شدو هل نحن حليلين ؟! د, فارس الغزي |
ليس هناك من شك أن مجتمعنا مجتمع تكافل ومحبة وإخاء وفزعة! .
وليس هناك من شك، كذلك، أن في عقيدتنا الاسلامية الغراء نموذجا تطبيقه كفيل بمدنا بأسباب القدرة والتوفيق بين يومنا الدنيوي وغدنا الأخروي.
ولا تنس نصيبك من الدنيا ، يتطلب منا مراعاة أبعاده الدالة على أهمية السعي وراء رزقنا بطرق لا يشوبها أي شائبة من شأنها الحط من قدر ما لدينا من منهاج به ومنه تسنمنا مسؤولية وأمانة الأفضلية في هذا الوجود.
هنا أصل إلى مربط الحكاية والمتمثل في أن نصيبنا الدنيوي، والذي من ضمنه التعامل مع الآخرين بذكاء وحصافة، غالبا ما تعروه (الطبية)، وهي طيبة يفسرها منلا يفهمنا بالسذاجة والغباء، بل وقد يعتقد، خاطئا بالطبع، انها نتاج لما لدينا من عقيدة.
بمعنى آخر: انها طيبة يتسع نطاق تأويلها لينسحب على تهمة قصور ما لدينا من عادات وتقاليد وقيم منبثقة من لدن شريعتنا الخالدة، وغالبا ما يحدث هذا عندما يكونالطرف الآخر من التعامل شخصاً أجنبياً لا يفقه قرائن وحيثيات طيبتنا تلك.
حسنا، إليكم بعض الدلائل الدالة على أننا حليلين! وعليكم عبء تقمص الأدوار!: فهذا شخص سعودي ذهب إلى أمريكا للدراسة، وهناك هاله ما رأى من مناظر مؤسفة للمشردين هناك أغلبهم قتلة ومدمنو مخدرات! فما كان منه، ذات مرة، إلا أن بادر بدعوة بعضهم للمبيت في منزلهخصوصا أنها كانت ليلة قارسة، وطيبتنا يبدو أنها دائماً ما ترتفع حرارتها بانخفاض حرارة الجو أو العكس! .
المهم، أن رأس صاحبنا هذا قد سلم وبعد افاقته من تأثير نظرية تبرير الطيبة! والتي دائما ما تبدأ بعبارة: إذا سلم العود فالحال تعود ، اضطر صاحبنا إلى الاستدانة لتعويض ما سرقه ضيوفه! من متاع وتلفاز وكمبيوتر وأدوات كهربائية وملابس.
خذوا قصة أخرى يجمعها بسابقتها كوننا حليلين! ومفادها طالب سعودي يدرس في أمريكا أوقفته طيبته لمساعدة شخص كان يلوح بيده على الطريق السريع!,,, ماذا تعتقدون نتيجة الطيبة هذه؟!,, بالطبع: اختطاف ورعب حتى قيض الله له من استطاع في النهاية انقاذه من براثن طيبته أقصد مختطفه!.
المؤسف أن صاحبنا المختطف! كان على علم مسبق بفحوى قانونهم الذي ينص على المنع البات لما يسمى هناك بHitchhiking ألا وهو الوقوف على قارعة الطرق السريعة طلبا للانتقال من مكان إلى آخر,, وبالطبع لا تخفى عليكم أسباب هذا المنع والتي من أبسطها الحفاظ على حياة المارة الطيبين من أمثال صاحبنا هذا!, بل ما رأيكم في قصة تلك المرأة السعودية في أمريكا؟! قصة علق عليها الاستاذ الأديب حمد القاضي في جريدة الجزيرة نقلا عن مجلة المبتعث ,, قصة تلك المرأة تتلخص في أنها الله يهديها! أحست بالوحدة فقررت الذهاب إلى جارتها الأمريكية وبكل الحب والكرم دعتها لأن تقوم بتشريف منزلها مرة وحدة! , لا جديد حتى الآن، ولكن إليكم الجديد: بما أن معايير الثقافة والتي من ضمنها الطيبة تختلف أيما اختلاف بيننا وبينهم، فقد بادرت تلك السيدة الأمريكية باستدعاء رجال الشرطة لغرض حمايتها من امرأة غريبة طبت عليها! لتدعوها إلى منزلها بدون معرفة سابقة!,,, وباستطاعة أي فرد قراءة أحداث تلك القصة حيث يبدو أن نطاق طيبتها قد اتسع مع اتساع نطاق وحدتهاحيث أن زوجها يتدرب طوال النهار فما كان منها سوى اقتحام أسوار خصوصية جارتهاوالجارة هنا على حق بحكم ثقافتها ، ومن المؤكد أن تلك السيدة السعودية لا تجيد اللغة الانجليزية يعني من طيبتها لا تعرف أنها لا تعرف! وليست على علم بمبدأهمبالتدرج لمعرفة الآخرين، مما قاد إلى استدعاء الجارة للشرطة! بالمناسبة، حدثت تفاصيل الطيبة تلك في اسكان قاعدة عسكرية هناك، ولمن لا يعرفنوعية النساء الأمريكيات اللائي يقدمن على الالتحاق بالجيش هناك، ما عليه سوى البحلقة! في ملامحهن,, الرجالية!
رشدوا العواطف، وإن كان ولا بد، فاحصروا الطيبة في عقر داركم، بل وتذكروا أن تراثنا الخالد طالما ذكرنا بأن سوء الظن من حسن الفطن! .
|
|
|