عرف الانسان مرض الانفلونزا منذ أكثر من اربعمائة سنة حينما يأتي بشكل موسمي، وكان يتسبب في حدوث انتشار وبائي محدود لكل سنتين الى ثلاث سنوات,, ومنذ ذلك الحين بدأت المعلومات عن مرض الانفلونزا في التراكم وبدأنا نتعلم في كل موسم شيئا جديدا يفيدنا في مكافحة هذا المرض الفيروسي والذي تتمثل أهميته في سرعة انتشاره بين الناس وقدرته على التسبب في ظهور وباء عالمي مثل ما حدث في عام 1918 1919م عندما حصد مرض الانفلونزا ما يقارب 21 مليون نسمة في مختلف أنحاء العالم.
* ما هو مرض الانفلونزا؟.
مرض الانفلونزا هو الحالة التي تحدث نتيجة للاصابة بفيروس الانفلونزا والذي ينتقل عادة من شخص مصاب الى شخص سليم، وتكون عادة فترة حضانة المرض الفترة الفاصلة بين الاصابة بالفيروس وظهور اعراضه من 1 3 ايام, ويختلف مرض الانفلونزا عن الزكام أو الرشح.
* ما هي أعراض مرض الانفلونزا؟.
تختلف أعراض الانفلونزا من مريض الى آخر ولكنها في مجملها تشمل التالي:
ارتفاع درجة الحرارة قد يصل الى 40 39,5 درجة مئوية، صداع، آلام في العضلات، آلام عامة في المفاصل والعظام، تعب شديد وارهاق، التهاب في البلعوم وصعوبة في البلع، بالاضافة الى سعال قد لا يكون مصحوباً ببلغم, وقد تكون هذه الأعراض مصحوبة بغثيان، قيء واسهال وخاصة عند الأطفال.
كما تختلف أعراض المرض من مريض الى آخر في شدتها ومدى تأثيرها على الشخص المصاب.
ويجدر التنويه الى ان فيروس الانفلونزا قد يسبب أنواعاً أخرى من المرض كالزكام والرشح على سبيل المثال وفي هذه الحالة لا يشخص المرض على انه انفلونزا.
وعادة ما تبدأ أعراض مرض الانفلونزا في الاختفاء خلال 4 5 أيام وتنتهي تماما خلال 7 10 أيام وهذا في حالة عدم حدوث مضاعفات.
* ما هي طرق الوقاية من مرض الانفلونزا؟.
1 الاهتمام بالنظافة الشخصية تعتبر من أهم طرق الوقاية, يتوجب على المريض المصاب بالأنفلونزا أن يدرك مسؤوليته في وقاية الاشخاص المحيطين به, ومن الضروري ألا يستخدم الاشخاص السليمون أياً من أشياء الشخص المصاب الخاصة مثل الأواني سواء الصحون أو كأس الشرب, ويفضل ان لا يشترك أي فرد من أفراد العائلة مع الشخص المصاب في استخدام الأشياء المنزلية والتي عادة ما تستخدم بشكل عام على سبيل المثال المنشفة, ويفضل ايضا ان يتم التخلص من المناديل المستخدمة من قبل الشخص المصاب بشكل سليم.
2 لقاح الأنفلونزا: وقد أحدث اكتشاف لقاح الأنفلونزا تأثيرا كبيرا في تقليل نسبة حالات الاصابة بالمرض, فقد وجد ان لقاح الأنفلونزا قادر على الوقاية بنسبة تتراوح بين 70 80% اذا ما أعطي قبل موسم الأنفلونزا, وتقترح منظمة الصحة العالمية ان يعطي اللقاح في الفترة ما بين سبتمبر اكتوبر وذلك لأن موسم الأنفلونزا سيكون عادة ما بين ديسمبر ابريل.
وتوصي منظمة الصحة العالمية WHO باعطاء اللقاح لمجموعة الاشخاص الذين يعتبرون في خطر من عدوى الأنفلونزا الفيروسية، بمعنى آخر الاشخاص الذين قد يصابون بالمرض ويعانون من مضاعفاته الخطيرة, وتشمل هذه المجموعة التالي:
المرضى المصابون بأمراض القلب أو امراض الجهاز التنفسي المزمنة.
الأشخاص الذين يقطنون مراكز الرعاية.
الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.
الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري، الفشل الكلوي، الأنيبيا فقر الدم وأمراض الدم الأخرى والسرطان.
الاشخاص الذين يستخدمون علاج الأسبيرين بشكل مستمر.
الاشخاص المصابون بضعف جهاز المناعة كمرض الايدز.
كما توصي منظمة الصحة العالمية باعطاء اللقاح للاشخاص الذين لهم اتصال مباشر بالفئات المذكورة اعلاه مثل الطاقم الطبي، وأفراد عائلة الشخص الذي تمثل الانفلونزا خطراً على حياته.
3 العلاجات المضادة لفيروس الأنفلونزا قد تستخدم بشكل وقائي في حالات خاصة أو بشكل علاجي عندما تدعو الحاجة الى ذلك, ومن أهم العلاجات المستخدمة في هذا المجال علاج الامانتدين.
* ماذا عن الفيروس المسبب للمرض؟.
المعروف طبيا ان فيروس الأنفلونزا من فيروسات الجهاز التنفسي، وهناك ثلاثة أنواع قادرة على اصابة الانسان وهي نوع (أ، نوع ب، ونوع ج)، ولكن الملاحظ ان الفيروس نوع أ، أو نوع ب، هي التي تتسبب في حدوث المرض بشكل وبائي, ويتميز فيروس الأنفلونزا بقدرته على تغيير بروتينات على غلافه الخارجي وبذلك يستطيع ان يخادع جهاز الانسان المناعي في كل سنة ويظهر بمظهر جديد.
* ماهي طرق الاصابة بالفيروس؟.
من أهم طرق انتقال الفيروس من الشخص المصاب الى الشخص السليم هي الرذاذ المحمل بالفيروسات والذي ينتج عند السعال أو العطاس ويصل الى الجهاز التنفسي للشخص السليم عن طريق الفم, أو الطريقة الأخرى والتي لا تقل أهمية عن طريقة الرذاذ المتطاير هي طريقة الانتقال عن طريق اللمس حيث تكون يد الانسان المصاب ملوثة بفيروس الأنفلونزا وعندما يصافح أو يلمس شخصا سليما قبل أن يغسل يديه بعناية ينقل له الفيروس والذي يصل الى الجهاز التنفسي بعد ان يلمس الشخص السليم فمه أو أنفه, كما يمكن للفيروس الانتقال ايضا عن طريق استخدام شخص سليم لمعدات شخص مصاب كاستخدام الأواني على سبيل المثال.
* ماهي مضاعفات مرض الانفلونزا؟.
لمرض الانفلونزا مضاعفات عدة، وتنقسم الى قسمين: المضاعفات الخاصة بالجهاز التنفسي وتحدث في حوالي 710% من الحالات، والمضاعفات العامة الأخرى وتحدث في عدد قليل من الحالات, ويجدر التنويه الى ان فرص حدوث المضاعفات يزداد عند المرضى المصابين بأمراض مزمنة أخرى كمرض القلب، الفشل الكلوي، أمراض الرئة، والمصابين والذين تكون أعمارهم 65 سنة أو أكثر.
المضاعفات الخاصة بالجهاز التنفسي: وتشمل هذه الفئة اصابة الرئة في العدوى الفيروسية، اصابة الرئة بعدوى بكتيرية، والاصابة بعدوى في الشعب الهوائية.
المضاعفات العامة الأخرى, وتشمل الاصابة بالتهاب العضلات الارادية، التهاب عضلة القلب، التهاب الدماغ أو السحايا الفيروسي، بالاضافة الى ما يسمى بمرض راي وهي حالة خطيرة تتسبب في فشل الكبد وعادة ما تصيب الأطفال.
* ماهي طرق علاج مرض الانفلونزا؟.
الآن مرض الانفلونزا عادة ما يتم التخلص منه والشفاء عن طريق الجهاز المناعي للانسان المصاب فإن علاج الانفلونزا يتركز في الراحة وتعويض السوائل بالدرجة الأولى وهناك علامات مضادة للفيروس توصف تحت اشراف طبيب مختص في حالات قليلة جدا.
وفي الختام يجدر التذكير بأن مرض الانفلونزا هو مرض مختلف عن الرشح والزكام تمام بغض النظر عن التسميات المستخدمة من قبل العامة.
وقانا الله وإياكم شر مرض الانفلونزا والأمراض جميعا.