شارك فيها عدد من الأدباء والمثقفين ورجال الصحافة والإعلام شخصية الطائف الشعرية تثير جدلا بين المحاضر والنقاد |
* الطائف عليان آل سعدان
اثارت المحاضرة التي القاها الدكتور عالي سرحان القرشي اول امس بمقر المكتبة العامة بالطائف بحضور عدد من الادباء والمثقفين بالطائف جدلا واسعا بين النقاد الذين شهدوا المحاضرة التي جاء عنوانها (شخصية الطائف الشعرية) المحاضرة التي بدأت بمقدمة بأهمية موقع الطائف ومكانته التاريخية والشعرية ونبذة مختصرة عن المحاضر الذي سيدير محاضرة شخصية الطائف الشعرية.
وبعد ساعة ونصف الساعة استغرقها المحاضر في القاء محاضرته التي استعرض فيها اهمية هذه المدينة الساحرة التي اذهلت الشعراء وألهبت اشعارهم بالوصف الجميل للطائف وبرغم كل الابداعات الوصفية التي استعرضها المحاضر على مدار الساعة والنصف.
فقد قوبلت محاضرته وباسلوب نقدي شديد من قبل الدكتور عائض الثبيتي الذي اختلف تماما مع المحاضر عن شخصية الطائف الشعرية وما نالته من وصف ابداعي من قبل المحاضر,, واعتمد الناقد في نقده الى تجاهل المحاضر لتصوير الطائف من كل الجوانب التي تبرز مع الصورة الشعرية للطائف صوراً اخرى مختلفة وواصل الناقد انتقاداته بأن الشعراء يقولون ويصفون ما ليس بالموقع والمكان,, واكثرهم مبالغون بالوصف وبالتالي يجب عدم الاعتماد على اوصافهم وابرازها على انها قاعدة تاريخية يجب الاعتماد عليها وعلينا ان لا نخادع انفسنا عندما نتحدث عن الطائف بصورة شعرية جميلة جدا لانراها فيه اليوم، موضحا بان المستمع لمثل تلك المحاضرة عن شخصية الطائف الشعرية وما ابدع فيها المحاضر من اعطاء اوصاف اعتمد عليها من خلال الشعراء الذين كانوا انذاك لا يجلسون او يتحدثون سوى مع طبقات عالية من سكان الطائف تجاهلوا كثيرا جوانب اخرى لدى طبقات اخرى من سكان الطائف وبالتالي علينا عدم الاعتماد على التصوير الشعري للطائف فهناك جوانب اخرى في الزراعة والاعمال الحرفية والمهنية تمثل الصور الواقعية للطائف والتي تجاهلها المحاضر برغم ان تلك الصور الحقيقية للطائف اكثر واقعية وصدقا ولها ما يدعمها تاريخيا من شواهد تاريخها يمكن للمتابع لمثل تلك المحاضرة رؤيتها في الوقت الحاضر ولكن ما اشار اليه المحاضر من صورة شعرية لا يمكن للمستمع لمثل تلك المحاضرة ان يشاهدها واقعا ملموسا بالطائف حاليا.
وقد يصطدم المستمع لمثل تلك المحاضرة عندما يسير حاليا في شوارع الطائف ويجد ان الصور الشعرية التي قالها الشعراء عن الطائف غير موجودة حاليا واكثر من ذلك قد يجد العكس لها تماما وهذا بالطبع شيء مؤلم للغاية.
الدكتور جريدي المنصوري اديب وباحث من أبناء الطائف كان له دور عندما تدخل بهدف وضع ايضاحات اكثر عن المحاضرة واهدافها وقال في تعليق له وكأنه يدافع بصورة مباشرة عن المحاضرة ان تلك المحاضرة كانت محددة وعنوانها عن شخصية الطائف الشعرية وهو الامر الذي لم يتجاوزه المحاضره عن صورة الطائف الشعرية قديما.
لكن مناحي القثامي عضو النادي الادبي بالطائف ادلى بدلوه بهذا الموضوع وكان مقتنعا تماما مع الدكتور عائض الثبيتي في نقده للمحاضر ولكن نظرا لضيق الوقت الذي كان يدرك القثامي لم يسمح له باكثر من ذلك ويكتفي الحضور من المتابعين انهم فهموا من ما قاله القثامي بانه تأييد بشكل مباشر لكل النقد الشديد للمحاضرة والمحاضر الدكتور عالي سرحان القرشي.
ناقدان آخران ذهبا بعيدا عن صلب المحاضرة وتحدث احدهما عن اهمية الطائف.
ومن ذلك صنع قرارات سياسية كبيرة كان لها اثرها في الاصلاح والتفاهم ومنها اتفاقية الطائف المشهورة للفصائل اللبنانية وهذا يعني ان الناقدين استشعرا ان المحاضر لم يعط الطائف حقها بالصورة الواقعية والحقيقية واكتفا بالصورة الشعرية التي لا تمثل دليلا صادقا يجب الاعتماد عليه في تاريخ وحضارة الطائف وقد اختتمت المحاضرة بتعليق للمؤلف حماد بن حامد السالمي صاحب اكثر اصدارات عن الشعر والشعراء بالطائف وما قيل بالطائف قديما وحديثا الذي اطرى على الجميع بالثناء على مشاركاتهم وتمنى لهم التوفيق والاستمرار في مثل تلك الاعمال الادبية والثقافية على هذا المنبر لما من شأنه ان يخدم الطائف مستقبلا في مختلف المجالات.
وقداختتمت المحاضرة برغم توزيع نماذج واسئلة على الحضور كان من الممكن ان تمد من وقت المحاضرة بكثير من الجدل والاختلاف لكل مقدم المحاضرة اكتفى بالشكر للجميع وكأنه يقول يكفينا جدلا واختلافاً عن شخصية الطائف الشعرية,وقد حضر تلك المحاضرة مسؤولون من ادارة التعليم بمحافظة الطائف ومدير المكتبة العامة الاديب والقاص محمد منصور الشقحاء وعدد من الادباء والمثقفين بالطائف ورجال الصحافة والاعلام.
|
|
|