منع مرشحي المعارضة الليبرالية من خوضها في 18 فبراير المقبل بدء الحملات السياسية لسادس انتخابات تشريعية في تاريخ الثورة الإيرانية |
* طهران ا,ف,ب:
بدأت القوى السياسية المتنافسة في الانتخابات التشريعية الايرانية حملتها بقوة وذلك قبل عشرين يوما من الاستحقاق الحاسم لتجديد مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية التي تحتفل خلال ايام بالذكرى الواحدة والعشرين لقيامها.
ومع ان الحملة الانتخابية لن تبدأ رسميا الا في التاسع من الشهر المقبل، ومع ان اللائحة النهائية للمرشحين المقبولين لم تنشر بعد، فان القوى السياسية دخلت فعلا في قلب المعمعة الانتخابية لشرح برامجها واجتذاب المؤيدين.
والمنازلة الانتخابية ستكون مثلثة الاطراف هذه المرة بعد ان وضع المعتدلون من انصار الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني انفسهم في الوسط بين المعسكر المحافظ من جهة والمعسكر الاصلاحي من جهة ثانية.
ويسعى رفسنجاني السياسي المحنك الى الوصول الى رئاسة مجلس الشورى، المنصب الذي تسلمه بين عامي 1980 و 1998, وهو يترأس عمليا لائحة كوادر البناء ولائحة المحافظين في الوقت نفسه.
وتطرح حركة كوادر البناء في ملصقاتها شعار معا لنبني البلاد اضافة الى شعارات اخرى يرفعها انصار رفسنجاني من المعتدلين مثل الامن والازدهار والحرية
وسيكون رئيس بلدية طهران السابق غلام حسين كارباستشي الذي افرج عنه الثلاثاء الماضي بعد ادانته بالتورط في قضايا فساد على رأس الداعمين لرفسنجاني.
وانتقد الاصلاحيون بشدة في سلسلة مقالات خلال الايام الماضية اطلاق سراح كارباستشي مؤكدين ان مهمته التي خطط لها المحافظون ستكون انقاذ رفسنجاني.
بالمقابل فان وزير الداخلية السابق عبدالله نوري سيبقى في السجن بعد ادانته ب الدعاية المناهضة للاسلام مع انه كان يمكن ان يكون افضل رئيس لائحة للاصلاحيين.
اما جبهة المشاركة الاصلاحية التي تضم انصار الرئيس محمد خاتمي فقد اختارت مهدي كروبي رئيس البرلمان بين عامي 1989 و 1992 رئيسا للائحتها الانتخابية.
ويتسلم كروبي حاليا الامانة العامة لرابطة علماء الدين المقاتلين الراديكالية روحانيون مبارز وسيترأس في طهران لائحة من ثلاثين مرشحا.
ويعكس الشعار الذي اختارته جبهة المشاركة هذا التوجه اذ يكتفي بكلمتين اثنتين الحرية والعدالة ، مشددا على ان ايران لكل الايرانيين .
ويؤكد مسؤولو الجبهة انهم يسعون الى انهاء احتكار المحافظين للسلطة وفتح الطريق امام الاصلاحات الهيكلية والبنيوية التي يرفعها الرئيس خاتمي.
ولا تتضمن ملصقات جبهة المشاركة صورا شخصية لقادة النظام ولا تشير الى المشكلات الكبرى كالبطالة بين الشباب والازمة الاجتماعية.
وبين المرشحين على لائحة جبهة المشاركة اسماء معروفة كمحمد رضا خاتمي شقيق رئيس الدولة او علي رضا نوري شقيق وزير الداخلية السابق عبدالله نوري الموجود حاليا في السجن بعد ان ادانته محكمة رجال الدين قبل شهرين بتهم عديدة ابرزها بث الفكر المعادي للاسلام والتشكيك في ولاية الفقيه المطلقة وحكمت عليه بالسجن لخمس سنوات مع النفاذ.
اما المحافظون الملتفون حول رابطة العلماء المجاهدين روحانيات مبارز فتركز ملصقاتهم حتى الآن على الوفاق لتسوية المشكلات وتتميز شعاراتهم بالتأكيد على خط الامام وخط المرشد ويطرحون رفسنجاني منذ الان رئيسا لمجلس الشورى المقبل بعد ان مهدوا لذلك بانسحاب الرئيس الحالي للمجلس ناطق نوري من السباق الى البرلمان وبالتالي الى رئاسته.
ومن ناحية اخرى صرح مسؤول في المعارضة الايرانية المعتدلة ان اللجان الانتخابية رفضت مرشحي المعارضة الاسلامية والليبرالية الى الانتخابات التشريعية الايرانية المقررة في 18 شباط/ فبراير المقبل.
وقال الامين العام لحركة تحرير ايران ابراهيم يزدي ان اللجان الانتخابية اعتبرت جميع مرشحينا في الريف وفي طهران غير مؤهلين ، من دون ان يحدد عدد هؤلاء المرشحين.
وامام المرشحين المرفوضين مهلة ثلاثة ايام للاحتجاج على رفض ترشيحهم حسبما اكد مسؤول في مجلس المحافظة على الدستور.
وكانت حركة تحرير ايران التي اسسها رئيس الوزراء السابق مهدي بازركان قد قررت المشاركة باثني عشر مرشحا في طهران وبعدد غير محدد من المرشحين في الريف.
وكان قد تم ايضا خلال انتخابات 1996 التشريعية رفض مرشحي الحركة.
وسيعقد قادة الحركة مؤتمرا صحافيا لتحديد موقفهم بعد رفض مرشحيهم.
وكان مجلس المحافظة على الدستور قد اعلن في بيان متلفز ان اللجان الانتخابية التابعة لوزارة الداخلية وللمجلس رفضت 762 مرشحا بشكل نهائي .
واشار الى ان 6858 شخصا قدموا ترشيحهم الى الانتخابات التشريعية.
واوضح المجلس ان 25% من المرفوضين لم يقبلوا بسبب انتمائهم الى تنظيمات سياسية غير مشروعة .
|
|
|