عزيزتي الجزيرة
مما يسلي المصاب ان يوطن نفسه على ان لكل اجل كتابا، وان الراحلين عن هذه الدنيا كثر، فكل يوم نودع صديقا او قريبا او حبيبا.
ومع هذا ففقدٌ غير فقد، ورحيل من غير رحيل، فالناس بآثارهم يذكرون قبل ايام ركب في موكب الراحلين وودع دنيانا رجل نحسبه والله حسيبه من البررة الاخيار فآثاره تشهد له بالبر والصلاح واعماله تبرهن على سلوكه مسلك العباد المؤمنين الاخيار.
لقد ترجل عبدالله الهذلول ونزل من صهوة جواد الدنيا الجامح وودعنا بهدوء الى الدار الآخرة.
لقد صبر واحتسب وآمن بما اصابه قبل موته إيمانا وتصديقا بوعد الله مرددا عبارات التسلية والتأسي مع الشكر والحمد لله الذي قدر فهدى ولم ييأس ولم يقنط من رحمة الله.
الحمد لله على قضائه وقدره إنا لله وانا اليه راجعون.
إن عزاءنا في عبدالله الهذلول انه رجل وكل العارفين له يثنون عليه ويشهدون له بالصلاح بل اثنى عليه من سمع عنه ومن سمع بذكره الطيب كيف لا وهو سليل عائلة عرفت بالعلم والتقوى والصلاح وهذا من فضل الله يؤتيه من يشاء.
طبعت على كدر وانت تريدها صفواً من الأقذاء والاكدار |
رحم الله عبدالله الهذلول فقد كان انموذجاً لمن اراد الذكر الحسن بعد الموت فقد جسد عمل الخير بشتى صوره وحسن الخلق بأجمل صوره وجبر الله مصيبة أهله وذويه.
والله حسبنا وهو نعم الوكيل
محمد بن شديد البشري