Tuesday 1st February, 2000 G No. 9987جريدة الجزيرة الثلاثاء 25 ,شوال 1420 العدد 9987



القضية تحوي آثاراً وأخطاراً على مستوى الأسرة
تغريد الأزواج خارج السرب

* تحقيق : طلال الطريفي
* المغردون خارج السرب عبارة تحمل العديد من المعاني ولعل قصدنا بها في هذا المقام هو تغريد الازواج خارج سرب الحياة الزوجية، وطرح المشكلة الاجتماعية على ارض الرأي ربما يعطي املاً في التوصل إلى نتيجة مرضية,, ولعل ذلك الالحاح الذي وجدته الاغلبية من العقول التي كرست غالب وقتها في التفكير للتوصل لحل مشكلة يئن منها المجتمع كان دافعا لكي تسمح لحبر عقولها ان يرتسم على مساحة الرأي الواقعي.
ونحن اليوم امام قضية مهمة كثر طرحها الا وهي تلك المشكلة التي يعاني منها مجموعة من ربات البيوت وهي هجرة بعض الأزواج لمنازلهم وتكريس الغالب من اوقاتهم للتنزه مع الاصدقاء بكثرة او تواجدهم المستمر في الاستراحات مع اهمال الكثير من الحقوق الزوجية، وربما ان الازواج من هذه النوعية يتصفون بقلة الوعي المطلوب اي بمعنى ادق اللامبالاة التي تجعل منه اداة صماء عديمة الفائدة حتى في اقل واجباتها ويستغرب البعض من هذه القسوة التي نحكم بها، لكنهم لم يتصوروا قدر المعاناة التي تعانيها بعض الزوجات من بعض التصرفات غير المطلوبة من الازواج.
وفي هذا الصدد التقينا الدكتور زيد بن محمد الرماني عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية حيث علق على الموضوع قائلاً:
المغردون خارج السرب، يا لها من عبارة خلابة في ظاهرها بيد ان حقيقتها تشير الى آثار خطيرة جسيمة فهؤلاء المغردون الازواج القدامى منهم وحديثو الزواج لم يروا في السرب عش الزوجية فرصة للتغريد والترويح والمتعة والسكن النفسي فخرجوا الى جهات اخرى يبحثون عن ذلك ونسوا او تناسوا ما يحدثه هذا التصرف من مشكلات وانعكاسات لا يقتصر مفعولها على فرد بعينه.
والسؤال الملح المهم يدور حول اسباب قضاء الأزواج والاوقات الطويلة بل الايام العديدة خارج بيوتهم سواء في السفر او السهر او السمر؟!.
ويظهر لي أن اسباباً عديدة ومتداخلة ومتشعبة في الوقت نفسه بخصوص هذه القضية ولكن يمكن ابراز اهمها في الامور التالية هي:
الضغوط المادية الاقتصادية والتوتر النفسي والقلق الفكري والبحث عن المتعة والمسامرة والتنزه والانعتاق من المسؤوليات كذلك طلبات الزوجة وإزعاج الاطفال والخواء الروحي والفراغ ايضاً البطالة وعدم العمل اللامبالة والفوضوية.
وهذه ربما تكون بعض الاسباب اذ إن كل حالة على حدة تنشىء اسباباً وتتعرض لاشكال معينة من الضغوط بل ان مبررات عديدة متجددة تظهر تارة وتختفي اخرى وتبقى هذه الأسباب الأبرز.
والتغريد خارج السرب يولد مجموعة عجيبة من الآثار والاخطار فعلى مستوى الزواج فإن هذه الظاهرة تولد لديه حب السهر وعدم الاكتراث بالالتزامات واهمال الشؤون البيئية وتزهده في العمل والبحث عن وسائل لتحسين الدخل وزيادة الثروة وتحببه في البطالة والكسل.
وعلى مستوى الزوجة فانها تفتقد نتيجة لذلك الزوج السكن فتحرم من المودة والمحبة وتعيش قلقاً نفسياً وتوتراً عاطفياً وازمات.
اما على مستوى الأولاد فان تلك الظاهرة تنعكس بآثارها عليهم فلا يرون الاب الا نادراً ومن ثم فلا حنان ولا حوار ولا حركة ايجابية ولا حماس دراسياً اذ لا يتابعهم في أمورهم العلمية الدراسية او الحياتية او صداقاتهم او هواياتهم.
كذلك علىمستوى الأسرة فلا سكن ولا مودة ولا رحمة فتفقد الاسرة الترابط والتشاور والتعاون والمناصحة فتؤول الأمور الى أوضاع سيئة من التفرق والتشرد والاخطار الاجتماعية والمساوىء الاخلاقية، وربما وصل الأمر الى الفراق فالطلاق فالخراب والدمار.
ومما سبق ان قلته يتضح ان اخطار هذه الظاهرة متعددة بل إن آثارها لا تنحصر في مكان ولا تعني فرداً معيناً وهكذا كانت المشكلات اكثر ازعاجاً وخطراً سواء على مستوى الفرد والأسرة او المجتمع او الدولة أو الامة، اذ يوشك ان تعم هذه البلية الغالبية وتسري في المجتمع كالنار في الهشيم فماذا بعد النار اذا وصلت الى حياتنا الخاصة.
ثم إن المجتمع أو الدولة التي تعاني من المساوىء الاخلاقية والمشاكل الاجتماعية والظواهر الاقتصادية السيئة ان ذلك المجتمع عرضة للتدهور والانحلال يقول تعالى: فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم,, فكيف بالقطيعة الرحمية الخاصة، الوشائج الدقيقة التي تربط الزوج بالأولاد بالأسرة بالمجتمع.
أظن اننا في حاجة ماسة إلى خطة شاملة نموذجية تتيح لنا احتواء اسباب ظاهرة التغريد خارج السرب لنتمكن من مواجهة تلك الاسباب والتصدي لتلك الظاهرة وتوفير الجو المناسب لأولئك المغردين ليملأوا أسرابهم تغريداً رائعاً ممتعاً,وعليه فإن خطة من هذا النوع تستلزم حشد الجهود والطاقات بحيث تشمل التوعية الدينية بأهمية الاسرة والترابط بين افرادها ومسؤولية كل فرد ديناً وحقوق وواجبات الزوج والزوجة والاولاد وحث الجميع على الالتزام بها.
كذلك التوعية الاجتماعية بأهمية الترابط الاسري وتكاتف العائلة فيما بينها ومعالجة مشاكلها وأزماتها داخلياً وبشكل ودي وحنون.
والتوعية النفسية بأفضلية السكن النفسي بين الزوج والزوجة وحاجة الأولاد الى المودة والرحمة واهمية توفير الاسباب اللازمة من اجل اسرة مستقرة.
أيضاً التوعية الاقتصادية بأخطار تلك الظاهرة ومثيلاتها على الكيان الاسري والميزانية الاسرية حتى لا تثقل كاهل الزوج المصروفات غير اللازمة مع اهمية توفير وسائل وخلية وقنوات ادخال وتوفير كافية لصالح الاسرة.
وهناك التوعية الاعلامية بتوفير البرامج المناسبة التي تبين خطورة مثل هذه الظهاهرة على كيان المجتمع وتوفير بعض الحصانات الجيدة لمواجهة الغزو الفضائي القائم.
وغير خاف دور مؤسسات المسجد وجماعة الحي والمؤسسات الاجتماعية والمدارس والجامعات وجمعيات البر والهيئات المتخصصة لدعم المجتمع بكافة شرائحه.
وكان للاستاذ طارق العتيبي استاذ التربية وجهة نظر في هذه القضية حيث اعتبر ان الرجل او الزوج يكون مخطئا في غالب الاحيان ولكنه لا يحتمل الخطأ بكامله حيث تشاطره الزوجة جزءاً كبيراً في احداث المشكلة خصوصاً عندما تعمد الى بعض التصرفات التي تجعل الزوج يبحث عن أي شيء يزيل عنه بعض الهموم التي تسببت فيها الزوجة مما يجعله دون قصد يتجه الى التغريد خارج سرب الزوجية وربما ان البداية كانت من الزوجة وانتهت بعناد غير مدروس من الزوج,ومما جعل الغالب من الناس يلقون اللوم على الزوج هو لانه القائد الفعلي والربان الاساسي لسفينة الزوجية مما يتطلب عليه اشياء كثيرة من اهمها المعاملة مع الامور بتروًّ وحكمة.
اما المهندس محمد الفريح فيذكر ان البيئة الاجتماعية التي يعيشها الزوج من اهم الاشياء التي تساهم في عزلة الزوج عن سكنه خصوصاً عندما يكون اصدقاء من الاشخاص الذين يجعلونه تحت المجهر بكل تصرفاته، وذلك بدوره يولد صراعاً دائماً لدى الزوج فيما بين الزوجة والحاحها المستمر والاصدقاء وعبارة النقد التي يتلقاها منهم ومهما كانت هذه النظرة في اعين البعض بأنها غير فاعلة في مثل هذه القضية الا انها من الاشياء الاساسية التي تؤثر على الزوج بجانب ما يلاقيه من مشاكل في عش الزوجية ومن محاولة مستمرة لكسر روتين معتاد وكل ذلك يتحول في النهاية الى قضية لا بد من الوقوف عليها وايجاد الحلول المناسبة لها.
وفي النهاية نستخلص من آراء الأخوة ان مثل هذه القضية ذات اسباب وآثار ومشاكل لا بد من ايجاد حلول نهائية لها لا تتحقق الا من خلال الرجوع الى عدة جهات من اهمها الشريعة الاسلامية التي تحوي اسمى صور الحياة الزوجية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved