الفلسطينيون متشائمون من إمكانية تحقيق إنجاز الثالث عشر من نوفمبر انتكاسة وتعثر المسارين السوري والفلسطيني يخيّمان على محادثات موسكو المحادثات متعددة الأطراف واجهة عرض للزبائن,, وعلى إسرائيل دفع ثمن البضائع التي تحصل عليها |
* القاهرة رويترز
رفض العرب قبول اسرائيل في الشرق الاوسط قبل ان تختتم محادثات السلام مع جيرانها قد يجعل المحادثات متعددة الاطراف التي ستجرى في موسكو اليوم الاثنين في برودة الشتاء الروسي.
وتغطي الانتكاسات في المحادثات السورية الإسرائيلية والتقدم البطيء على المسار الإسرائيلي الفلسطيني محادثات موسكو وهي الاولى من نوعها منذ اكثر من ثلاثة أعوام.
ولن تحضر سوريا احد اقرب حلفاء موسكو في الشرق الاوسط اثناء الفترة السوفيتية الاجتماع وكذلك لبنان.
وتقول مصر انها ستحضر فقط لتأكيد انه يجب ان تسبق عملية السلام الثنائية أي محادثات موسعة تجري في المنطقة.
أما الاردن والفلسطينيون فيقولون انه ليس بوسعهما الابتعاد عن أي محادثات قد تؤثر عليهما خاصة على القضايا الحيوية مثل المياه واللاجئين الفلسطينيين.
وقال فيصل الحسيني الذي يرأس الفريق الفلسطيني الى المحادثات ان الفلسطينيين يعتبرون المحادثات متعددة الاطراف واجهة عرض ولكن فقط للزبائن الذين يدفعون.
ومضى يقول لرويترز في القدس ان الزبون في هذه الحالة هو اسرائيل مضيفا انه اذا حاول الزبون الحصول على بضائع وهي التعاون الاقليمي دون دفع الثمن اولا عن طريق احراز تقدم في المحادثات الثنائية فيجب رده.
واوضح ان العرب المتحمسين بحاجة الى تذكيرهم بأن حل النزاع في الشرق الاوسط يجب ان يكون له الاولوية.
ومضى الحسيني يقول: ان بعض الدول العربية تطبع العلاقات مع اسرائيل وبذلك فهي تعرض بضائعها للبيع على الرصيف.
واضاف: انه يجب ان تفهم اسرائيل انه اذا لم يحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اولا فلن يكون هناك سلام اقليمي او تعاون.
وتؤكد اسرائيل ان تطوير العلاقات الاقتصادية سيكون في مصلحة العرب اكثر من مصلحتها هي، مضيفة ان سكان المنطقة يستحقون الحصول على مزايا ملموسة من السلام.
واخبر زفي مازيل سفير اسرائيل في القاهرة رويترز النية هي القيام بشيء هام وعملي لمصلحة الشعوب يوازي مسارات السلام الثنائية .
وبعثت روسيا التي تشارك الولايات المتحدة في رعاية عملية السلام دعوات لحضور الاجتماع الذي سيعقد في موسكو قبل ايام من تأجيل الجولة الثالثة من المحادثات بين اسرائيل وسوريا الاسبوع الماضي من جراء اختلافات حول جدول الاعمال.
وتحاول الولايات المتحدة اقناع اصدقائها العرب بحضور الاجتماع في العاصمة الروسية.
ونقل جيمس روبن المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية عن وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت قولها اوضحت لوزير الخارجية المصري الأهمية التي نوليها للاجتماع واعتقادنا بأن لكل طرف دور يجب ان يلعبه واذا لم تشارك كل الاطراف في محاولة دفع العملية للأمام فمن غير المحتمل ان تتقدم .
وهذا اللقاء العربي الاسرائيلي الذي سيعقد برعاية الولايات المتحدة وروسيا وفي حضور وزراء او مندوبين اوروبيين وغربيين، سيكون الاول منذ تسلم الحكومة العمالية الاسرائيلية برئاسة ايهود باراك السلطة في تموز/ايلول الماضي.
الا ان الدوافع متباينة تماما: فبينما يسعى الاسرائيليون الى اقامة علاقات وبدء تعاون اقتصادي مع الدول العربية، يعارض العرب بغالبيتهم تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية في غياب تقدم جوهري في عملية السلام.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية في تصريح لوكالة فرانس برس نأمل ان تتيح معاودة هذه المفاوضات استئناف الاعمال في اطار مجموعات العمل المتخصصة الخمس على المستوى الاقليمي اي التنمية الاقتصادية، المياه، الامن، اللاجئين والبيئة.
لكن المأزق لايزال مستمرا في المفاوضات السورية الاسرائيلية التي كان استئنافها في اواسط كانون الاول/ديسمبر في واشنطن وراء الدعوة الى اجتماع موسكو على امل التوصل الى تسوية سريعة بين تل ابيب ودمشق.
أما على المسار الفلسطيني فإن عملية السلام متعثرة يبدو معها التوصل الى اتفاق اطار قبل اواسط شباط/فبراير امرا صعبا.
وقال فيصل الحسيني بلهجة متشائمة سنذهب الى موسكو للاستماع وليس للادلاء بآراء .
واوضح لوكالة فرانس برس صحيح لا يجوز تجميد المفاوضات المتعددة لكن المحادثات الثنائية تتقدم ببطء واسرائيل تعطي الانطباع بأنها تريد تجميد عملية السلام برمتها .
واضاف ان اسرائيل تريد تطبيعا مع العرب لكن بدون مقابل وهذا لن نقبل به ابدا .
وفيما يتعلق بالتطبيع اقامت اربع دول عربية المغرب وتونس وسلطنة عمان وقطر مكاتب تبادل تجاري مع اسرائيل، فيما اقامت موريتانيا مؤخرا علاقات دبلوماسية على مستوى سفراء وفتحت سفارة في تل ابيب على غرار مصر والاردن، الدولتين اللتين وقعتا اتفاقيتي سلام مع الدولة العبرية.
غير ان مصر اكدت الخميس بصوت رئيسها حسني مبارك بأنها لم توافق على المشاركة في هذه المفاوضات الا بعد تحرك المسار السوري الاسرائيلي في نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي.
واعتبر الرئيس المصري في الوقت نفسه ان عدم تنفيذ الاتفاقات الفلسطينية الاسرائيلية او الالتفاف حول التنفيذ يخلق مناخا من عدم الثقة ويؤدي الى الكثير من العقبات بين الاطراف أمام التقدم في المفاوضات الجارية بين سوريا واسرائيل ، مؤكدا ان وزير الخارجية عمرو موسى سيثير في موسكو موضوعا اساسيا وهاما وهو الموضوع النووي والعمل على ان تكون منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل .
وقد ادت مختلف الاجتماعات التي عقدت في اطار المفاوضات المتعددة منذ انطلاقها في 1992، حول نزع الاسلحة والتعاون الاقتصادي والمياه واللاجئين والبيئة، الى بداية تعاون اقليمي لكن لم يكتب له الاستمرار.
ومن المفترض ان تناقش المحادثات متعددة الاطراف قضايا مثل السيطرة على الاسلحة والمياه واللاجئين والتعاون الاقتصادي والبيئة.
ويستضيف الاردن الذي يعاني من نقص في المياه نحو 1,2 مليون لاجئ فلسطيني ويحرص على الحضور ليوضح لشعبه ميزة اقتصادية وراء معاهدة السلام التي وقعها مع اسرائيل عام 1994.
ومصر نفسها ليست حريصة على اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل حتى بعد اكثر من عقدين من السلام.
واعلن السفير المصري في تل ابيب الشهر الماضي ان مصر وافقت على بيع غاز طبيعي لاسرائيل، ولكن جهود الحصول على تأكيدات لهذه التصريحات في القاهرة واجهت صمتا.
الا ان الجدل المثار حول احياء المحادثات متعددة الاطراف كان اقل بين الدول الخليجية التي بدأ بعضها خطوات تجاه تطبيع العلاقات مع اسرائيل.
وقال دبلوماسي غربي عن رد فعل الخليج كان رد الفعل هادئا,, انه ليس واضحا ومن ثم لا اعتقد ان هناك استياء .
واوضح ان احياء محادثات السلام في الشرق الاوسط رغم العقبات حسنت من التوقعات الخاصة بالمسار متعدد الاطراف.
وعلى صعيد المفاوضات الخاصة بالوضع النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي استؤنفت امس في اسرائيل ابدى الفلسطينيون تشاؤمهم من امكانية انجاز اتفاق اطار حول المفاوضات في موعده المقرر الثالث عشر من شباط/فبراير.
وحذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس الطاقم الفلسطيني المفاوض ياسر عبدربه من خطورة تجاوز هذا الموضع,, وقال ان تهرب اسرائيل من الالتزام بالموعد يشكل اخلالا كبيرا وله نتائج ومضاعفات سلبية للغاية على مجمل العملية السلمية .
واضاف عبدربه عرضنا ان تجرى مفاوضات مكثفة ومتواصلة بيننا وبين الجانب الاسرائيلي تبدأ هنا وتنتقل الى واشنطن في مطلع شباط/فبراير القادم .
واضاف عبدربه لقد عرضنا خلال الشهرين الماضيين افكارا جادة على طاولة المفاوضات وقدمنا آراءنا بشكل واضح تجاه كل القضايا ، مشيرا الى ان هناك محاولة اسرائيلية للتهرب من الالتزام بموعد الثالث عشر من شباط/فبراير وهذا الامر يشكل خللا كبيرا وله نتائج ومضاعفات سلبية للغاية .
وقال عبدربه لست مطمئنا ولا متفائلا بشأن جدية الجانب الاسرائيلي في التوصل الى اتفاق في منتصف شباط/فبراير .
وبدوره قال الرئيس الفلسطيني انه اوضح للرئيس الامريكي بيل كلينتون خلال لقائهما في واشنطن مؤخرا الصعوبات التي يواجهها في المفاوضات مع اسرائيل .
واضاف من هنا طلبنا ان يكون التدخل الامريكي والاشراف الامريكي كاملا فيما يتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
من جانبه، اكد عوديد عيران كبير المفاوضين الاسرائيليين العرض الفلسطيني باجراء محادثات ماراثونية للتوصل الى اتفاق.
وقال عيران ان هناك اتفاقا بين الطرفين لاجراء هذه المحادثات بصورة ماراثونية بدون اعطاء تفاصيل حول مكان وزمان انعقادها.
وحدد الاسرائيليون والفلسطينيون موعد الثالث عشر من شباط/فبراير المقبل للتوصل الى اتفاق اطار حول مبادئ التسوية النهائية بينهما.
وعقد الطرفان خلال الشهرين الماضيين جولات عدة من هذه المفاوضات التي تبحث في قضايا حساسة مثل القدس واللاجئين والحدود والمياه والمستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة لكن دون تحقيق تقدم يذكر.
|
|
|