هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركبُ
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة
عليه مضى طفل وكهل وأشيبُ
ولكن على الران القلوب كأننا
بما قد علمناه يقينا نكذبُ
ونسعى لجمع المال حلا ومأثما
وبالرغم يحويه البعيد وأقربُ
نحاسب عنه داخلا ثم خارجا
وفيم صرفناه ومن أين يكسبُ
ويسعد فيه وارث متعفف
تقي ويشقى فيه آخر يلعبُ
نؤمل آمالا ونرجو نتاجها
وعلّ الردى مما نرجيه أقربُ
ونبني القصور المشمخرات في الهوى
وفي علمنا اننا نموتُ وتخربُ
الى الله نشكو قسوة في قلوبنا
وفي كل يوم واعظ الموت يندبُ
أخ أو حميم أو تقىٍ مهذبٍ
يواصل في نصح العباد ويدأبُ
نهيل عليه الترب حتى كأنه
عدو وفي الأحشاء نار تلهبُ
ولكن إذا تم المدى نفذ القضا
وما لامرىء عما قضى الله مهربُ
أخ كان لي نعم المعين على التقى
به تنجلي عني الهمومُ وتذهبُ
على ذا مضى عمري كذاك وعمره
صفيين لا نجفو ولا نتعتبُ
وما الحال الا مثل ما قال من مضى
وبالجملة الأمثل للناس تضربُ
لكل اجتماعٍ من خليلين فرقة
ولو بينهم قد طاب عيش ومشربُ
وكم قائل واحسرتا ليت أننا
نرد الى الدنيا ننيبُ ونرهبُ
فما نحن في دار المنى غير اننا
شغفنا بدنيا تضمحل وتذهبُ
فحثوا مطايا الارتحال وشمّروا
الى الله والدار التي ليس تخربُ