Sunday 30th January, 2000 G No. 9985جريدة الجزيرة الأحد 23 ,شوال 1420 العدد 9985



أضواء
جدوى استئناف لجنة متابعة المفاوضات المتعددة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ثلاث سنوات ونصف توقفت فيها اجتماعات لجنة متابعة المفاوضات المتعددة والتي كانت تجرى متواكبة مع تقدم المسيرة السلمية، وكان الهدف من هذه اللجنة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا بوصفهما راعيتي السلام، والدول الاوروبية والعربية التي تدعم المسيرة السلمية.
والدول العربية التي لاحظت تعثر العملية السلمية بعد وصول نتنياهو للحكم في اسرائيل الذي جمد المسيرة السلمية، وان اسرائيل تكسب من تواصل اجتماعات المفاوضات المتعددة رأت انه من غير المناسب استمرار تلك الاجتماعات,, وهكذا توقفت بانتظار عودة العملية السلمية لزخمها السابق.
بعد ازاحة نتنياهو عن حكم اسرائيل ووصول باراك الى سدة الحكم وما رافق ذلك من زفة للاعلام الغربي والدوائر السياسية الاوروبية بالاضافة الى الولايات المتحدة، وتقديمه على أنه منقذ السلام عاد الحديث عن استئناف عقد المفاوضات المتعددة وزاد من فرص ذلك ، عودة المفاوضات السورية الاسرائيلية، وهذا ما شجع كل من روسيا وأمريكا الى توجيه دعوات عقد الاجتماع القادم في موسكو ولأن تلك الدعوات قد وجهت أثناء الجولة الثانية للمباحثات السورية الاسرائيلية التي كانت توحي بأن الطرفين في طريقهما الى التوصل لاتفاق خاصة ان استئناف المفاوضات تم بعد اشاعة انطباعات بقبول الاسرائيليين بالانسحاب من الاراضي السورية والاراضي اللبنانية ولذلك فان من تسلم الدعوات رد ايجابيا باعتبار ان العملية السلمية عادت لمسارها الطبيعي,,!! إلا أن الذي حصل بعد ذلك بأيام قليلة جعل من استئناف عقد اجتماعات لجنة متابعة المفاوضات المتعددة، جهدا لايحقق اية فائدة للعملية السلمية، فبعد ان كشفت الاحداث أن اسرائيل لاتريد الاعلان بصورة واضحة تسليم الاراضي السورية واللبنانية التي تحتلها الى أهلها، بل تسعى الى الاستفادة من عدوانها على العرب عام 1967، سواء بالتمدد جغرافيا بمحاولة كسب أراض في الجولان وفي جنوب لبنان وفرض علاقات غير متكافئة على العرب، وهذا ما جعل المفاوضين السوريين يطلبون تعهدا اسرائيليا بالانسحاب من الاراضي السورية حتى حدود الرابع من حزيران عام 1967، وازالة آثار الاحتلال لمواصلة المفاوضات التي لا تزال معلقة الى حين تحقيق اسرائيل لهذا المطلب المشروع من قبل السوريين الذين تصبح مشاركتهم في العملية التفاوضية بلا معنى ما لم تسفر تلك المفاوضات عن استعادة أرضهم كاملة ونظيفة.
وهكذا فان تعطيل المفاوضات السورية الاسرايئلية مرتبط بتحقيق الاسرائيليين لهذا المطلب الشرعي وتلكؤهم حتى هذا التاريخ يعد تعطيلا لجهود السلام مما يستدعي بحث جدوى وفائدة استئناف اجتماعات لجنة متابعة المفاوضات المتعددة والتي ستكون اجتماعاتها بلا معنى، خاصة بعد توقف المفاوضات السورية الاسرائيلية، وتعطيل اسرائيل تنفيذ بنود ما اتفقت عليه مع الفلسطينيين,,؟!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أسواق وصيف

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.