في الثاني عشر من ربيع الأول عام 1404ه دشن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مطار الملك خالد في مدينة الرياض, ويعتبر مطار الملك خالد من اجمل واكبر المطارات في العالم وتبلغ مساحته 235كيلو مترا مربعا ويقع شمال شرق العاصمة الرياض ويعد محورا رئيسيا لشبكة النقل الجوي في المملكة خاصة والنقل العالمي عامة اذ يخدم قرابة الخمسة عشر مليونا سنويا, وقد جهز المطار بالعديد من المرافق وبأجهزة تحكم ومراقبة وشبكات كمبيوتر ومواقف للسيارات تتسع ل11600 سيارة وخدمات مساندة متطورة وقد تم تصميمه بحيث يمكن توسعته بزيادة صالتين جديدتين بالاضافة للأربع المقامة حاليا,,, لكن اللافت للنظر ان هناك صالة لم تدخل للخدمة إلى الآن وهي تشكل ثلث الطاقة الاستيعابية الحالية رغم الإشارة عند افتتاح المطار إلى انها ستدخل الخدمة ضمن صالات التشغيل لاحقا!.
وهنا لنا وقفة,, فلماذا لم يستفد من تلك الصالة خلال المدة الطويلة الماضية وبقيت مغلقة حتى الآن؟ هل كان التوسع والتخطيط المستقبلي مبالغا فيه؟ وهل يمكن الاستفادة من هذه الصالة الجميلة بدون التأثير سلبا على وظائف المطار الاساسية؟ وقد لانستطيع الإجابة على التساؤلات المتعلقة بالماضي من خلال هذا العامود لذلك نكتفي بطرح بعض الاقتراحات المحتملة لاستغلال هذه الصالة الجميلة والمعطلة تاركاً المجال خصبا ومفتوحا للإثراء لمن لديه تصورات أخرى.
فعندما تقوم بزيارة بعض المطارات الدولية مثل مطار دبي ومطار هيثرو بلندن على سبيل المثال تشاهد النمو المتزايد لما يسمونه الأسواق الحرة أو الاسواق المعفاة من الضرائب وتلاحظ إقبال المسافرين على التسوق من تلك الأسواق على الرغم من ارتفاع أسعار السلع فيها عن مثيلاتها غير المعفاة من الضرائب خارج السوق! إذن ما الذي يمنع تنفيذ مثل هذه الفكرة ونجعل صالة مطار الملك خالد المعطلة تلك سوقاً ونسميها سوق الرياض الحرة ليستفيد منها المسافرون وتخضع لضوابط جمركية معينة ولايمنع أن يكون للمقيمين نصيب في هذه السوق خصوصاً أن الصالة كبيرة جدا وجميع الخدمات متوفرة من مصليات ومطاعم ودورات مياه ومواقف متاحة اصلا,, الخ.
فكرة أخرى شاهدتها من خلال زيارتي للعديد من المعارض الدولية المتخصصة, اذ لاحظت كما لاحظ الآخرون ارتباط تلك المعارض بالمطارات ولو قدر لصالة المطار غير المستخدمة ان تتحول إلى صالة تقام عليها المعارض الدولية الكبرى التي تشارك فيها الشركات العالمية كمعارض أنظمة المعلومات والاتصالات والإنترنت والوسائل التعليمية,, الخ, بدلا من إقامتها على صالة معارض الرياض المتواضعة والتي تفتقر الى الكثير من المقومات الاساسية!, ولو تم تنفيذ هذه الفكرة فعلا فلن تتسبب في خلق إرباك لخدمات المطار لانه يمكن اختيار اوقات مناسبة من السنة لاتسبب اي إرباك لحركة المسافرين ولاتتزامن مع الضغط المعتاد على حركة المطار, ويمكن تنظيم ذلك باختيار جهة مختصة تقوم بتأجير الصالة على احدى الشركات العالمية المختصة لإقامة المعارض وسيكون العائد المادي كبيراً بالنسبة للأسعار العالمية التي يتم الاستئجار بها.
لهذا اتمنى ألا تبقى الصالة معطلة أعواما أخرى لنحافظ على مدخرات الأمة ونفعّل الاستثمار المقام بطريقة لاتتعارض مع المتطلبات على ارض الواقع,, ولو تحولت صالة المطار الى معرض دولي نكون قد دشنا افضل قاعات العرض العالمية التي تساهم الى حد كبير في استقطاب العديد من المستثمرين,, ونقدم لمدينتنا معلما حضاريا في غاية الجاذبية والجمال.
* العضو المنتدب والمدير العام لشركة حاسب