Tuesday 1st February, 2000 G No. 9987جريدة الجزيرة الثلاثاء 25 ,شوال 1420 العدد 9987



بيننا كلمة
باسمة والعاصمة,, والعولمة ,, ؟

باسمة من إذاعتنا بالرياض تواصل حوارها عبر الهاتف حول حدث اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000,, سألتني: هل ترين فيها جدوى لإبعاد شبح العولمة باختيار عاصمة للثقافة العربية؟,
استوقفني أن تربط العولمة، وهي مسار توجه على نطاق تفاعل عالمي اقتصادي التركيز واجتماعي النتائج والتخوفات، بحدث احتفاء محلي يتمحور حول الثقافة العربية بعيداً عن الاقتصاد.
اعجبتني ياباسمة,, هكذا يأتي التفكير المحلل المتعمق مركزا على التدخلات الأعمق وليس على التساؤلات المظهرية المسطحة لأهمية الأحداث.
حقا البعض يرى في العولمة شبحا مخيفا لأنه لا يستوعب المعنى الأشمل للعولمة, العولمة في جوهرها هي تغيير في أسلوب الحياة يعم العالم كله من حيث سهولة التواصل والتفاعل بين أرجائه المختلفة عبر مؤسسات عالمية نطاق الفعل والتأثير والتأثر.
والعولمة في الحقيقة هي واقع سيأتي برضانا أو بغير رضانا ولا بد من التفاعل معه, وأن نسميها او نراها شبحاً يتهددنا يحمل شيئا من التجاوز، بل التجني، بقدر ما يحمل شعورا بالعجز الذاتي والضعف أمام المتغيرات,, لأن للعولمة جوانب إيجابية مثل ما لها جوانب سلبية, كل هذا العالم سيصبح مع تزايد التقنية والتواصل النافذ محيطا متشابها يقدم الكثير من التسهيلات مثلما يعرضنا لأخطار متشابهة.
ما هي علاقة العولمة بحدث ثقافي على المستوى عربي: مثل اختيار عاصمة للثقافة العربية؟
العلاقة هي أن في هذا الحدث تجاوبا مع التطورات الأشمل ينطلق مبتعداً عن التوجه الانعزالي الحمائي الى تقبل الانتماء الأوسع, الاحتفال بالثقافة والتواصل عربياً يمهد لتقريب وتسهيل التحاور الثقافي والتواصل بانتماءات أوسع إطاراً عالمياً وإنسانيا, وتقبل فكرة الانتماء الى الثقافة العربية هي خطوة في تفهم حقيقة انتمائنا إنسانيا الى ثقافة إنسانية عالمية النطاق خاصة من حيث قدرة التأثير.
إن تمسكنا بخصوصيتنا وخلفيتنا المتفردة وثوابتنا لا يلغي انتماءنا الأشمل، ولا ضرورة الأخذ والعطاء والتفاعل والتخير.
المهم أن الثقافة تقوي المشترك الإنساني وتمحو أيضا الاختلافات البشرية المنشأ التي ترسخ الخوف من الآخر والانعزالية وتدعو إلى الشك في الغير وفي أنفسنا، وتبني دوافع الانفصال,وهكذا فإن الانفتاح على الثقافة خارج انحصار الساحة المحلية هو توجه سليم طالما حافظنا على التوازن بين مكونات الهوية الخصوصية الجوهرية وبين ما نتخيره من معطيات الثقافة العالمية الأوسع إطارا وعطاء.
ما تشير إليه باسمة بإحساس صادق هو عولمة الثقافة ,, ؟ وما أراه يستوجب الفهم هو ثقافة العولمة,, ؟ أي تثقيف المجتمع ليسخّر التوجه العولمي في خدمة نمو ثقافته إيجابيا,, لا التأثير فيها سلبيا فقط,, وهذا نحققه ببناء الفكر الذي يستطيع التمييز والتخير.
غدا نواصل مع مشاركة الإذاعة في الحدث,.
د, ثريا العريّض

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved