تحقيق : طلال الطريفي من حائل
سعود الشيباني من الرياض
قرار سعودة سوق الخضار قرار صائب وحكيم يعود على أبناء الوطن بالنفع خصوصا أولئك الذين وجدوا فيه أرضا خصبة لطلب الكسب الحلال,, لكن الشيء الذي يؤرق الباعة السعوديون ذلك التحايل من بعض العمالة الذين يضايقونهم في البيع عن طريق اصدار أوراق تثبت ان العمالة تجلب الخضار من مزرعة الكفيل وهم في الأصل يعملون على شراء الخضار من السوق التي تبيع بالجملة وهذا يعتبر تحايلا على النظام,, وبما أن هذه الطريقة في التحايل اصبحت صعبة في أن تكشف فإن جريدة الجزيرة عملت على رصد تحركات أحد العمالة الذين يقومون ببيع الخضار في سوق حائل وكان يحتج بوجود اثبات يوضح أنه يأتي بمحصول كفيله من احدى مزارع الدلم التابعة لمنطقة الرياض ولكن حقيقة الأمر أنه يأتي بالمحصول أو بالخضار من سوق العزيزية في الرياض بالجملة وهذا بحد ذاته تحايل على الأنظمة الصادرة من وزارة الداخلية، وقد قام مندوب الجزيرة في الرياض برصد تحركات هذا العامل وهو من جنسية عربية وهو يقوم بشراء بضاعته من سوق العزيزية في الرياض وعندما حاول زميلنا اجراء لقاء معه رفض وبشدة ولكن زميلنا قام بتصويره وهو يشتري البضاعة وبتصوير سيارته عندما كانت فارغة من البضاعة ومن ثم عندما ملئت بالخضار والصور كانت تحوي أو تبين رقم لوحة السيارة كذلك عندما كان يفاصل الباعة في السوق لكي يشتري بضاعته وعندما غادر هذا العامل سوق الرياض كان مندوب الجزيرة في حائل بانتظاره لتصويره وهو يبيع بضاعته في سوق حائل وعندما حضر مندوب الجزيرة سوق حائل لاذ العامل بالفرار وتمكنت عدسة الجزيرة من التقاط الصور لسيارته وهي مليئة بالبضاعة التي اشتراها من سوق الرياض وكل ذلك كان خلال يومين.
في سوق الجملة بالعزيزية
كانت الساعة تشير الى الواحدة بعد الظهر من يوم الاحد 18/ رمضان بسوق الخضار بالعزيزية بالرياض الذي تتواجد به عمالة وافدة من جنسيات آسيوية وأفريقية وغيرها وحوالي الثانية وصل العامل العربي الذي أبلغنا بوضعه أحد الباعة ممن حصل لهم مضايقات من هؤلاء بطرق غير شرعية ولا نظامية وكانت سيارته المعدة لشحن الخضار فارغة ويستقلها مع عاملين آخرين كمساعدين له وكان يصحبهما أخ له على سيارة نقل دينا للغرض نفسه,, وسألنا بأسلوب غير مباشر بعض الباعة عنهم فأفادوا انهم من المتستر عليهم لقاء مبالغ شهرية ويشترون بالجملة على أنها من مزارع الكفلاء ويبيعونها في اسواق أخرى بالتفرقة مصللين المشترين,, وحاولنا التحدث اليه حديثا عاما عن أحوال السوق كواحد من المتعاملين فيها غير أنه اعتذر بحجة انه مشغول في طلب الرزق ولا يرغب في مثل هذه اللقاءات,, غير أننا استطعنا من خلال تجوالنا الروتيني وتصوير بعض المواقع واللقاءات أخذ صور له وهو يشتري كميات من الخضار هو وأخوه تمهيدا لشحنها، وعندما أحس بذلك طالبنا بعدم ملاحقته فأفهمناه أننا لا نؤذي أحدا وهذا عمل عادي وطبيعي وليس له وحده والصور جماعية تشمل مساحات من السوق.

الحارثي يرفض الإغراءات
المواطن سلطان الحارثي يعمل بهذه السوق منذ أكثر من عام يشتري بالجملة وينقل الخضار لمنطقة الجنوب في محلات يملكها ويشرف عليها أحد أخوته بشكل نظامي وقال أنها تدر خيرا كثيرا، وأكد الحارثي انه لا يفتح مجالات لتلاعب العمالة حيث انه هو الذي يشتري الخضار ويشرف على التحميل والتنزيل وله شقيق آخر يشرف على المحلات بالمنطقة الجنوبية وكشف انه سبق وان عرض عليه أكثر من مرة سواء من العمالة التي تحت كفالته أو عمالة ترغب العمل تحت كفالته ولكنهم يطالبون بأن يعملوا لحسابهم الخاص بالخضار مقابل مبالغ مالية شهرية تتراوح بين 2000 3000 ريال ولكنني رفضت ذلك جملة وتفصيلا وأكد أنه يوجد تلاعب بأسواق الخضار من قبل العمالة غير النظامية التي تحاول جاهدة السيطرة على السوق.

أساليب ملتوية للمنافسة
أما المواطن محمد الحركان فقال للأسف الشديد يوجد ثغرات للتلاعب باسواق الخضار مثل هذه الحالة حيث ان بعض العمالة تشتري الخضار من سوق الرياض وغيرها وتسويقه بعدة مناطق ولديهم أوراق غير حقيقية على أنهم جلبوا هذا الخضار من مزارع كفلائهم والحقيقة عكس ذلك بل ان الكفيل لا يعرف عنه شيئا واننا نطالب بتحديد المزارع التي تنتج الخضار والكشف عليها لحصر التلاعب سواء من ضعفاء الأنفس من المواطنين أو العمالة حيث ان العمالة هي التي تنهش اقتصادنا بالرغم من كثرة الشباب الراغبين للعمل بسوق الخضار حيث ان لهم أساليب غير شريفة في المنافسة ومن أخطرها تخفيض الاسعار بحد كبير جدا حيث ان العامل اذا لاحظ تواجد السعوديين يحاول العمل بأي طريقة للافساد علينا حيث ان هذا العامل يكفيه بالشهر مثلا من ألفان ريال الى 4000 ريال بينما المواطن الذي ليس لديه دخل غير هذا السوق لا يكفيه هذا المبلغ كما ان أساليب الغش حدث ولا حرج منها وضع الخضار النظيفة فوق الفاسدة أو غير النظيفة تحت وربما يشتريها مواطن فيحاول الكسب من ورائها إلا أن تلاعب العمالة أفقده الكسب وعرف من قبل المستهلك ان مثلا بضاعة س من الناس غير نظيفة وبعد ذلك تكون سمعته بالسوق غير طيبة ويخسر، من جانبه قال المواطن سعيد بن سعد القحطاني الذي يعمل بسوق الخضار ان اقبال الشباب السعوديين فاق الخيال ولكن للأسف العمالة ضد شبابنا وطالب المواطن سعيد من المسؤولين بالجوازات والبلدية وادارة التستر بمراقبة اسواقنا وحفظ حقوقنا من ضعفاء الأنفس ووضع ضوابط تحفظ حقوق الجميع سواء العمالة أو المواطنين من تلاعب العمالة التي تتلاعب بحجة أنهم لا يشترون الخضار ولكن يجلبونها من مزارع كفلائهم والحقيقة عكس ذلك، لاسيما وان اقبال الشباب يزداد كل يوم.

الجزيرة ترصد البضاعة في سوق حائل
عند وصول مندوب الجزيرة الى سوق الخضار بحائل في فجر اليوم الثاني من وصول العامل الذي تابعته الجزيرة بتاريخ 19/9/1420ه لاذ العامل بالفرار وترك سيارته مليئة بالبضاعة حيث تمكنا من تصويرها وتصوير لوحة السيارة.
وخلال وجودنا في السوق سألنا مندوب البلدية المتواجد في السوق عن الأنظمة الخاصة ببيع العمالة فأوضح قائلا:
عندما نجد أي عامل يمارس البيع في سوق الخضار فإننا نعمد الى عمل تعهد عليه وعلى كفيله فإذا تكررت العملية للمرة الثالثة يغرم الكفيل حسب المادة 3 ويرحل العامل, أما فيما يخص قضية ان العامل من الممكن ان يذهب الى سوق ويشتري بضاعة ويبيعها في سوق آخر فإنه ممنوع ولكننا لا نقدر على متابعة العمالة في أي مدينة يذهب اليها ومن ثم فإن العامل لا يجوز له البيع فوظيفته فقط هي التحميل والتنزيل بتواجد الكفيل.
والبلدية تمكنت من القبض على أكثر من حالة مخالفة للنظام وحتى الآن للأسف ما زال يوجد هناك بعض الثغرات بوجود عمالة تمارس البيع,, أما فيما يخص تواجد الباعة السعوديين فهم ولله الحمد متواجدون بكثرة والكثير من الشباب السعودي الآن يمارس البيع في سوق الخضار حتى ان البلدية سهلت عليهم المهمة وذلك باعطائهم التسهيلات الكبيرة في سبيل الحصول على رخصة العمل وعقد البلدية حتى ان الإجار اليومي للبسطة في السوق مقابل مبلغ رمزي جدا مما يعمل على حث السعوديين للعمل في السوق.

تجاوزات من بعض العمالة في السوق
وعندما التقينا بأحد الباعة السعوديين وهو عادل بن عيسى السويطي وسألناه عن تجاوزات العمالة ومضايقتهم للسعوديين قال:يوجد تجاوزات من قبل العمالة في ممارسة البيع وبالنسبة للبلدية فانها تسعى حثيثا لضبط النظام فيما يخص العمالة ولكن هناك طريقة أخرى من الممكن ان يتحايل بها العمالة وهي فيما يخص النظام الصادر بحيث ان المزارع من الممكن له تسويق بضاعته من خلال العمالة ويستغلها البعض حيث يشتري العامل من سوق الرياض العزيزية أو سوق جدة ويأتون بأوراق رسمية توضح ان البضاعة قد جلبت من مزرعة الكفيل ونحن نعاني من حاله الآن متواجدة في السوق تمارس البيع وهم يأتون ببضاعة من أسواق خارج حائل ويقومون ببيعها في حائل وهم يحملون معنا من أسواق الرياض وجميع الأخوان المتواجدين في السوق من السعوديين يشهدون بأن الحالة التي نتحدث عنها تحمل معنا من سوق الرياض, أما ما يخص العمالة المتواجدة الآن فانها تعمل على التحميل والتنزيل.
وبالنسبة لمضايقة العمالة لنا في البيع حيث ان العملة الأجنبية تختلف عن العملة السعودية فالعامل يعمل على المضايقة بتنزيل سعر بضاعته لكي نتوقف عن البيع ونحن نقصد الربح في السوق وهم يكفيهم الربح القليل حتى يتفردوا في البيع في السوق وعندها يعملوا على البيع بالربح الذي يريدونه، وللأسف عندما أشتكينا من مضايقة الحالة التي ذكرناها لكم احتجوا بوجود أوراق ثبوتية تشهد بأنهم يأتون بالبضاعة من مزارع كفيلهم وهم في الاساس يأتون بها من السوق الذي نشتري منه نحن وقد بلغنا ولكن دون جدوى وللأسف انهم عندما يأتون ببضاعتهم يوقفوها عند الدلال الذي يقوم ببيع بضاعته وكفيله غير متواجد والدلال غير مسؤول عن ذلك فمهمته هي تسويق البضاعة فقط لا غير ونحن الآن نحدد لكم السيارة التي تتبع الحالة التي ذكرناها ومن الممكن لكم تصويرها.
ملاحظة: السيارة التي حددها البائع السويطي هي نفس السيارة التي رصدناها في سوق الرياض ولكن للأسف لم نتمكن من مقابلة العامل لأنه هرب تاركا سيارته.
الشمري يتحمل أقواله ويصب اتهامه على أحد العمالة
كما التقينا بالبائع سعود الشمري وسألناه عن العمالة وعن الحالة التي نحن نتتبعها فقال:
هناك حثالة من المجتمع متسترة تقوم على مساعدة العمالة والمصلحة تعود للعمالة والآن هم متواجدون في السوق وللأسف ان من يتستر من السعوديين هو بذلك يحتال على النظام وعلى مصلحة المواطن ونحن السعوديين ليس لنا فرصة في العمل والحالة المحتالة الآن موجودة أمامكم كما أوضح الأخ عادل حيث ان السيارة التي أمامكم بالأمس كانت في الرياض وحملت البضاعة عن طريق سوق الرياض وصاحب السيارة أي الكفيل في الرياض ويعتبر كفيلهم متحايلا مع العمالة والدليل على ذلك هو اصداره لأوراق يحملونها معهم تذكر أنهم يجلبون البضاعة من المزرعة التي تتبع له في الدلم والبضاعة في الاساس من سوق العزيزية في الرياض.

شاهدت السيارة مرتين في سوق الرياض
وقال البائع حمود لافي فيما يخص نفس القضية ان ما قاله الاخوان من قبلي هو صحيح حيث ان العامل يحمل شهادة انتاج وقد شاهدنا العامل يشتري من نفس السوق الذي نشتري منه في الرياض وقد شاهدتها مرتين في الرياض وحائل وهم في هذا العمل يضايقوننا حيث انهم يبيعون بربح أقل وأنتم تعلمون اننا ملتزمون باعاشة بيوت ودفع أقساط حتى انه يبيع في بعض الأحيان بخسارة لمجرد مضايقتنا وللمعلومية فإن الحالة التي نتحدث عنها ليست وحدها فهناك حالات كثيرة تعمل على نفس الوتيرة، والأنظمة كما نعلم انها واضحة وصريحة والبلدية أي بلاغ نوجهه اليهم فانهم يقفون معنا ولكن كما قلنا فالتحايل يجعلهم ينفذون بجلدهم من النظام.
من يساند هؤلاء العابثين؟
واضاف الأخ سعود الشمري ان الحالة التي تحدث عنها قد تم القبض عليها من قبل وغرمت ولكنها عادت من جديد بوجود ما يجعلهم يفلتون من النظام, وهناك أناس لهم سلطة في المنطقة يقومون على مساعدة هذا العامل حيث أخرج من البلدية بعد ما تم القبض عليه ولدينا الدليل على ذلك والعامل له ما يقارب ثمان سنوات وبعد تبليغنا عزم وذهب وبعد 12 يوما أتى اخوه وبلغنا عليه ولكن احتج بشهادة الانتاج ووضحنا لصحة البيئة في البلدية ان الشهادة غير سليمة ولكن الأمر أتى باخراجه والمحاضر موجودة لدى البلدية وللأسف أن الحقيقة حجبت وقد أوضح سعود الشمري لالجزيرة انه يتحمل جميع ما قاله من اتهامات للشخص وهو مستعد للمواجهة فيما قاله.
وفي النهاية فإن الأمر اتضح امام القارىء الكريم حيث اننا حاولنا قدر المستطاع لتقصي الحقيقة كذلك لم نعمل بوجود أدلة فأدلتنا موجودة من الصور والأشخاص الذين تحدثنا اليهم وأكبر دليل هو ذلك العامل الذي يعتبر حالة تجاوزت النظام بالحيلة والصور توضحه شخصيا وهو في سوق الرياض وسيارته عندما كانت تحمل بالبضاعة حتى وصلت حائل وتمكنا من تصويرها.
ونحن في هذا التحقيق نسعى حثيثا لتقصي الحقيقة ونضع أيدينا بأيدي رجال الأمن والبلدية فجميعنا مجندون في سبيل الحفاظ على أمن وراحة المواطن في أرجاء بلدنا الغالي.