عزيزتي الجزيرة
مقال خفيف الدم قرأته للاستاذ محمد بن عبدالله الحمدان في جريدة الجزيرة 20/10/1420ه رغم ان عنوانه يوحى بالجدية حيث عنونه الكاتب بلنحترم لغة القرآن الكريم إلا انه اثار لديّ بعض الملاحظات وددت مشاركة الكاتب حولها.
* الملاحظة الأولى: بدأ الكاتب مقاله بموضوع جاد قصد منه الدفاع عن اللغة العربية وأنهاه بموضوع خفيف عن (الكبك) ولعلي ابدأ التعليق بدوري من ملاحظة الاستاذ الحمدان حول خلط البعض منا لغتنا العربية ببعض الكلمات الاجنبية البغيضة او استخدام لهجات عربية يرى فيها الكاتب شكلا من اشكال المباهاة من البعض ليدلل على انه يعرف لغة اجنبية اضافة إلى ما في ذلك من عدم احترام للغة القرآن, ثم يورد بعض الكلمات ومقابلها من اللغة العربية الجميلة وبداية لاشك في ان الغيرة على لغتنا العربية هي امر مطلوب فاللغة جزء هام من شخصية الشعوب والتخلي او التهاون حولها فيه مساس بهذه الشخصية ويعبر عن عقدة نقص لدى هؤلاء الذين يصدر منهم مثل هذا التصرف, وإن كان لي ملاحظة فهي ان اعتزازنا بلغتنا وحبنا لها لا يستدعي الانتقاص من لغات او لهجات غيرنا, لذا لم أستحسن اطلاق كلمة بغيضة على لغة اخرى او لهجات اجنبية، فتلك اللغات واللهجات لا ذنب لها من استعمال البعض لها في غير محلها, فإذا كان هناك وصف لابد من اطلاقه فليكن على اولئك البعض الذين يسيئون استعمالها، وليس للغة او لهجة شعوب اخرى فقد قال تعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا),,ليس لتباغضوا !!
* الملاحظة الثانية/ تتعلق بالكلمات الاجنبية واللهجات الاخرى التي اوردها الكاتب ومقابلها باللغة العربية,, وبالتحديد استعماله للهجات محلية بعينها دون غيرها من اللهجات العائدة لمناطق اخرى بالمملكة, فهل يعني هذا عدم اعتراف كاتبنا باللهجات الاخرى المستعملة في باقي أنحاء المملكة الشاسعة غير تلك التي اختارها؟ أم انه يعتبر تلك اللهجات لهجات اجنبية اخرى بغيضة ؟
* الملاحظة الثالثة والأخيرة: تتعلق بموضوعه حول (الكبك) وقد بدأ كاتبنا بالتحسب لرد فعل القارئ حين استهل موضوعه عن الكبك بالقول: قد يستغرب بعض القراء هذا العنوان، كما قد يقول بعضهم (هل انتهت الموضوعات المهمة ولم تجد يا هذا غير موضوع الكبك تكتب فيه,, لقد هزلت) وأنا لا أتفق مع الكاتب في هذا الاستهلال، وبالتالي لا أوافقه التقليل من اهمية موضوع الكبك، غير اني ابدأ بالتساؤل حول اصل كلمة: كبك هل هي عربية أم اعجمية ام غير ذلك.
وبغض النظر عن أصل الكلمة اتفق مع الكاتب إذ رأى أن استعمال الكبك من قبل الرجال فيه مساوىء كثيرة اجتماعية واقتصادية فهو لا يليق بالرجال، وهو مضيعة للمال لان معظمها غالي الثمن,, الخ, بل انني أعتقد ان مساوىء الكبك لا تقتصر على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية,, بل انه له مساوىء سياسية ايضا! فلا شك ان وراء ادخال الكبك في أزيائنا الرجالية جهات اجنبية مشبوهة بغيضة ,, تحاول استنزاف ثرواتنا ومواردنا المالية، وإضاعة وقتنا الثمين(!!) واشاعة عادات لا تليق بالرجال, وتأسيا باقتراح الكاتب العزيز في استحسان ما يفعله أهل الكويت وبعض الناس هنا من جعل اكمام أثوابهم واسعة وعادية ومرسلة بدون صر ولا كبك ,, أود تقديم مزيد من الاقتراحات بقصد المساهمة في اقتصاد المال والوقت والرقي بالذوق واللياقة ألخصها في التالي:
أولا ياقة ثوب مطورة: يستخدم حائكو الملابس الرجالية خمس زراير في ياقة الثوب,, تزداد لدى بعض الشباب إلى سبعة ! هذه الزراير مكلفة ماليا من ناحية، ومضيعة للوقت من ناحية اخرى لذا اقترح الاستعاضة عنها بسستة يسهل التعامل معها فهي اقل كلفة واسرع في قفل صدر الثوب وياقته من الوقت الذي يستغرقه الفرد في تزرير خمس أو سبع زراير!.
ثانيا غطاء رأس عصري: اصبح لغطاء الرأس المعروف بالشماغ أو الغترة اشكال وألوان ما انزل الله بها من سلطان! بل لقد افردت شركات الملابس اهتماما خاصة بصناعة الشماغ جعلت من تطويره حرفة قائمة بذاتها حتى اصبح كثير من تلك الشركات تفاخر بتطابق تقنيات صناعة الشماغ لديها مع القرن الحادي والعشرين الجديد، ودخول الالفية الثالثة، بل ان منها من تدعى توافقه مع انظمة الحاسب الآلي واجتيازه لعلة القرن المعروفة بال)Y2K!!( ورغبة مني في المساهمة في هذه القفزة التطويرية لازيائنا الوطنية بتقنية عصرية انجليزية!؟) والتخفيف من الاعباء المالية على المستهلك من ناحية اخرى، أتقدم باقتراح الى شركات الملابس السعودية (مع الاحتفاظ بالحق في براءة الفكرة) يتعلق بتطوير غطاء الرأس، وهو ما سأطلق عليه: (3x1) أما التفاصيل فهي كالتالي: يتكون غطاء الرأس لدينا من ثلاثة اجزاء (أ، قطع) وهي: (1) الكوفية أو الطاقية), (2) الشماغ او الغترة), (3) العقال, ويقضي اختراعي التطويري العصري المستحدث بدمج الاجزاء الثلاثة في واحد بحيث يضم الكوفية والشماغ والعقال معا في قطعة واحدة!! وبذلك يتحقق لنا ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد, فسنوفر المال: بشراء قطعة واحدة بدلا من ثلاث، والوقت: بارتداء قطعة واحدة مباشرة على الرأس بدلا من ثلاث قطع كل على حدة، والذوق: حيث سيراعى في غطاء الرأسي الجديد رغبات كافة قطاعات المستهلكين حيث يمكن ان ينتج منه عدة انواع او فئات: للصغار من سن 6 12 عاما، للمراهقين: من سن 12 18 عاما، للشباب: من سن 18 25 عاما، للكبار: من سن 25 60 عاما وللمتقاعدين: من سن 60 فما فوق!
ثالثا البشوت المطورة: وهي القطاع المهم في صناعة الزي الوطني يتعلق بالمشالح او البشوت التي تميز مجتمعنا السعودي والخليجي وهذا الاختراع مازال قيد الدراسة والتطوير حيث انه يمثل اللبس الوطني الرسمي الذي يقابله في الدول الاجنبية البغيضة بدلة السهرة او التكسيدو والعياذ بالله ! وأكتفى عند هذا الحد حيث اتوقع ان يكون الزميل الكاتب الاستاذ محمد بن عبدالله الحمدان قد وصلت أعصابه الى درجة الغليان!! لذا اطلب منه في نهاية مداخلتي العذر والسموحة وان يتقبل ما كتب عاليه على أساس انه من قبيل الدعابة وليس جرا للشكل!! .
د, عبدالعزيز حسين الصويّغ