Tuesday 1st February, 2000 G No. 9987جريدة الجزيرة الثلاثاء 25 ,شوال 1420 العدد 9987



لما هو آتٍ
مشروع تطوير المقررات الدراسية 1
د, خيرية السقاف

حين توجهت إلى قاعة (أم المؤمنين حفصة) ضمن مبنى كلية التربية للبنات/ الأقسام الأدبية/ بالرئاسة العامة لتعليم البنات، لتلبية دعوة سعادة مدير عام تعليم البنات بمنطقة الرياض الأستاذ القدير محمد بن دخيل الحميضي لحضور اللقاء التربوي الأول الخاص بمناقشة مشروع تطوير المقررات الدراسية، الذي خَصَّ العلوم الشرعية والاقتصاد المنزلي، هذا اللقاء الذي رعاه الدكتور النابه محمد بن راشد العثمان وكيل الرئيس العام المساعد للتطوير التربوي,, ذهبتُ، وكنتُ في صدري تتحدث أماني كثيرة تدافعت إلى ذاكرتي معها تساؤلات حول كل الموضوعات التي اقترحناها، وقدمَّناها مكتوبة ومسموعة، تُرى أتفاجئنا الرئاسة ومسؤولو التطوير فيها بوضعها موضع التنفيذ؟ أو حتى النقاش؟ إذا ما روعي أن مصدريها: الحاجة، والاختصاص؟,,, لكنها تظل في الصدر إذ ربما يحدث، وربما لا يحدث,,, هَدَّأتُ ذلك الحديث في الصدر،,,, إذ كان ثمة ما يقف بديلاً له وهو مشاركة الحضور لمناقشة المشروع، إذ هي خطوة رائدة للرئاسة تحسب ضمن آليات التطوير لها.
ولم يقتصر الحضور على منسوبي ومنسوبات الرئاسة، بل وضع هذا المشروع في نطاق واسع بحيث أتيح فيه الحضور من خارج نطاقها، إلى جانب ممثلات الرئاسة من مختصات وقائمات بالعمل في مجال موضوعات المشروع والقائمات بالإشراف على تنفيذ العملية التعليمية مع زملائهم المشرفين على ذلك مما منحني الثقة في البادرة التي تُسجل على وجه الخصوص لوكالة الرئاسة القائمة بأمر التطوير,,, مهما كانت التصورات أو وُجدت الوقائع.
في قاعة (أم المؤمنين حفصة) كان مولد الأمل والثقة,,, مساء يوم السبت 22/10/1420ه نوقش المشروع الهام والحيوي بشكل مفصل في نقاط، شملت محاوره,,, تلك التي تحقق عنها ما وسمناه في هؤلاء القوم من الوعي التربوي الذي يتجاوز حدود (الموقع) للتجربة، إلى (نطاقاتها المثيلة) على المدى الأوسع من حيث (مضامينها المعرفية)، و(المنفذين أو المنفذات لها) خارج نطاق الموقع الذي هو الرئاسة العامة ومرافقها.
جاء مشروع التطوير يشمل أسساً جذرية انبثقت من السياسة العامة للتعليم، إلى جانب الطبيعة والخصوصية للمواد العلمية من جهة ولمن يخضع للاستفادة منها من جهة أخرى، ولم تغفل الخطة التطويرية النظر إلى الأهداف، ولأن المضامين المعرفية لا يمكن أن تُحقق في شكلها الناجح سواء عند تخطيطها أو وضع محتواها، أو اختيار عناصر تنفيذها، أو حتى اختيار أنماط تقويمها ما لم توافقها الأهداف، وتنبثق هي منها، كما تنبثق الأهداف منها أيضاً في عملية متداخلة/ مُعطية/ فآخذة/ والعكس تماماً، فإن المشروع لم يغفل التعرض للأهداف في بدء وضع محاوره,,, تلك التي شملت بشكل محكم محاور يُمكنني تأطيرها فيما يلي:
- تطوير ما هو قائم,,.
- استحداث ما هو ناقص وتستدعيه الحاجة,,.
- استشراف ما هو طارئ وتستدعيه المتغيرات الحديثة,,.
فمحور تطوير ما هو قائم أشير فيه إلى تحديث بعض الموضوعات، بالإضافة، أو الإلغاء، أو الدمج وإعادة صياغة بعض الكتب,,.
ولعل أهم ما في هذا أمر الكتاب القرين (كتاب المعلمة) الذي لابد أن ينفذ لكافة المقررات قرين الكتاب المخصص لموضوعات كل منهج (الكتاب المقرر),,, روعي في كل ذلك آليات دقيقة إذا ما كانت موضع تنفيذٍ فِعلِيٍ تَحقَّق للمشروع نجاح يهدف إليه الجميع.
وشمل هذا المحور طبيعة المواد العلمية، وتطبيقاتها، ومرحلتها، فيما أشير إلى البرامج المستحدثة ومنها: تشعيب المرحلة الثانوية بحيث تشمل أربعة مسارات: العلوم الشرعية واللغة العربية، والعلوم الطبيعية، والعلوم التطبيقية، والعلوم الادارية والاجتماعية, وقد سبقت إلى هذا الأمر وزارة المعارف، وفيما يبدو أن الهدف من ذلك هو تحديد مسار الدارسين وفق قدراتهم وميولهم، لتحديد مساراتهم الدراسية العليا، ليوافق ذلك متطلبات الحاجة الاجتماعية بحيث تُحَقَّق أهداف خطط التنمية لتزويد القطاعات المختلفة في المجتمع بعناصر بشرية ذات مؤهلات علمية متنوعة تغطي جوانب التطوير العام,,, وهو توجه قد يفيد إذا ما روعي فيه ضوابط التوجه للمسار وفق الفروق الفعلية، من خلال تقنين مدروس لفئات الدارسات بحيث يتحقق من ذلك إشباع رغبات وحفز قدرات وإبراز إمكانات في العناصر البشرية التي تخضع له.
ومما استحدث: استحداث مادة السيرة النبوية في الصف الثاني المتوسط، ومادة الفقه في الصف الثالث الثانوي,,, ونص فيها: أن تكون هذه السيرة العطرة بمثابة المدرسة، وتكون مادة الفقه بما يتناسب مع حاجة الطالبات إلى معرفة الأحكام الخاصة بطبيعة المرأة,,, وهنا أقف لأقدم الشكر مجزولاً بالتقدير حيث إنَّ السادة المربين القائمين على أمر التطوير قد أخذوا بما تناولته كاتبة هذه السطور لأكثر من مرة خلال السنوات الماضية وتأكيداً خلال هذا العام بشأن استحداث مقررين أولهما مقرر عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدارس البنات والبنين، بحيث تكون قدوة ومدرسة يعي ويعرف من خلالها الناشئة كيف يربي رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم والمسلمة ليكوِّنا عناصر الحياة النامية في خير,,, بحيث يعود للأسر المسلمة الأنموذج، وتعود هي إلى ما كانت عليه من خلق وتعامل وحياة المسلمين الصحيحة في منأى عن كل ما أحدثه الزمن فيها بُعداً عن القدوة الصحيحة، وثانيهما كان المقترح الذي يطلب استحداث مقرر للفقه يشمل الأحكام التي تتفق مع طبيعة الحياة والمعاملات اليومية وما يحتاجه المرء من معرفة أساس لكل أساس في حياته أو اعادة صياغة المضمون.
ولئن جاء هذا الأمر محققاً لمقترحاتي في مشروع التطوير في الرئاسة، فإن الأمل أن يستجيب للنداء معالي وزير المعارف كي يتحقق في مشروع التطوير في وزارته.
يبقى ضمن المستجدات مشروع بنك الأسئلة للمراحل المختلفة الذي يهدف إلى تقنين نماذج الأسئلة الجيدة لقياس المعرفة في مستوياتها المختلفة وهو مشروع متميز يجيء مناسباً لوقته.
يتبع في الغد


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved