يقول شاعرنا العامي:

جيتك وهمي عليه مسرج خيله جرحي الأول يعزي جرحي الثاني

فيرد عليه صنوه الفصيح بالقول:

ونحن أناس لا توسط بيننا لنا القبر دون العالمين أو الصدر

بغض النظر عن ظرفيهما! خلال لحظتيهما! ألا يحق لنا التساؤل عما هو الفارق بين البلاغة والمبالغة؟! بل ماهو النتاج النفسي ومن ثم السلوكي فيما بعد! للتلاعب اللفظي والذي يجسده مبدأ: حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون ان يكذب الله ورسوله؟! ,, اضافة الى نظيره المتمثل بمبدأ: وان من البيان لسحرا ,, وما هو، بالمناسبة، تأثير السحر على المسحور؟! مما يدعو الى التساؤل: هل حقا ان الترشيد يقتصر على ماديات الحياة المحسوسة؟! ماذا عن الترشيد النفسي,, أليست النفس اللوامة هي المسؤولة عن الاقتصاد والاجتماع والسياسة والعسكرية,, والدنيا والآخرة وما هي عوامل دفع! تلك النفس اللوامة؟!, هل هناك من مناهج تربوية في البيت والمدرسة على حد سواء من شأنها الحد من المبالغة في الملبس والمأكل وطرق التفكير الحياتية وذلك عن طريق تقنين اللغة وتهذيبها بل وتبسيطها لتلائم عقد الحياة المعقدة المتعقدة؟! ألا ترون ان العرب حقا أناس لا توسط بينهم! حيث ان تراثهم النفسي مليء بعبارات التطرف النفسية اللغوية! قتلا وحبا وكرما وكرها,, والقائمة تطول وتطول!.
سؤال أخير: كم جنينا، بالمناسبة، من أرتال الفخر التاريخية! والتي تجسدها معلقاتنا التاريخية المليئة دما وزهوا والقاطعة على عدم وسطيتنا نحن الأمة الوسط بل خير أمة أخرجت للناس؟!.