Tuesday 1st February, 2000 G No. 9987جريدة الجزيرة الثلاثاء 25 ,شوال 1420 العدد 9987



البوارح
تجربة الإدارة عند القصيبي
د,دلال بنت مخلد الحربي

عندما تغوص في تجربة انسانية عملية كتلك التي خطتها انامل د, غازي القصيبي في كتابه حياة في الإدارة ، وتتفاعل مع اسطرها كونك تعايش واقعاً كان لاوهماً من وحي الخيال، تقلب الصفحة تلو الاخرى، وتستوقفك قرارات بعينها، ومواقف معينة، فان ذلك يعني ان المؤلف نجح في ايصال مفهوم تجربته وعبرها ودروسها ومناحيها.
فكرة الكتاب ليست مجرد سرد سيرة ذاتية قد يجد البعض فيها مالا يستحق عناء القراءة، بل هي تقدم أنموذجا لعمل الاداري الناجح أو على الاقل الراغب في النجاح، ومحاولة الاستفادة من تلك التجربة الثرية بتطبيق شق من جزئياتها في حياة كل من يتعرض لمثل تلك الجزئيات التي ليس من الضروري أن تتطابق وتتشابه في تفصيلها لكن المهم ان يحكمها الموقف العام وفي ذلك يقول القصيبي نفسه في مقدمة كتابه : هذا الكتاب موجه إلى القارىء العادي على وجه العموم وموجه، علىوجه التحديد، إلى فئتين من القراء: الفئة الأولى هي ابناء الجيل الصاعد الذي آمل ان يتمكنوا أن يتذوقوا من خلاله نكهة الثورة التنموية التي عاشتها المملكة والتي كان من قدري أن أعاصرها, أما الفئة الأخرى فهي فئة الاداريين الشباب في القطاعين العام والخاص، الذين أرجو أن يجدوا في تجربتي الإدارية الطويلة بعض الدروس النافعة وأن يستخلصوا منها بعض العبر المفيدة في الإدارة متغيرات كثيرة وثوابت اكثر .
واضيف من جانبي ان هذا الكتاب موجه لتلك الفئة العتيقة من الإداريين التي تدعي أنها تسلك منهجاً ادرارياً فذاً لايقارعهم فيه أحد، تعتمد فيه على اساليب وطرق بالية، أو لضعف عطائها وهشاشة فكرها تلجأ إلى اسلوب التضخيم واحياناً التهويش وفي حالات الى التخويف لتضمن الخنوع وبث روح الهزيمة فيمن حولها لتثبت على مقعدها.
الكتاب مليء بالطموح الشخصي الذي كثيراً ماينكره القصيبي وهو طموح مشروع طالما غرضه خدمة الآخريين والرغبة الصادقة في التطوير، وخطوات القصيبي تحمل تخطيطاً إدارياً مميزاً وليس عبثاً جاءت به الاقدار، استفاد من التجارب السابقة في كل موقع جديد حل به، وكانت صناعة القرار واتخاذه من اهم مايميز شخصية القصيبي، وهناك الصدق في نسب مواقف برز فيها الذكاء وحسن التصرف إلى اصحابها، وهناك الاعتراف بالخطأ في مواقف اخرى، وهناك انماط البشر الذين هم في كل زمان ومكان من الجادين الملتزمين والمتملقين والمراوغين، والعاطلين بكل التواءاتهم، وهناك ما يواجهه كل ناجح متميز كيد الكائدين، وحسد الخاملين، وحقد الحاقدين، وتذمر من يعكر مزاجه كل تغير، لكن القصيبي يبرز في خضم تلك السلوكيات العجيبة كيفية مواجهتها والتي تعتمد على قدرة الاداري الناجح في فهم كل ذلك والتعامل معه بحكمه وجدية وحزم وحسن تصرف.
يبقى دور المسؤول الأول في الدعم والمساندة وهو ما اشار إليه القصيبي كثيراً، وهو دعم لاشك فيه جداً مهم لانجاح العمل الجاد والتطوير ففي مواقف اشار القصيبي الى دور الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز.
ولاشك أننا نحتاج الى ان يقتدى بنماذج هذا الدعم الايجابي الذي غالباً مايكون هو المساند لنجاحات ذوي الطموح وتحقيق رغباتهم في التطوير والخلوص من انماط الادارة القديمة التي تقوم في غالب الاحيان على قاعدة محورها تثبيط الهمم والتمسك بالفكر البالي ومحاربة المبدعين والناجحين خوفا من وهجهم وتألقهم.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاء

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved