ترانيم صحفية أبناؤنا والمصل النفسي نجلاء أحمد السويل |
يبلغ الرابعة عشرة من عمره ودائماً يحاول أهله إبعاده عن مصادر الألم كالتحدث عن الأمراض أمامه والمشكلات المختلفة على تعددها وتنوعها فهو من النوع الحساس الذي يضطرب من صغر سنه لأبسط الأمور حتى إذا سمع ما يضايقه لازمه الحزن وغشى على قلبه وعقله الاكتئاب والخوف والذعر، وكلما رآه أهله بهذه الصورة المذبذبة ازداد حرصهم على عزله عن مشكلاتهم.
كثير من الأسر قد تتخذ هذا الأسلوب لحماية أطفالها خاصة وأنهم يخشون عليهم من الوقوع في (الفوبيا) كما يقرؤون ويسمعون من مختصي علم النفس ولا يدرون أنهم بذلك قد اوقعوهم في نبع الفوبيا دون أن يكون لهم قصد في ذلك حيث ان عملية العزل هذه تجعل للابن عالمه الخاص الذي يكيف فيه نفسيته حسب مانشأ بعيداً عن كل السلبيات ولكن ما ان يخرج عن محيط هذه الأسرة ويكبر إلا ويصدم في العالم الخارجي فتتكسر نفسيته تماما كما يتكسر الزجاج وعندها وحتى لو التأمت هذه النفسية إلا انها ستظل مشروخة قد لا تصمد أمام الظروف الجديدة التي قد يمر بها لهذا وجب ان يكون الأمر معتدلاً وموزوناً بمعنى اننا لابد أن نعرض أطفالنا لمقدار بسيط من المشكلات ومن مواقف الخوف منذ صغرهم وليس صحيحاً ان مواقف الخوف هذه قد تدفع الى نشوء العقدة النفسية طبعاً إذا كانت هذه المواقف بسيطة عابرة خفيفة وهناك فرق كبير بين الخوف والرعب بمعنى اننا لا بد ان نحسس أطفالنا بالخوف أحيانا لنذيقهم طعم هذا الشعور من أجل تكوين المناعة,, نعم تماماً كما يتعامل الطب البشري مع الأفراد فأحياناً يكون المصل عبارة عن مادة تتكون (من كيميائية المرض ذاته) ولا أدري في الواقع ماذا يطلق عيها الأطباء كمصطلح طبي ويكون الهدف من هذا المصل هو تكوين مناعة ما إذا تعرض الفرد للجرعة الأكبر من المرض أو العدوى!!
إذاً فلن نحتاج ان نكسب نفسية الفرد المرونة التي توجد المناعة ضد أي مرض نفسي او انهزام للاضطراب فلا بد أن ادمج الطفل في بعض المشكلات الأسرية حسب عمره الزمني وتفكيره وأحدثه عن مواقف مقلقة ومخيفة ولكن في الحد الذي لا أجعل منه إنساناً مهزوماً نفسيا بل أجعله في تنافس مع الانفعالات بحيث هو الذي ينتصر ويتغلب عليها في النهاية فمن ناحية اجتماعية فإن هذا الأمر يدمج الفرد ويشعره بالتفاعل والاحتكاك ويجعل منه شخصية ناضجة تنميها الظروف الأسرية الواقعية من حوله، أما من ناحية نفسية فكما ذكرت تتكون لديه الحصانة او المناعة النفسية علماً بأن ما يجب ان يدركه الأهل وتعيه الأسرة ان الفرق هو شعرة بسيطة رفيعة بين المناعة والمرض بمعنى ان العقدة النفسية سرعان ما تتكون إذا ما تعرض الابن الى ما يزعزع ثقته بنفسه ويثير في نفسه القلق والخوف الشديدين لهذا فلا بد ان ندرك ان التربية ليست بالأمر السهل فإننا نحتاج الى حكمة وترو وما يجب ان ندركه جيداً اننا إذا وضعنا ايدينا على مفتاح الشخصية لأبنائنا فإننا بذلك نكون قد انجزنا الشيء الكثير فهل لدينا المهارة حقيقة لذلك؟
أظن انه يكفي ان تكون ناضجاً فكرياً لتحقق ذلك ولا أظن في المقابل أنك من الضروري أن تكون مختصاً؟!
|
|
|