في خطابه البليغ الذي افتتح به أعمال الدورة السابعة عشرة لمجلس وزراء الداخلية العرب في قاعة المؤتمرات بنادي الصنوبر في العاصمة الجزائرية، وضع سمو وزير الداخلية، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب النقط على كثير من الحروف فيما يتعلق بالرؤية العربية الموحدة لأهمية الأمن وقيمته الاستراتيجية بالنسبة لجميع الدول العربية باعتبار ان الأمن الداخلي لأي دولة هو القوة التي توفر المناخ الملائم للعلاقات السوية بين أبناء الوطن الواحد، من جهة والمناخ الملائم لانطلاق مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وعلى صعيد التكامل الأمني بين الدول العربية فإن الأمن هو الدعامة التي تعزز قوة ووحدة كيان الأمة، وتحمي تواصل جهودها المشتركة على طريق التعاون والتطور والازدهار.
وتأكيداً لهذه المعاني قال سموه (إن أمن كل وطن عربي، أمن لنا جميعاً,, وستتواصل مسيرتنا تدفعها النوايا الحسنة، وتعززها الارادة الصادقة).
وعندما قال سموه إن صلاح المنزل من صلاح اهله، وان الهدم من الداخل اخطر في تأثيره من قوى اشرار الخارج واقسى في الفرقة والدمار مما يمكن ان يفعله اعداء العلن خارج ساحة الوطن، ومن المؤلم ان يتربص بالوطن أهله، ينالون من استقراره ويعطلون مسيرة تنميته ويريقون دماء الأهل والأخوة، تحكمهم للاسف دوافع الذات أو الجهالة أو التفسيرات الخاطئة,,) عندما قال هذا فهو إنما يعني بوضوح شديد ان من الضروري ان يجلس أبناء كل وطن الى بعضهم البعض، وان يضعوا أيديهم فوق ايدي بعض وان يتعاونوا على البر وعلى كل ما فيه خير وطنهم ومن بعده أمتهم,.
- كان يعني انه ليس هناك من خلاف بين الأخوة أبناء الوطن الواحد يستعصي على الحل بالحوار والتفاهم والتوافق اذا كانت النيّات خالصة لوجه الله، ولخير الوطن واهله.
وكان يعني أيده الله ان اشرار الخارج لا يمكن ان يُلحقوا بالوطن ومجتمعه من الاذي والضرر ما يمكن ان يُلحقه به ابناؤه حين يختصمون وتفرق بينهم الاغراض والاهواء والمشارب والمفاهيم الخاطئة لكل المعاني النبيلة.
ولأن ديدن المملكة هو حب الخير لأشقائها في كل جزء من ارض الوطن العربي، ولأنها ترى في استتباب الأمن قاعدة للسلام، ومنطلقاً للتواد والتعاون، فقد عبّر سموه الكريم عن سعادته شخصياً وسعادة كل الاشقاء بما تحقق في الجزائر الشقيقة من تعزيز للمسيرة الأمنية، مع التطلع الى الغد الافضل من الحاضر.
والمؤكد ان جماهير الشارع السياسي العربي من محيطه الى خليجه تتطلع الى ما ستسفر عنه اجتماعات وزراء الداخلية العرب في الجزائر من قرارات تشكل معالم الاستراتيجية التي يتم بها تنفيذ جميع ما تم الاتفاق عليه أمنياً من اجل محاصرة الجريمة العادية والمنظمة واحتواء كل نشاط ارهابي، يستهدف الضرر بوحدة الأمة، وتعطيل مسيرتها التنموية وضرب مصالحها العليا في السلام والاستقرار والتواصل بما يعزز التضامن الذي أقرّه القادة في قمة عمان عام 1987م قاعدة للعمل العربي المشترك دفاعاً عن حقوق الأمة وتعزيزاً لمكانتها بين دول العالم المتقدمة مع بدايات الحياة في القرن الوحد والعشرين، وهي حياة مليئة بالتحديات والمخاطر التي تتطلب وحدة الصف والرؤية والقرار والموقف بما يبرر قوة الأمة العربية ومقدراتها على حماية وجودها وتعزيزه وتحقيق اهداف قادتها من اجل طموحات الشعوب الشقيقة الى العزة والكرامة والوفرة والرخاء والازدهار.
الجزيرة