وسائل التدفئة في فصل الشتاء عديدة فمنها التدفئة الكهربائية والتدفئة عن طريق الغاز، إلا أن التدفئة عن طريق ايقاد الفحم أو الحطب لها طابع خاص ومميز خصوصا عند الخروج للتنزه في الاستراحات أو الخيام اضافة الى ذلك يعد من المصادر غير المكلفة عند جمع الحطب من الصحراء.
المشاكل الناتجة عن اشعال الحطب أو الفحم كثيرة وأهمها احتمال أن يمتد لهب النار أو شررها الى الأشخاص الجالسين حولها أو الفرش المحيط بها حيث يؤدي الى ضرر جسدي أو حريق لا سمح الله، التعرض لدخان الحطب في أماكن مغلقة يؤدي ايضا الى الاختناق والى مشاكل كثيرة.
مصادر غاز أول أكسيد الكربون
سبب الاختناق هو غاز أول أكسيد الكربون الناتج من احتراق الحطب والفحم, غاز أول أكسيد الكربون غاز عديم الطعم والرائحة ولكنه غاز سام ويرتبط بكريات الدم الحمراء بقوة تزداد 20 مرة عن قدرة الأكسجين, وفي دراسة أعدت في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني، تبين ان أهم مصدر لانبعاث هذا الغاز هو احتراق الخشب او الحطب المستخدم في أماكن مغلقة، في فصل الشتاء وبلغت نسبة ذلك 71% ، أما المصدر الآخر المهم فهو استخدام مواقد الغاز للتدفئة في أماكن مغلقة وبلغت نسبته 17% ولقد كان هناك بعض الحالات التي عانت من الاختناق بسبب الابقاء على محرك السيارة مشتعلا في مكان مغلق أو المحركات الخاصة بشفط المياه في الخزانات.
أهم المشاكل الصحية الناتجة عن غاز أول أكسيد الكربون
أهم المشاكل الصحية التي حدثت عند التعرض لغاز أول أكسيد الكربون في المملكة العربية السعودية هي: اختلال في مستوى الوعي، وصل في بعض الحالات الى اغماء كامل وحدث عند 54% من المرضى وازدياد حمضيات الدم وحدثت عند 46% من المرضى، والتهاب في الصدر ناتج عن استنشاق محتويات المعدة وحدث عند 42% وعدم انتظام في دقات القلب وحدث عند 29% من المرضى، وتحلل العضلات صاحبت ارتفاع أنزيمات العضلات وحدث عند 25% من المرضى.
أما المشاكل اللاحقة فكان أهمها: اختلال في عمل أجزاء المخ بسبب نقص الأوكسجين عند 17% من المرضى، حدوث جلطات في القلب عند 4% من المرضى، وهناك مرضى توفوا على الرغم من اعطائهم علاجا فعالا ولفترة طويلة.
الدلائل الأولية التي تدل على احتمال حدوث الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون
لقد بينت العديد من الدراسات التي أجريت في هذا الموضوع ان الأمراض التي تحدث للمرضى تعتمد على مستوى أحد أنواع الهيموجلوبين في الدم, فعندما يكون المستوى أقل من 20% فانه من النادر حدوث مشاكل صحية أما إذا كان من 2040% فيكون مصحوبا بالاحساس بدوخة وصداع ووهن والاحساس بالتقيؤ وعدم القدرة على التركيز، البعض يتوقع أنها بسبب النعاس وقرب موعد النوم ولكنها دلائل أولية على التسمم بهذا الغاز وبالتالي المبادرة الى الجوانب الوقائية, عندما يكون المستوى ما بين 4060% يكون مصحوبا بتسارع في دقات القلب والتنفس واغماء وتشنجات، أما اذا تجاوز المستوى 60% فإن هذا يؤدي الى الاغماء والوفاة إذا قدر الله.
ويتم تشخيص هذه الحالات بقياس غازات الدم ونسبة الأوكسجين التي تساعد على التشخيص، هناك أحد أنواع الهيموجلوبين يرتفع مستواه في الدم عند حدوث التسمم ومستواه يحدد مدى الخطر الذي يتعرض له المريض.
كيفية التعامل مع التسمم بغاز أول أكسيد الكربون
الوقاية مهمة جدا وتتلخص في عدم اشعال الحطب في مكان مغلق مثل الغرف أو الخيام أو ترك محركات السيارات والأجهزة تعمل في أماكن مغلقة، فعند تجنب هذه الأشياء فانه بإذن الله لن يحدث تسمم من غاز أول أكسيد الكربون.
أما عندما يتعرض شخص ما للعلامات الأولية للتسمم فلابد من الخروج الى الهواء الطلق حتى تزول الأعراض تماما، اما اذا زادت أو استمرت فلابد من المسارعة في الذهاب الى أقرب مكان للطوارىء للكشف على نسبة الأوكسجين واجراء الفحوصات اللازمة.
المصاب بهذه الحالة يعطي نسبة كبيرة من الأوكسجين تصل الى 100% حتى يتم طرد غاز أول أكسيد الكربون من الدم، وبعض الحالات يلزمها أكسجين في مكان مغلق وبنسبة كبيرة جدا.
طرق الوقاية من غاز أول أكسيد الكربون
لابد من التأكيد مرة أخرى على أهمية عدم اشعال الغاز أو الفحم أو الحطب أو المحركات في الأماكن المغلقة لتجنب التسمم بغاز أول أكسيد الكربون وهنا يبعد احتمال التسمم.
د, محمد بن سعد المعمري
استشاري الأمراض الباطنة والصدرية
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني