الرياض,, عاصمة الثقافة العربية لعام2000م,, قرار عربي ودولي يجسد أبعاد نهضة حضارية افترشت مساحة الأرض في هذا الكيان الكبير,, فأحالت الصحراء الجرداء إلى جداول غناء,, وحولت الكتاتيب إلى صروح علمية بمعايير دولية,,
واضاءت الفكر الوطني لينطلق في الآفاق العالمية.
**المؤتمر الحادي عشر للوزراء المسؤولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة يقرر اختيار عاصمتنا لتكون عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م,, والمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تصادق على هذا الاختيار وفق معاييرها المحددة,.
**ولقد أعادتني هذه المناسبة الى أيام خلت,, حين سألني أمريكي ذات يوم قائلاً: من أي بلد أنت؟,, قلت من السعودية,, قال: آه,, بلد البترول,, سؤال كنا نسمعه دوماً,, وتعقيب واجهناه كثيراً,.
أما اليوم,, فان تصور ذلك الامريكي وغيره الكثير من الامريكيين لم يعد كما كان,, فلقد اتسعت دائرة الإدراك بان السعودية ليست بترولاً فحسب,, وان لشعبنا بعدا حضاريا,, مع التسليم بنعمة البترول التي أفضل المولى جلت قدرته بها على هذه البلاد وشعبها,, والتي أسهمت بشكل كبير في تحقيق هذه الانتفاضة التنموية التي شهدتها البلاد خلال العقود القليلة الماضية,.
**للمملكة جذور حضارية ركيزتها الاساسية الدين الاسلامي الخالد,, الذي أضاء النفوس وهذب السلوك,, وأسس القيم الانسانية الحضارية,, وحرك العطاءات البشرية النبيلة,.
وللمملكة جذور حضارية قوامها الى جانب الدين الاسلامي,, تراث عربي حافل بالعطاءات الانسانية,, والقيم البشرية,, والعطاءات الفكرية المنبثقة عن دين قويم,.
**إنها الرواسخ التي انطلق من عليها هذا البناء الحضاري الشامخ,, الممتد على امتداد هذا الثرى المبارك,.
**والرياض,, العاصمة,.
واجهة حضارية,, مزجت بين الحداثة والتراث في مسيرة تنموية رائدة,.
مدينة عصرية,, تحفل بمراكز الاشعاع الحضاري,, العلمية والثقافية والفكرية.
**عندما شرعت في تأليف كتابي الأخير,, استعرضت دور الكتب العامة المتاحة في الرياض,, فوجدت:
مكتبة جامعة الملك سعود
مكتبة جامعة الامام محمد بن سعود.
مكتبة الملك فهد الوطنية.
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
مكتبة معهد الادارة العامة.
مكتبة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
مكتبة مؤسسة الملك فيصل الخيرية.
مكتبة دارة الملك عبدالعزيز.
**وفي الرياض,, عاصمة الثقافة
إصدارات ,, كتب,, دوريات,, مجلات,, نشرات تقذف بها المطابع على مدار الساعة,.
**وفي الرياض,, عاصمة الثقافة
توجد مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي تمنح جائزة الملك فيصل,, الجائزة العالمية الحضارية,, التي يضعها مفكرون عالميون في المرتبة التالية لجائزة نوبل العالمية الشهيرة,.
**وفي الرياض,, عاصمة الثقافة
اميرها,, وأمير المثقفين في بلادنا الغالية,, الرمز الثقافي,, الذي شيد مشروعاً ثقافياً حضارياً ريادياً,.
أميرها,, الذي قاد حركة الفكر والثقافة,, وظل يمثل العمق الحضاري للمثقفين,.
**وأخيراً,, فان علينا ان نحتفي بهذه المناسبة كما ينبغي,, من خلال استثمارها في تفعيل دورنا الحضاري,, وتعميق الفعل الثقافي السعودي والخروج به عن دائرة المحلية,, وتوسيع دائرة الاستفادة من المنجز الفكري العالمي في تأسيس فكر ثقافي جديد,, امتداداً لفكر ثقافي قائم بما يتواكب مع معطيات العولمة الثقافية,, والسعي لتشكيل خطاب ثقافي مستقبلي يزيد من عمق رصيدنا الثقافي,.
ولعل تكرار مانادى به الكثيرون من الحاجة الى توفير هيكلية مؤسساتية تسهم في تفعيل العطاء الثقافي الوطني وتطوير النهج الثقافي الوطني العالمي,.
ولكنني لا أميل الى انشاء وزارة للثقافة فنحن بحاجة الى تقليص البناء الحكومي البيروقراطي وليس الى تضخيمه,, ويكفي انشاء وكالة على مستوى الرئاسة العامة لرعاية الشباب في اطار هيكلها التنظيمي أو تابعة لوزارة الاعلام.
**لتستمر منجزات الوطن على مختلف الأصعدة في ظل قيادة راشدة,, وعطاءات شعب وفي,.
***
للدكتور غازي القصيبي:

نفط يقول الناس عن وطني ما أنصفوا وطني هو المجد