لماذا يكره الطلاب الذهاب إلى المدرسة ,,, ؟ رتابة أداء المدرسين وعدم توفر وسائل التعليم الحديثة في مقدمة الأسباب |
* تحقيق : رياض العسافي
كم تلميذاً في مقاعد الدراسة المختلفة وفي أعمار مختلفة يتمنون كل صباح أن لايذهبوا لمدرستهم,, وكم منهم يذهبون رغم أنوفهم لكنهم لايوجدون فيها الا بأجسادهم حيث تغيب عنها عقولهم وقلوبهم,, وكم عدد أولئك الذين يحضرون حصة أو اثنتين ثم يهربون.
الاسباب كثيرة والعلاج يصفه المتخصصون في التحقيق التالي:
يقول الأستاذ سلطان بن فهد الطبيشي مدير ثانوية الفيصل بالرياض:
قبل كل شيء نحن بحاجة الى ثورة تكنولوجية تواكب مايحدث في دول العالم المتقدم في مدارسنا لأن الوسائل التعليمية في العالم اختلفت عن السابق واصبحت ادوات التعليم ليست هي فقط السبورة والطباشير,, لقد اصبحت وسائل التعليم في المدارس هي نفسها وسائل اللعب التي يستخدمها التلميذ في بيته مثل الحاسب الآلي.
حلول مقترحة
ويقترح الاستاذ الطبيشي ايضاً للقضاء على ظاهرة كره المدرسة والهروب منها: حسن التعامل من الاداريين والمدرسين للطلاب والاهتمام بالنشاط بأنواعه وحث الطلاب على الاشتراك به وتوزيع الادوار بينهم للقيام به وعقد اللقاءات المشتركة بين المدرسين والطلاب في المدرسة من خلال بعض الأنشطة الثقافية والرياضية والابتعاد عن الروتين في التدريس فالتجديد في طرق التدريس بين حين وآخر او حسب الموضوع مما يحبب الطالب للفصل والمدرس والمدرسة ووجود الوسائل في المبنى المدرسي التي تخدم العملية التربوية قد يكون أحد العوامل المساعدة في القضاء على هذه الظاهرة.
ويشير الى عدد الطلاب في الفصول له دور فالفصل الذي يكتظ بالطلاب يعيشون جواً غير مريح مما ينفرهم من المدرسة.
للأسرة دور هام
ويشير الطبيشي أيضاً إلى دور الاسرة الذي يعتبر هاماً في استقرار نفسية الطالب وتفوقه وانضباطه السلوكي ويرى أهمية الاهتمام بالطالب والعناية به بحيث يجلس الوالدان مع الطفل لمساعدته في مواجهة أي مشكلة تحدث له ومساعدة الطالب في استذكار دروسه وحثه على الاهتمام بذلك وتشجيعه بالحوافز وغير ذلك واهتمام الوالدين به في المدرسة والسؤال عنه وحضور الأب الى المدرسة بصفة دورية للاجتماع مع إدارة المدرسة والمعلمين وسؤالهم عن الطالب والاهتمام به خارج المدرسة ومتابعته بصورة مستمرة فكثير من المشاكل السلوكية تحدث للطالب بتأثير خارجي والاهتمام بما يقرأ ويشغل به الطالب وقته في البيت فالوسائل المقروءة والمرئية تؤثر علىسلوكه ويرى أن هذه الأمور من عوامل انضباط الطالب السلوكي.
للمدرسين دور
ويختتم الطبيشي حديثه قائلاً: لاشك أن تشدد بعض المدرسين والإداريين على الطلبة من أسباب نفورهم من المدرسة وتركهم لها وعدم الرغبة في الذهاب اليها ولذلك انصح من يبالغ في التشدد على الطلبة لضبط الفصل او المدرسة بأنها ليست كل شيء بل قد يكون احترام الطالب والاستماع له والاخذ والعطاء وتفهم ظروفه ومشاكله من أهم الاسباب التي تقضي على عدم انضباطه ومشاغبته وسوء سلوكه وقد تم تجربة هذه الطريقة في بعض المدارس فتغير سلوك الطلبة الى ألأفضل.
نتيجة طبيعية
ويؤكد الاستاذ وليد بن فهد الحمود مدير متوسطة الواقدي بالرياض أن ظاهرة كره المدرسة نتيجة حتمية وطبيعية لحال بعض المدارس وطريقة التدريس فالمباني المدرسية غير مؤهلة بوضعها الحالي لخوض غمار المنافسة المحمومة والشرسة بين مجتمعنا المحافظ ولله الحمد وبين الغزو الفكري المحيط بنا,, فأغلب مدارسنا تنقصها الامكانات كالملاعب الواسعة وأماكن الانشطة المناسبة والغذاء الصحي المتكامل.
ويضيف الحمود كما أن دور البيت والاعلام مفقود للأسف في تبصير الابناء بأهمية العلم ودوره في بناء الإنسان السعودي المؤمن القادر باذن الله على درء كل حاسد يريد السوء لهذه البلاد الكريمة,, وهو ماتعيه حكومة خادم الحرمين الشريفين من خلال اهتمامها بكل صغيرة وكبيرة تخص العلم والتعليم ولكن الامر يحتاج لتضافر جهود الجميع لتكون المدرسة مكاناً محبباً للنفس من قبل الطلاب,, وبذلك نستطيع أن نقضي ولو على جزء بسيط لظاهرة كره المدرسة والهروب منها.
عبر الماضي
ويتابع الحمود حديثه قائلاً أن تذكير أبنائنا بالصعوبات التي كان عليها آباؤنا وأجدادنا في حياتهم سيزيدهم حرصاً على شحذ الهمة والنهل من العلم النافع لوطنهم,, كما يذكرون بأن المال لوحده لايكفي إذا لم يتحصن الإنسان بالعلم,, كما يذكّرون أن لبلدهم حقاً عليهم وهو رد الجميل خاصة وأن مكان بلدهم الطبيعي هو القمة بين الأمم الأخرى لم لا ونحن أمة مسلمة وديننا الاسلام والله جل وعلا وعدنا بالنصر والتمكين إن شاء الله تعالى.
إغلاق الأبواب يشجع على الهروب
وعن إغلاق بعض المدارس لأبوابها عند بدء الدوام ومنع الطلبة المتأخرين من الدخول قال الحمود: ان عدم سماح المدرسة للطالب بالدخول سيشجعه على الهروب ولن يحل ذلك المشكلة بل يزيدها تعقيداً.
تقليل عدد الحصص
ويختتم الحمود حديثه قائلاً: إن تقليل عبء اليوم الدراسي بتقليص عدد الحصص أمر مقبول ومرغوب فيه خاصة أنه يدعو لتركيز طاقة الطالب كلها في نهل العلم في وقت اقل.
كثرة الواجبات والاختبارات
ويؤكد الدكتور منذر محمود البدري الاخصائي النفسي أن كثرة الامتحانات لها دور في كره الطالب للمدرسة فكيف يعطى الطالب امتحانان في يوم واحد، وكيف ومتى يذاكر ولضيق الوقت قد يهرب من امتحان واحد بسبب احساسه انه لايقدر على الإجابة فهذا يخلق عنده القلق والتوتر كذلك كثرة الواجبات تقلق الطالب خاصة اذا كان كل مدرس يطلب عملاً لمدة ساعة، فمتى يرتاح ومتى يلعب وفي اليوم الثاني يكون الحل هو الهروب من أحد المدرسين خصوصاً المتشدد منهم، ايضاً التركيز على الطالب الذي لديه عيب خلقي مثل التأتأة يخلق مشاكل للطالب وهذا دليل الخوف أو الارتباك امام المدرس المتشدد وإذا ركز المدرس عليه دائماًومن دون أن يرفع الطالب إصبعه قد يحرجه نفسياً والطلبة يضحكون عليه، مثل هذا الطالب قد يترك المدرسة او الفصل وهنا يأتي دور المدرس، فالمشكلة ان المدرس لايعرف كيف يتعامل مع خصائص الطالب النفسية والعقلية.
الدلال الزائد
ويختتم البدري ايضاً الدلال له حدود، والشدة أيضاً لها حد، ويجب أن نشعر الولد أن الحب سوف يساعده على التغير الى الأفضل، أما الدلال الذي يؤدي الى ضرر فهذا غير مقبول وقد يؤدي الى هروبه من الحصة أو المدرسة.
|
|
|