والبقاء للاصلح ولو بعد حين.
هذه صور تتكرر للأسف في بعض الادارات فهل من منصف للمخلصين وهل نتجرد من العواطف عند التقييم ويظل البقاء للأصلح ولو بعد حين ولو تذكر هذا المدير كم شخصاً شغل هذه الوظيفة.
ثم تركها لغيره لتأكد لديه ان الاستمرار متعذر وتبقى الذكرى الطيبة والتعامل الحسن.
*مدير شؤون المعلمات بالرئاسة العامة لتعليم البنات

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved