* الرياض احمد الفهيد
تشهد المملكة تطوراً عمرانياً واسعاً في كافة القطاعات وعلى جميع المستويات وذلك في المشروعات الصناعية والأسواق والمراكز التجارية وفي المستشفيات والمراكز الصحية بجانب الفنادق والمشاريع الإسكانية، ويقابل ذلك الزيادة السكانية التي أصبحت تسجل أعلى معدلات النمو السكاني في العالم حتى وصلت حوالي 3,8% ويتوقع أن يصل عدد سكان المملكة إلى أكثر من ر20 مليون نسمة وعدد سكان الرياض وحدها نحو4 ملايين نسمة بمعدل نمو تبلغ نسبته 8,2% وذلك بنهاية العام الحالي 2000م.
وفي ظل المتغيرات العمرانية الهائلة والمتسارعة في مجال البناء والإنشاءات نشطت تجارة الأثاث بصورة ملحوظة وظلت تنمو بمعدل متزايد حيث تجاوز معدل نمو حجم سوق الأثاث في المملكة نسبة 4% وبلغ حجم هذا السوق أكثر من 3 مليارات ريال وبدأت صناعة الأثاث في المملكة تزدهر وأخذت شركات الأثاث الوطنية تتنافس لإرضاء أذواق المستهلكين وتلبية أقصى رغباتهم وارتفع حجم الاستثمار في صناعة الأثاث حتى بلغ ما يربو على 2 مليار ريال وأصبحت المصانع المحلية تغطي ما نسبته 35% من حاجة السوق المحلي الأمر الذي يدلل على نجاح هذه الشركات في كسب ثقة المستهلك.
وتعتبر صناعة الأثاث من الصناعات الإنتاجية الحيوية التي شهدت نهضة شاملة فبعد أن كانت قاصرة على مجموعة من الورش الصغيرة التي لا تفي بحاجة المستهلكين أصبحت الآن مصانع ضخمة تضاهي في إنتاجها الأثاث المستورد ووصل عدد المصانع إلى ر134 مصنعاً.
الأمر الذي يمثل انعكاساً واضحاً للنمو المتزايد الذي يشهده قطاع البناء والتشييد حيث بلغ عدد المباني بالمملكة نحو 3,33 مليون مبنى حسب ما تشير إليه إحصائية السكان والمساكن هذا بالإضافة إلى ارتفاع متوسط معدل الدخل السنوي للأسرة السعودية الذي تجاوز 160 ألف ريال بجانب العمالة الوافدة التي تشغل جزءا كبيرا من المباني الإسكانية فضلاً عن كثافة قاعدة الشباب المؤهلين للزواج والذين يمثلون الغالبية من عدد سكان المملكة كما أوضحت ذلك دراسة أعدتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
ومن جانبه قال الأستاذ زامل عبدالعزيز الزامل المدير العام لشركة بيوت الأثاث أن صناعة الأثاث ظلت على الدوم مواكبة للنهضة التنموية المتكاملة التي تشهدها المملكة والمصانع الوطنية تنتج أكثر من 35 ألف طن من الأثاث سنوياً، ويعمل بها أكثر من 11 الف عامل ويشكل الأثاث الخشبي نسبة 50% من الحجم الكلي لسوق الأثاث أي نحو 1,5 مليار ريال.
وأكد ان الصناعة الوطنية من الأثاث خلقت لنفسها مكانة كبيرة واستطاعت أن تكسب ثقة المستهلك في فترة وجيزة ساهمت كثيراً في تخفيض نسبة الواردات بنسبة تفوق 30% مما يبرهن على الاهتمام بمستوى الجودة النوعية من قبل المصانع الوطنية عبر استخدامها لتقنيات متطورة عالية الأداء والكفاءة تماثل ما تستخدمه الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال.
وأضاف أن السوق السعودي يعد من أفضل أسواق الأثاث في العالم إذ يتسم بنشاط ملحوظ ودائم طوال شهور السنة وترتفع القوة الشرائية في المواسم والمناسبات، لا سيما وأن الأثاث أصبح يمثل عنصراً هاماً وأساسياً في جميع المرافق العامة والخاصة كما أن حجم إنفاق الأسر السعودية على الأثاث بات يسجل ارتفاعاً مستمراً حيث وصل حجم الإنفاق نسبة تزيد على 3% من الدخل السنوي للأسرة، كما لا ننسى سياسة الاقتصاد الحر التي تنتهجها المملكة والتي أكسبت السوق السعودي ديناميكية وجعلته ميداناً رحباً للمنافسة وتطبيق سياسات تسويقية عديدة تراعي الاهتمام بشكل المنتج وتصميمه وشكله الجذاب وإدخال تقنيات متطورة توفر هذه الجوانب وتعزز مكانة المنتج السعودي لمنافسة الأثاث الأمريكي والإيطالي والأسباني.
وأوضح الزامل أن شركة بيوت الأثاث قد جعلت لنفسها موقعاً متميزاً في السوق السعودي حيث تبنت إستراتيجية تقوم على تنويع المنتجات والاهتمام بالجودة النوعية مع مواكبة آخر التطوارت التقنية في هذا المجال بجانب مجاراة الموضة وتصنيع موديلات جديدة وفقاً لما يحدث في العالم المتطور من حولنا وقد استعانت في ذلك بكفاءات فنية أجنبية وكوادر مؤهلة تعمل على زيادة تأهيل الكفاءات الوطنية التي تعمل في الشركة التي تسندها خبرة تزيد عن 19 عاماً في صناعة الأثاث.
وأشار الزامل إلى أن سياسة الإغراق التي تمارسها الشركات العالمية تمثل أكبر العوائق لصناعة الأثاث الوطني نسبة لارتفاع تكلفة المنتج الوطني وارتفاع أسعار المواد الخام إضافة إلى تذبذب أسعار العملاء من وقت لآخر مؤكداً أن قطاع الأثاث يحتاج إلى الدراسات الميدانية التي تهتم بالابتكار والجودة والنوعية للمنتجات الوطنية.