Tuesday 1st February, 2000 G No. 9987جريدة الجزيرة الثلاثاء 25 ,شوال 1420 العدد 9987



الفقيد الكبير

كعادتي في أيام الشتاء اكون في جدة وعند أذان ظهر يوم الخميس الموافق 20/10/1420ه اتصل بي هاتفيا أحد أبنائي من الرياض وأخبرني بوفاة صديق حياتي كلها في مدينة الرياض الاخ الشيخ حمد بن عبدالله بن عبيكان آل عمران المستشار بالمكتب الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض وانه سيصلى عليه بعد ظهر هذا اليوم الخميس بجامع الملك خالد رحمه الله بأول طريق الدرعية وأن سماحة المفتي شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ سيؤم المصلين لصلاة الظهر ثم الصلاة على الميت حمد بن عبيكان رحمه الله بمشاركة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الامير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وجميع منسوبي إمارة منطقة الرياض الصلاة عليه وقد تم هذا كله بوقته ونقل جثمان المتوفى حمد بن عبيكان الى مقبرة الدرعية ودفن فيها وحضره خلق كثير فنرجو لفقيدنا حمد الرحمة والرضوان وأن يسكنه فسيح جناته ويخلفه على أولاده وعائلته بصلاحهم وتوفيقهم واستقامتهم, وأتوجه بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض لما يتصف به من الوفاء واللطف ومكارم الأخلاق التي يباشر بها هذه الواجبات بنفسه ومنها حضور سموه في منزل حمد بن عبيكان وتقديمه التعازي لأولاده وعائلته مما خفف عليهم مصابهم في والدهم رحمه الله.
وقد أسفت أسفاً شديداً أنني لم أكن في الرياض وقت وفاة صديقي وجاري حمد منذ أن كنت وإياه طفلين وأنا وهو متقاربان في السن وان كنت أكبر منه بثلاث سنوات والشاعر يقول:

من لم يمت يومه سيموت
في غده فدنيانا كظل زائلِ
وقد أستحسنت أن أختم مقالي هذا بأبيات قليلة للشاعر الكبير محمد بن عثيمين في رثاء صديقه وابن وطنه عبدالله بن احمد العجيري المتوفى 1352ه الذي كان يتلو قصائده على الملك عبدالعزيز في الحضر والسفر فقال:

هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركبُ
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة
عليه مضى طفل وكهل وأشيبُ
ولكن على الران القلوب كأننا
بما قد علمناه يقينا نكذبُ
ونسعى لجمع المال حلا ومأثما
وبالرغم يحويه البعيد وأقربُ
نحاسب عنه داخلا ثم خارجا
وفيم صرفناه ومن أين يكسبُ
ويسعد فيه وارث متعفف
تقي ويشقى فيه آخر يلعبُ
نؤمل آمالا ونرجو نتاجها
وعلّ الردى مما نرجيه أقربُ
ونبني القصور المشمخرات في الهوى
وفي علمنا اننا نموتُ وتخربُ
الى الله نشكو قسوة في قلوبنا
وفي كل يوم واعظ الموت يندبُ
أخ أو حميم أو تقىٍ مهذبٍ
يواصل في نصح العباد ويدأبُ
نهيل عليه الترب حتى كأنه
عدو وفي الأحشاء نار تلهبُ
ولكن إذا تم المدى نفذ القضا
وما لامرىء عما قضى الله مهربُ
أخ كان لي نعم المعين على التقى
به تنجلي عني الهمومُ وتذهبُ
على ذا مضى عمري كذاك وعمره
صفيين لا نجفو ولا نتعتبُ
وما الحال الا مثل ما قال من مضى
وبالجملة الأمثل للناس تضربُ
لكل اجتماعٍ من خليلين فرقة
ولو بينهم قد طاب عيش ومشربُ
وكم قائل واحسرتا ليت أننا
نرد الى الدنيا ننيبُ ونرهبُ
فما نحن في دار المنى غير اننا
شغفنا بدنيا تضمحل وتذهبُ
فحثوا مطايا الارتحال وشمّروا
الى الله والدار التي ليس تخربُ
سعد بن عبدالعزيز الرويشد

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved