عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يؤدي العمل الاداري المدرسي دوراً كبيراً ويسهم اسهاماً فاعلاً في انجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها ومتابعة معطياتها وتنفيذ برامجها.
غير ان القيادة المدرسية سواء في مدارس البنين ام البنات تتطلب كوادر مؤهلة ناضجة وقادرة على ملء مركزها بكفاءة واستثمار الامكانات وتوظيف الطاقات وتجاوز المعوقات,, نعم القيادة المدرسية فن يمتزج بالموهبة والاستعداد والمهارة,, انه ممارسة شاقة ذات خصوصية ابداعية تعاملية مغلفة بالفهم العميق للأنظمة وحسن التدبير والتحلي بالحكمة وامتطاء صهوة المرونة عبر اطار منظم ومحكم.
العمل الاداري المدرسي نسيج تحيكه الأنامل المدربة على التعامل مع خيوط الانظمة وصياغة قنوات التنظيم والتنسيق ورسم الخطوط العريضة وتوزيع فواصل المسؤوليات وتغطية الثغرات واستكمال السجلات واستيعاب اللوائح.
ومن هنا يأتي الدور الكبير الذي يقوم به مدير المدرسة ويشرف عليه باعتبار ان الادارة المدرسية أفق رحب وميدان واسع مليء بدوائر البذل ومفعم بالمواقف اليومية والمتطلبات المتجددة والمشاكل الطارئة من بناء علاقات وتطبيق نشرات وتفعيل الأنظمة واستشراف آفاق النجاح.
إن المدير الناجح هو الذي يجعل منسوبي المدرسة ومعلميها يعملون بروح الفريق الواحد لاتمام الاعمال المدرسية والقيام بأعبائها ورعاية فلذات الأكباد بكل تفانٍ وإخلاص,, تصفو القلوب وتمتلىء بالمودة وتتلاقى قوافل البذل والعمل,, انه يصهر المجموعة في قالب واحد ويفجّر طاقاتها ويستثمر خبراتها ويسخّر قدراتها,, بل يشحذ الهمم ويوقد العزائم ويشرع أبواب الارادة والاصرار وانتظار مواسم الجني,, في ظل تفاهم بين الجميع وكأسرة واحدة.
لتغدو العلاقات الانسانية جسراً هاماً ومحتوى له أبعاده الانتاجية وتوابعه النفسية المثمرة وله آثاره المباركة التي تلوّن سواعد العاملين في المدرسة فليس الخضوع للانظمة المدرسية واللجوء لقوانينها طريقاً لنجاح ادارة المدرسة فالمدير الواعي هو الذي يوصل ملامح الضوابط المدرسية الى معلميه بأسلوب مرن لبق,, وبطريقة تحفظ تضحياتهم وتثمن مجهوداتهم فالكل يحس بأعباء الأمانة ويستشعر متطلبات الرسالة,.
وكم يكون العمل المدرسي رائعاً ومسكوناً بالثمار عندما يتجلى مدير المدرسة رمزاً مضيئاً وأنموذجاً يحتذيه كل منسوبي المدرسة من إداريين ومعلمين في البذل والتضحية والاخلاص,, انه يشاركهم التعب ويقاسمهم الأعمال ويخاطبهم بلغة المحبة والإحساس بالمسؤولية ومقاومة تيارات الصخب المدرسي,, انه ينعتق من صرامة اللهجة المدرسية الحادة,, يمرر المواقف بحكمة,, يتغلب على المشاكل بحنكة,, يملك زمام المبادرة,, ولا يقابل آراء المعلمين بالمصادرة انه لا يحرم معلميه من وميض ابتسامة او ملامح مزاح,, او نصيحة نجاح,, عفواً من حقنا أن نسعد بك ايها المدير المتوهج عطاء,, ألست من كتب أصول القيادة المدرسية الحكيمة,, وأتاح للمعلمين قضاء العمل المبهج وحرص على راحتهم واذابه جليد السأم وكسر طابع الروتين الصارم,, وتنحية لهجة الأنظمة وتحاشي لغة الدوام الرسمي؟.
لقد أصبح تقويم الأداء الوظيفي للمعلم بيد مدير المدرسة باعتباره مشرفاً مقيماً لديه معرفة تامة بمجهودات كل معلم وإلمام بمستوى ادائه ودرجة عطائه وان كان المدير لا يملك الإلمام بالبعد الفني لجميع المواد الدراسية, لا بد من تنقية الاجواء بين المدير ومعلمي المدرسة من سحب القلق ورياح التوتر التي قد تهب فتحجب صفاء الفضاء المدرسي.
ان احتفاء مدير المدرسة بالأنظمة المدرسية امام معلميه وتكرار بنودها على مسامعهم ليطغى صوت النظام المدرسي الحاد وتطبيق قواعده والتخلي عن المرونة المطلوبة أمر قد يزرع غيوم الكدر والمشقة امام المعلمين الذين هم بالتاكيد يقدرون أصول رسالتهم الاصيلة ويحتفون بمفرداتها ويلتزمون بمسؤولياتها وأنظمتها ليبقى الأسلوب الجيد وطريقة التعامل اللبق مطلباً للجميع.
والحال نفسه ينطبق على مديرات المدارس وبخاصة عند توزيع المسؤوليات على الاداريات والمعلمات ومتابعة الغائبات.
عفواً,, هي رسالة الى اهل الادارة من(مديرين ومديرات) لعلهم يتخذون من العلاقات الانسانية نهراً متدفقاً يعزف شلالات عطاء ويفتح روافد بناء في عمق الميدان التربوي المشرّف.
محمد بن عبد العزيز الموسى
ث الشقة بريدة