Tuesday 1st February, 2000 G No. 9987جريدة الجزيرة الثلاثاء 25 ,شوال 1420 العدد 9987



من المحرر
غياب المعلمات!!
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

* اطلعت مؤخرا على التقرير الذي أصدرته الرئاسة العامة لتعليم البنات عن الاجازات والغياب للمعلمات السعوديات خلال العام الدراسي 1417/1418ه وقبل ان أبدأ بالتعليق أورد أبرز ما ورد فيه:
* بلغ اجمالي فاقد الأيام 2,632,005 يوم للمراحل الثلاثة ابتدائي، متوسط، وثانوي حيث جاءت اجازة الأمومة في مقدمة الاجازات بنسبة 40% يليها الاجازة المرضية بنسبة 24% ثم الاجازة الاضطرارية بنسبة 12,7% ثم الاجازة الاستثنائية بنسبة 9,3% وبلغ الغياب بدون عذر نسبة 7% واجازة مرافقة الزوج بنسبة 3,1% ثم مرافقة مريض بنسبة 2,4% في حين بلغت اجازة عدة الوفاة 1,4% .
وقد دار بيني وبين أحد المختصين في الرئاسة حديث حول هذه النسبة الكبيرة والكبيرة جدا على حد رأي المختص وان هذه النسبة تعتبر عالية جدا وتشكل فراغا كبيرا في العملية التربوية وتؤدي الى ارباك المدارس وتضع المديرات في حرج ورغم انني اختلف عما ذكره ذلك المختص بنسبة كبيرة وكبيرة جدا ايضا فإنني أود ان أذكر اسباب ومسببات هذا الغياب التي أراها طبيعية الى حد كبير لأسباب عديدة منها:
* ان اجازة الأمومة جاءت في مقدمة الاجازات بنسبة 40% فهل يعقل ان تلد المعلمة وتأتي الى المدرسة، أليست اجازة الأمومة حقا للمعلمة فكثير من دول العالم تعطي المعلمة اضعاف هذه الاجازة للاهتمام بوليدها!!
* الاجازة المرضية جاءت في المرتبة الثانية بنسبة 24% والمرأة بطبيعتها معرضة للتعب والمرض نظرا لأنها تتولى مسؤولية الأبناء والمنزل والزوج اضافة الى نفسها وأمورها!.
لقد جاءت اجازة مرافقة الزوج بنسبة 3,1% فهل يعقل ألا ترافق المرأة زوجها، واجازة مرافقة المريض، فمن للطفل غير أمه أو أفضل من أمه يمكن ان يرافقه؟!
وجاءت اجازة عدة الوفاة بنسبة 1,4% فهل يعقل ان تكون المرأة في الحداد وتباشر عملها؟!
أما الاجازة الاضطرارية والتي جاءت بنسبة 12,7% فهي كثيرا ما تلجأ لها المعلمات في حالة تعرضهن الى ظروف طارئة وأكثر هذه الظروف هي الأبناء والزوج والمرض !! أي أنها تلجأ لطلب هذه الاجازة أحيانا عند تعرضها للمرض، خاصة وان الخطوات التي تمر بها اي موظفة عندما تمرض تجعلها ألف مرة تفكر في البقاء في المنزل والغياب دون المرور بالاجراءات الطويلة والطويلة جدا حيث يشترط على المعلمة ان تذهب عندما تشعر بالمرض الى ماراثون طويل يبدأ من المدرسة لأخذ تحويل الى الوحدة الصحية المدرسية التي لا يعرف موقعها 70% من المعلمات ومن ثم الكشف عليها هناك وإعطاؤها وصفة طبية فقط لتذهب بها الى صيدلية خاصة لتشتري الدواء من حسابها الخاص!!.
* ان المعلمة يا سادة تضطر للغياب اذا مرض ابنها وتضطر للغياب اذا مرض زوجها وتضطر للغياب احيانا اذا مرضت والدتها أو والدها ولم يكن لديهم من يرعاهم، وتضطر للغياب اذا مرضت هي نفسها، وتضطر للغياب عندما يغيب زوجها أو ولي أمرها الذي يقوم بايصالها للمدرسة.
يجب عندما نتحدث عن ظروف المرأة العاملة، وخاصة في مجال التعليم هذا المجال الهام الذي يبقى فيه المعلم أو المعلمة واقفا لالقاء الدرس فكيف بمعلمة تقف لتشرح وهي حامل وكيف بمعلمة تقف لتشرح وهي تعرف بأن لها ابناً مريضاً في المنزل يعاني المرض أو أماً أو أباً أو زوجاً؟! هناك العديد من الظروف التي تمر بالمرأة وتدفعها أحيانا الى الغياب رغما عنها.
ولكن هل يقدر الآخرون ذلك؟!!.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved