تناول الصحافي الأمريكي David Shapiro وهو أحد محرري Honolulu Star في مقال ورد له بمجلة Editor and Publisher عن شهر أكتوبر 1998 ميلادية قضية نشر الأخبار المصنوعة والمبتذلة عبر الإنترنت التي تقوم بها مجموعة تدعى News Mait وشبه فعلها الرخيص الذي تتفنن في تقديمه كطبق مطلوب ومرغوب جداً يتناوله غالبية المستفيدين الأمريكيين من خدمات الإنترنت بالكتابات الموجودة فوق حوائط المدارس أو داخل دورات المياه!!، ذلك بأنها لاتخرج عن جملة تخاريف مستفزة أوعبارات فارغة تدور بطريقة مباشرة أوغير مباشرة حول الغريزة وتجرح الحياء العام!، وقضية التلفيق والدعاية والموضوعات الفضائحية تعتبر وجبة دسمة تحرص عليها كبريات الصحف الأمريكية لزيادة نسب مبيعاتها وجذب المعلن إليها، وهي بالواقع حتى لانتحامل تلبي وبطيب خاطر رغبة زبونها الأول المتلهف لسماع المصائب صباح مساء بل وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة إن أمكن فالمتصفح للجريدة وجمهور القارئين لها هناك لايستوقفهم إلا غراميات النائب أو جنوح ابن الملياردير أو خطف عارضة الأزياء الجميلة وهكذا، إذاً المسألة عرض وطلب بالدرجة الأولى ثم يأتي المعيار الأخلاقي بعد هذا, ولو أردنا القياس الموضوعي لما يدور ببلاد سام وطبقنا الفرضية ببلاد بني يعرب لوجدنا الأمور لاتختلف كثيراً، فالمتوفر لديهم يسافر نحونا بالطائرة والباخرة والإنترنت وقنوات الفضاء وقد يحظى بشعبية تفوق مثيلاتها بدول المصدر، ومع إقامة النوايا الحسنة يمكن القول بأنه ليس سيئاً أبداً الانتقال إلى عالم الفوضى الغربي وفتح أبوابه الخلفية حتى يتسنى تهيئة وسائل مناسبة تكفل تجهيز دفاعات مضادة!!، مالم يصل الموضوع حد المشاركة بممارسة العبث نفسه ومحاكاة الأسلوب الأمريكي بثان مستنسخ وكأنهما توأم سيامي والحجة دائماً: التجربة خير برهان! ,, ولكن الدليل يقف ماثلاً أمامنا بمايشير لوقوع اجتهادات مقاربة وبدرجة كبيرة لتلك المشتكى منها!، ولنلاحظ مثلاً مخرجات المقروء ذات الورق المصقول والفاخر والملون المخصصة فقط لكشف الخبايا والأسرار وربما تأليف واختلاق قصص لا اساس لها لجذب الانتباه!، طبعاً سنكتشف أنها تزداد يوماً بعد يوم ولها سوق رائج وعملاء لا يملونها ويطلبون شراءها أينما حلوا!، ما يعني بالتالي نجاح سياسة الناشر الفضائحي والتنبؤ بولادة ناشرين شباب يكملون مسيرة الفضائح ويطلبون حلول بركة القدامى عليهم!، وبمناسبة الإنترنت لاتخلو كذلك مواقع الإنترنت غير المراقبة مما سبق وبالذات الجرائد الإلكترونية الموجهة!، والسلسلة متصلة ومتواصلة ومعقدة إلى مالانهاية! أداتها التقليد ومؤداها التشهير والتسطيح والتمرد!، ويعتقد هؤلاء المكائنيون صحافي ورقي والإلكترونيون صحافي كمبيوتري بسمو مايقدمونه لمطالعي صحفهم وخلوه من أي أهداف شخصية بينما لو نظرنا لسلم التحرير بدءا بالرئيس ووصولاً لأصغر محرر تشكلت في أذهاننا صورة أصحاب السوابق والمعارضين والعلمانيين واصحاب الفكر التحرري المطلق!، وهم يمارسون التشويق بداعي سهولة التلفيق وقلب الحقائق، وربما اضافوا المحسنات ومزجوا صوراً لاعلاقة لها ببعضها لتأكيد الوقائع المتخيلة!، وطبيعة الإنسان للأسف تقبل إشاعة الإساءة لاتقبل إشاعة الإحسان، وهذه مشكلة مركبة تحمل كرسيها جملة اسباب ومسببات، أبرزها قدرة السلوك المخالف والفاضح العجيبة على بلوغ بؤرة الاهتمام، ولتجرب تجاوزاً إثارة قضية محورها غريزي أو مشين أو غير متوقع وسط مجلس مكتظ بالبشر، لترى بأن الأصوات ستتوقف وتتوجه الأنظار كلها إليك متلهفة مشتاقة لسماع المزيد!، وهو مايفعله بالضبط سلوك النميمة والابتذال المطور ورقياً وإلكترونياً؟!.
والآن قل لي :هل ستجرب أو انك جربت؟ .
baderalsaud* hotmail.com